تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فخر]:

صفحة 341 - الجزء 7

  لِيَفْجُرَ أَمامَهُ}⁣(⁣١) فقيلَ: أَي يَقُولُ: سَوْفَ أَتُوبُ. ويُقَال: يُكْثِرُ الذُّنُوبَ ويُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ. وقيل: يُسَوِّف بالتَّوْبَة ويُقَدِّم الأَعمالَ السَّيِّئَةَ. وقِيلَ: لِيَكْفُرَ بما قُدّامَه من البَعْثِ. وقال المؤرِّج: أَي لِيَمْضِيَ أَمامَه راكِباً رَأْسَه. وقِيل: ليُكذِّبَ بما أَمَامَهُ من البَعْثِ والحِسَابِ والجَزَاءِ.

  [فحر]: افْتَحَرَ الكلامَ والرَّأْيَ، بالحاءِ المُهْمَلَة، أَهمله الجوهريّ وصاحبُ اللِّسَان، وقال ابنُ الفَرَج⁣(⁣٢) عن مُدْركٍ الضِّبَابيّ: يُقَال ذلك إِذَا أَتَى بِه من قَصْدِ نَفْسِهِ، ولَمْ يُتابِعْه عَلَيْه أَحدٌ كافْتَحَلَه؛ الأَخيرُ نقلَه ابنُ الفَرَج عن أَبي مِحْجَن الضِّبابيّ.

  [فخر]: الفَخْرُ، بالفَتْح، ويُحَرَّك، مثل نَهْر ونَهَر لِمَكانِ حَرْفِ الحَلْق، والفَخَارُ والفَخَارَةُ، بفَتْحِهِما. قال شيخُنَا: وتَوقَّفَ بعضٌ في الفَخَار بالفَتْح، وقال: الصّوابُ فيه بالكَسْر، قال: ولم يَسْتَندْ في ذلك لما يُعْتَمَدُ عليه. وقال ابنُ أَبي الحَدِيد في أَوّل شرْح نَهْجِ البَلاغة: قال لي إِمامٌ من أَئمّة اللّغَة في زَماننا: الفِخَارُ بكَسْر الفاءِ، وهذا مِمّا يَغْلَط فيه الخاصّة فَيَفْتَحُونَه، وهو غير جائز، لأَنّه مصدرُ فاخَرَ، كقاتَلَ. وعنْدي لا يَبْعُد⁣(⁣٣) أَنْ تكون الكَلمَةُ مَفْتُوحَةَ الفاءِ، ويَكُونَ مَصْدَرَ فَخَرَ لا فَاخَرَ، وقد جاءَ مصدرُ الثُّلاثيّ إِذا كان عَيْنُه أَو لامُه حَرْفَ حَلْق على فَعَال بالفَتْح كسَمَاح وذَهَاب، اللهُمَّ إِلّا أَنْ يُنْقَلَ ذلك عن شَيْخ أَو كِتَاب مَوْثُوق به نقلاً صريحاً فتَزُول الشُّبْهَة. انتهى كلامُ ابنِ أَبي الحَدِيد. قال شَيْخُنا: قلتُ: وهذا القَيْدُ الذي قَيَّدَه بحَرْف الحَلْقِ عَيْناً أَوْ لاماً لا نَعْرفُهُ لأَحَد في المَصادِر، بل وَرَدَت المَصَادِر على فَعَال بلا حَصْر في الثُّلاثيّ مُطْلَقاً حتى ادَّعَى فيه أَقْوَامٌ القِيَاسَ لِكَثْرَته كسَلَام وكَلَامٍ وضَلَال وكَمَالِ وجَمَال ورَشَادِ وسَدادَ، وما لا يُحْصَى. وفيه كلامٌ في المِصْباح. انتهى. وقولُ ابنِ أَبي الحَديد: «اللهُمَّ إِلَّا أَنْ يُنْقَل ذلك عن شَيْخ أَو كِتَابٍ» إِلخ. قلْتُ: نَقَل الصاغَانيّ في التكملة ما نَصُّه: وقال ثَعْلَب: لا يَجُوزُ الفَخارُ، بالفَتْح، لأَنّه مُوَلَّد، فإِذن زالت الشُّبْهَةُ، فتَأَمَّلْ. والفِخِّيرَى، كخِلِّيفَى، ويُمَدّ: التَّمَدُّح بالخِصَال وعَدُّ القَدِيمِ والمُبَاهَاة بالمَكَارِمِ مِنْ حَسَبٍ ونَسَب. وقيل: هو المُبَاهَاةُ بالأُمُور الخارجَة عن الإِنْسَان، كمَالٍ وجَاهٍ. وقيلَ: الفَخْرُ: ادِّعاءُ العِظَمِ والكِبَرِ والشَّرَفِ، كالافْتِخَار.

  وقد فَخَرَ، كمَنَعَ، يَفْخَرُ فَخْراً وفَخْرَةً حَسَنَةً، عن اللِّحْيَانيّ، فهو فاخِرٌ وفَخُورٌ، وكذلك افْتَخَر.

  وتَفَاخَرُوا: فَخَرَ بَعْضُهُم على بَعْض، والتَّفَاخُر: التَّعَاظُم. والتَّفَخُّر: التَّكَبُّر⁣(⁣٤).

  وفاخَرَه مُفاخَرَةً وفِخَاراً، بالكَسْر: عارَضَهُ بالفَخْرِ، ففَخَرَهُ، كنَصَرَهُ يَفْخُرُهُ فَخْراً: غَلَبَهُ وكانَ أَفْخَرَ منه وأَكْرَمَ أَباً وأُمّاً. أَنشد ثَعْلَب:

  فأَصْمَتُّ عَمْراً وأَعْمَيْتُه ... عن الجُودِ والفَخْرِ يَوْمَ الفخَارِ

  كذا أَنْشَدَه بالكَسْر، وهو نَشْرُ المَناقِب وذِكْرُ الكِرام بالكَرَم.

  وفَخَرَه عَلَيْه، كمَنَع يَفْخَرُه فَخْراً: فَضَّله عَلَيْه في الفَخْرِ، عن أَبي زَيْد، كأَفْخَرَه عَلَيْه، وقال ابنُ السِّكِّيت: فَخَرَ⁣(⁣٥) فُلانٌ اليَوْمَ على فُلان في الشَّرَف والجَلَد والمَنْطِقِ، أَي فَضَلَ عليه.

  والفَخِير، كأَمِيرٍ: المُفَاخِرُ كالخَصِيم بمعنى المُخَاصِم.

  ومن سَجَعَاتِ الأَساس: جاءَ فلانٌ فَخِيراً ثم رَجَع أَخيراً.

  والفَخِيرُ أَيضاً: المَغْلُوبُ في الفَخْرِ، وفي بعض الأُمَّهَات: بالفَخْر⁣(⁣٦).

  والمَفْخَرَةُ، وتُضَمُّ الخاءُ: المَأْثُرَة وما فُخِرَ به.

  والفاخِرُ: الجَيِّدُ من كُلِّ شَيْءٍ، قال لَبِيدٌ:

  حَتَّى تَزَيَّنَت الجِوَاءُ بفاخرٍ ... قَصِفٍ كَأَلْوَانِ الرِّحَالِ عَمِيمِ


(١) سورة القيامة الآية ٥.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقال ابن الفرج عن مدرك الخ عبارة الصاغاني في التكملة: قال ابن الفرج عن أبي محجن الضبابي يقال: افتحر فلان الكلام إذا أتى به من قصد نفسه، ولم يتابعه عليه أحد، وقال مدرك الضبابي: افتخر (كذا، وفي التكملة افتخر) الكلام والرأي بمعناه. ومنها تعلم ما في كلام الشارح وإن قوله: كافتحله صوابه كافتخره، تأمل، اهـ».

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «لا بعد».

(٤) اللسان: التعظّم والتكبر.

(٥) في التهذيب والأساس: أَفخِرَ ... أَي فُضِّل عليه» واللسان فكالأصل.

(٦) ومثلها في التهذيب.