تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمق]:

صفحة 95 - الجزء 13

  وجَمْعُ حَلْقَةِ القَوْمِ أَيضاً.

  وكَشّدادِ: الحالِقُ.

  والحَلَقَةُ، محرَّكَةً: الضُّرُوعُ المُرْتَفِعَةُ، جمعُ حالِقٍ، يُقال: ضَرْعٌ حالِقٌ: إِذا كان ضَخْماً يَحْلِقُ شَعَرَ الفَخِذَيْنِ من ضِخَمِه.

  وقالُوا: «بَيْنَهُم احْلِقِي وقُومِي» أَي: بَيْنَهُم بَلاءٌ وشِدَّةٌ، قال:

  يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أَفْضَلُ من يَوْمِ احْلِقِي وقُومِي

  وامرأَةٌ حَلْقَى عَقْرَى: مَشْؤُومَةٌ مُؤْذِيَةٌ، نقلَهُ الأَزْهَرِيُّ.

  ويُقال: لا تَفْعَلْ ذلك أُمُّكَ حالِقٌ، أَي: أَثْكَلَ اللهُ أُمَّكَ بكَ حَتَّى تَحْلِقَ شَعْرَها.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: «كالحَلْقَةِ المُفْرَغَةِ» يُضرَبُ مَثَلاً للقَوْمِ إِذا كانُوا مُؤْتَلفِينَ: الكلمةُ والأَيْدِي⁣(⁣١).

  وحَلَّقَهُ حَلْقَةً: أَلْبَسَها إِيّاه.

  وحَلَّقَ بإِصْبَعهِ: أَدارَهَا كالحَلْقَةِ.

  وحَلَّقَ ببَصَرِه إِلى السّماءِ: رفَعَهُ.

  وحَلَّقَ حَلْقَةً: أَدارَ دائِرَةً.

  وسِكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ، أَي: حَدِيدٌ، وهو مجاز.

  وناقَةٌ حالِقٌ: حافِلٌ، والجمعُ: حَوالِقُ، وحُلَّقٌ، ومنه قولُ الحُطَيْئَةِ:

  لَها حُلَّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ

  وقالَ النَّضْرُ: الحالِقُ من الإِبِلِ: الشَّدِيدَةُ الحَفْلِ، العَظِيمَةُ الضَّرَّةِ، وإِبِلٌ مُحَلَّقَةٌ: كثيرةُ اللَّبَنِ، ويُرْوى قولُ الحُطَيْئَةِ:

  مُحَلَّقَةٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ

  والحالِقُ: الضامِرُ.

  والحالِقُ: السَّرِيعُ الخَفِيفُ. وحَلَقَ الشَّيْءَ يَحْلِقُه حَلْقاً: قَشَرَه.

  ويُقال: وَقَعَت فيهم حالِقَةٌ، لا تَدَعُ شَيْئاً إِلَّا أَهْلَكَتْه، وهي السَّنَةُ المُجْدِبَةُ، وهو مَجازٌ.

  وحُلِّقَ على اسمِ فُلانٍ، أَي: أُبْطِلَ رِزْقُه، وهو مَجازٌ.

  وأُعْطِيَ فُلانٌ الحِلْقَ: إِذا أُمِّرَ.

  والحُروفُ الحَلْقِيَّةُ سِتَّةٌ: الهَمْزَةُ، والهاءُ، ولهُما أَقْصَى الحَلْقِ، والعَيْنُ والحاءُ المُهْمَلَتَانِ⁣(⁣٢)، ولَهُما أَوْسَطُ الحَلْق، والغَيْنُ والخاءُ المُعْجَمَتانِ، ولَهُما أَدْنَى الحَلْقِ.

  ومِحْلَقٌ، كمِنْبَرٍ: اسمُ رَجُلٍ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ:

  أَحَقًّا عبادَ اللهِ جُرْأَةُ⁣(⁣٣) مِحْلَقٍ ... عَلَيَّ وقَدْ أَعْيَيْتُ عاداً وتُبَّعَا؟

  والحَوْلَقَةُ: قَوْلُ الإِنْسانِ: «لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلّا بالله» نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ، قالَ ابنُ بَرِّي: أَنْشَدَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ شاهِداً عليه:

  فِداكَ من الأَقْوامِ كُلُّ مُبَخَّلٍ ... يُحَوْلِقُ إِمّا سالَهُ العُرْفَ سائِلُ

  قالَ ابنُ الأَثِير: هكذا أَوْرَدَها الجَوهرِيُّ بتَقْدِيم الّلامِ على القافِ، وغيرُه يَقُول: الحَوْقَلَةُ، بتَقْدِيمِ القافِ على اللَّامِ، وسَيَأْتِي.

  ومن كُناهُم: أَبو حُلَيْقَة، مُصَغَّراً، منهم: المُهَلَّبُ بنُ أَبِي حُلَيْقَةَ الطَّبِيبُ، مِصْرِيٌّ مشهورٌ.

  وحَلْقُ الجَرَّةِ: موضِعٌ خارِجَ مِصْر.

  [حمرق]: ما عَلَى الشَّاةِ حِمْرِقَةٌ، بالكَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: أَي: صُوفٌ كما فِي العُباب.

  [حمق]: حَمُقَ، ككَرُمَ، وغَنِمَ، حُمْقاً بالضَّمِّ، وبضَمَّتَيْنِ، وحَمَاقَةً وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، وقد ذَكَر البابين الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ وغيرُهما وانْحَمَقَ، واسْتَحْمَقَ، فهو أَحْمَقُ وحَمِقٌ: قَلِيلُ العَقْلِ وحَقِيقَةُ الحُمْق: وَضْعُ الشّيْءِ في غيرِ مَوْضِعِه مع العِلْمِ بقُبْحِه، وهيَ حَمْقاءُ وقَوْمٌ


(١) أي كلمتهم وأيديهم واحدة، لا يطمع عدوّهم فيهم ولا ينال منهم، «التهذيب».

(٢) عن التكملة وبالأصل «المهملتين».

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «جرة محلق».