تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زحنقف]:

صفحة 245 - الجزء 12

  وزَحَفَ الشَّيْءَ، زَحْفاً، جَرَّهُ جَرَّا لَطِيفاً⁣(⁣١).

  وَأَزْحَفَ الإِبِلَ طُولُ السَّفَرِ: أَكَلَّها فأَعْيَاها.

  وَأَزْحَفَ الرَّجُلُ: أَعْيَت دَابَّتُهُ وإِبِلُهُ، وكُلُّ مُعْيٍ لا حَراكَ به زَاحِفٌ، ومُزحِفٌ، مَهْزُولا كان أو سَمِينًا.

  وَأُزْحِفَتْ عَلَيه رَاحِلَتُه، بالضَّمِّ: إذا وَقَفَتْ منه، نَقَلَهُ الخَطّابِيُّ.

  وَسَحَابٌ مُزْحِفٌ: بَطِيءُ الحَرَكَةِ، لِمَا احْتَمَلَهُ مِن كَثْرَةِ الماءِ، وهو مَجَازٌ، شُبِّهَ بالمُعْيِي مِن الإبِلِ، ومنه قَوْلُ الشاعرِ يَصِفُهُ:

  إِذَا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ كَيْ تَسْتَخِفَّهُ ... تَزَاجِرَ مِلحَاحٌ إِلَى الْأَرْضِ مُزْحِفُ

  وَزَاحَفُونَا مُزَاحَفَةً: قَاتَلُونا.

  وَيُقَال: أَزْحَفَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَ حتَّى زَحَفَ: حَرَّكَتْهُ حَرَكَةً لَيِّنَةً، وأَخَذَتِ الأَغَصَانُ تَزْحَفُ، وهو مَجَاز.

  وَقال أبو سعيدٍ الضَّرِيرُ: الزَّاحِفُ والزَّاحِكُ: المُعْيِي، يُقَال للذَّكَرِ ولِلْأُنْثَى⁣(⁣٢)، ويُجْمَعُ: الزَّوَاحِفُ، والزَّوَاحِكُ.

  وَالزَّاحِفُ: السَّهْمُ يَقَعُ دُونَ الغَرَضِ، ثم يَزْحَفُ إِليه، وَهو مَجَازٌ.

  وَقد سَمَّوْا مُزَاحِفاً.

  وَأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ - أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ -:

  سَأَجْزِيكَ خِذْلَاناٍ بِتَقْطِيعِيَ الصُّوَى ... إليك وخُفَّا زَاحِفٍ تَقْطُرُ الدَّمَا

  فَسَّرَهُ، فقَالَ: زاحِفٌ: اسْمُ بَعِيرٍ، وقال ثَعْلَبٌ، هو نَعْتٌ لِجَمَلٍ زَاحِفٍ، أي: مُعْيٍ، وليس باسْمِ عَلَمٍ لجَمَلٍ ما.

  وَالزَّحَّافَةُ، بالتَّشْدِيدِ: ما يَزْحَفُ به البَيْتُ، لُغَةٌ مِصْرِيَّةٌ.

  [زحنقف]: الزَّحَنْقَفُ، كجَحَنْفَلٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو زَيْدٍ: هو الزَّاحِفُ عَلَى اسْتِهِ، قال الصَّاغَانِيُّ: والْقِيَاسُ مِن جِهَةِ الاشْتِقَاقِ أَن يَكُونَ بِفَاءَيْنِ، مِن زَحَفَ وقد تَقَدَّمَ، قال الأَغْلَبُ، فيما أَنْشَدَهُ أَبو سَعِيدٍ:

  طَلَّةُ شَيْخٍ أَرْسَحٍ زَحَنْقَفِ ... لَهُ ثَنَايَا مِثْلُ حَبِّ الْعُلَّفِ

  فبَصُرَتْ بنَاشِئٍ مُهَفْهَفِ

  قال الصَّاغَانِيُّ: قَوْلُه: أَرْسَح، يُقَوِّي كَوْنَه بفَاءَيْنِ، وذكَره الأَزْهَرِيُّ في الخُمَاسِيِّ، ولو كان بفَاءَيْنِ لَكَانَ مَوْضِعَ ذِكْرِهِ الثُّلَاثِيُّ.

  [زحلف]: الزُّحْلُوفَةُ بالضَّمِّ: آثَارُ تَزَلُّج الصِّبْيَانِ مِن فَوْقِ التَّلِّ إلَى أَسْفَلِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عن الأَصْمَعِيِّ، قال: وَهي لُغَةُ أَهلِ العَالِيَةِ، وتَمِيمٌ تَقُولُه بالقَافِ، والجَمْعُ: زَحَالِفُ، وزَحَالِيفُ.

  وَقال الأَزْهَرِيُّ: الزَّحَالِيقُ، والزَّحَالِيفُ: آثَارُ تَزَلُّجِ الصِّبْيَانِ مِن فَوقُ إِلَى أَسْفَلُ، واحِدُها: زُحْلُوقَةٌ، بالقَافِ، وَقال في مَوْضِعٍ آخَرَ: وَاحِدُها زُحْلُوفَةٌ، وزُحلُوقَةٌ⁣(⁣٣).

  أَو الزُّحْلُوفَةُ: مَكَانٌ مُنْحَدِرٌ مُمَلَّسٌ؛ لأَنَّهُم يَتَزَحْلَفُونَ عليه، قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

  يُقَلِّبُ قَيْدُوداً كَأَنَّ سَرَاتَهَا ... صَفَا مُدْهُنٍ قد زَلَّقَتْهُ الزَّحَالِفُ

  وَقال أَبو مالِكٍ: الزُّحْلُوفَةُ الزَّحَالِفُ وَقال أَبو مالِكٍ: الزُّحْلُوفَةُ المكانُ الزَّلِقُ مِن حَبْلِ الرِّمَالِ، تَلْعَبُ عَلَيه الصِّبْيَانُ: وكذلك في الصَّفا، وهي الزَّحالِيفُ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: زَحْلَفَهُ زَحْلَفَةً: دَحْرَجَهُ، ودَفَعَهُ، فَتَزَحْلَفَ: تَدَحْرَجَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للعَجَّاجِ:

  والشَّمْسُ قد كَادَتْ تَكُونُ دَنَفا ... أَدْفَعُهَا بِالرَّاحِ كَيْ تَزَحْلَفَا

  قال ابنُ بَرِّيّ: ومِثْلُه لأَبِي نُخَيْلَةَ السَّعْدِيِّ:

  ولَيْسَ وَلْيُ عَهْدِنَا بِالْأَسْعَدِ


(١) الأساس: ضعيفاً.

(٢) وشاهده قول كثيّر كما في اللسان «زحك».

فأَبن وما منهن من ذات نجدةٍ ... وَلو بلغت إلّا تُرى وهي زاحك

وَشاهد الزواحك كما في اللسان «زحك» قول كثير أيضاً.

وَهل تريني بعد أن تنزع البرى ... وقد أُبن أنضاءً وهنّ زواحك

(٣) كذا بالأصل تبعاً للسان نقلاً عن الأزهري، والذي في التهذيب: واحدتها زُحلوفة وزُحلُوقة، وقد ذكرت العبارة مرةً واحدةً وفي موضعٍ واحد.