تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حشم]:

صفحة 151 - الجزء 16

  مِن أَجْدادِ كابسِ بنِ رَبيعَةَ الذي كانَ في زَمَنِ مُعاوِيَةَ، وكانَ يشبَّهُ بالنبيِّ .

  والحُسامِيَّةُ: فَرَسُ حُمَيْد بنِ حُرَيْثٍ الكَلْبِيِّ.

  وقالَ ثَعْلَب: حُسُمٌ وحُسَمُ وحاسِمٌ، كعُنُقٍ وصُرَدٍ وصاحِبٍ: مَواضِعُ بالبادِيَةِ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للنابِغَةِ:

  عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنى فالفَوارِعُ ... فَجَنْبا أَريكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ⁣(⁣١)

  والحُسَمِيُّ، كعُمَرِيٍّ: الكثيرُ الشَّعَرِ.

  * وممّا يُسْتدْركُ عليه:

  الحَيْسُمانُ بنُ حابِسٍ: رجُلٌ مِن خزاعَةَ، وفيه يقولُ الشاعِرُ:

  وعَرَّدَ عَنَّا الحَيْسُمانُ بنُ حابس⁣(⁣٢)

  والأَحْسَمُ: الرجُلُ البازِلُ القاطِعُ للُأمورِ، عن أَبي عَمْرو.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: الحَيْسَمُ: الرجُلُ القاطِعُ للُأمورِ الكيِّسُ.

  وقالَ ثَعْلَب: ذو حُسُم، بضمَّتَيْن: مَوضِعٌ بالبادِيَةِ، قالَ مُهَلْهِلٌ:

  أَليْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري ... إذا أَنْتِ انْقضيْتِ فلا تَحُوري⁣(⁣٣)

  والحُسُمُ، بضمَّتَيْن: الأطِبَّاءُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  [حشم]: الحِشْمَةُ، بالكسْرِ: الحَياءُ والانْقِباضُ، زادَ اللّيْثُ: عن أَخِيك في طَلَبِ الحاجَةِ والمَطْعَمِ، وقد احْتَشَمَ منه وعنه، ولا يقالُ احْتَشَمَهُ.

  وأَمَّا قولُ القائِلِ: ولم يَحْتَشِمْ ذلِكَ فإنّه حَذَف مِنْ وأَوْصَلَ الفعْلَ. وحَشَمَهُ وأَحْشَمَهُ: أَخْجَلَهُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  ورُوِي عن ابنِ عَبَّاس: «لكلِّ داخلٍ دَهْشةٌ فابْدَؤُه بالتّحِيَّة، ولكلِّ طاعِمٍ حِشْمَةٌ فابْدَؤُه باليَمِيْن»، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لكُثَيِّر في الاحْتِشامِ بمعْنَى الاسْتِحْياءِ:

  إِنِّي مَتى لم يَكُنْ عَطاؤُهما ... عنْدِي بما قد فَعَلْتُ أَحْتَشِمُ⁣(⁣٤)

  وفي حَدِيْث عليٍّ في السارِقِ: «إنِّي لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له يداً» أَي أَسْتحيى وأَنْقَبِض.

  والحِشْمَةُ: أَنْ يَجْلِسَ إليك الرَّجُلُ فَتُؤْذِيَهُ وتُسْمِعَهُ ما يَكْرَهُ، ويُضَمُّ، وقد حَشَمَهُ يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُهُ، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، وأَحْشَمَهُ.

  ونَقَلَ الجوْهَرِيُّ عن أَبي زيْدٍ: حَشَمْتُ الرجُلَ وأَحْشَمْتُه بمعْنًى، وهو أَنْ يَجْلِسَ إليك فَتُؤْذِيَه وتُغْضِبَه.

  وحَشِمَ كفَرِحَ: غَضِبَ.

  وحَشِمَهُ، كسَمِعَه: أَغْضَبَهُ، كَأَحْشَمَهُ، وهذه عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، وحَشَّمَهُ بالتَّشْدِيدِ.

  وقالَ الأصْمَعِيُّ: الحِشْمَةُ إنّما هو بمعْنَى الغَضَبِ لا بمعْنَى الاسْتِحْياءِ.

  وحُكِي عن بعضِ فُصَحاءِ العَرَبِ أَنَّه قالَ: إنَّ ذلِكَ لمِمَّا يُحْشِمُ بنِي فلانٍ أَي يغْضِبُهم، كذا في الصِّحاحِ.

  وفي أَدَبِ الكاتِبِ: الناسُ يَضَعُون الحشْمَةَ مَوْضِع الاسْتِحْياء، وليسَ كذلِكَ إنَّما هي الغَضَبُ.

  قالَ شيْخُنا: ورَدَّه جماعَةٌ بوُرُودِها كَذلِكَ في الحَدِيْث.

  وقد أَوْرَدَه الخفاجيُّ في شرْحِ الشّفاءِ مَبْسوطاً.

  وصَرَّحَ به السّهيلي في الرَّوْضِ أَثْناء غَزْوَة بَدْرٍ، والبَطْليوسِيُّ في شرْحِ أَدَبِ الكاتِبِ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: مَذْهَبُ ابنِ الأَعْرَابيِّ أَنَّ أَحْشَمْتُه أَغْضَبْتُه، وحَشَمْتُه أَخْجَلْتُه، وغَيْره يقولُ: حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه: أَغْضَبْتُه، وحَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَيْضاً أَخْجَلْتُه.


وعليها كتب الشارح وقد سبق آنفاً في المادة التي قبل هذه، ا هـ، نصر.

(١) ديوانه ط بيروت ص ٧٨ وفيه: «عفا ذو حُساً» والمثبت كرواية اللسان وعجزه في الصحاح.

(٢) اللسان والتكملة.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.