تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقط]:

صفحة 434 - الجزء 10

  ونَفْطَةُ، بالفَتْحِ⁣(⁣١): د، بإِفْرِيقِيَّةِ، أَهْلُها إِباضِيَّةٌ مُتَمَرِّدُون، بَيْنَهُ وبَيْنَ تَوْزرَ مَرْحَلَةٌ، وإِلى قَفُصَةَ مَرْحَلَتانِ. ومنهُ أَبُو القاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّفْطِيُّ يُعْرَفُ بابْنِ الصّائغِ، سَمِعَ الحافِظ أَبا عَلِيّ الصُّوفِيِّ⁣(⁣٢) ورَحَلَ إِلى العِرَاقِ، فدَخَلَ دِمَشْقَ وأَجَاز الحَافِظَ أَبَا القاسِمِ بنَ عَساكِرَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلى بَلَدِهِ.

  والنُّفَطَةُ، كهُمَزَةٍ: مَنْ يَغْضَبُ سَرِيعاً، ويَحْمَرُّ وَجْهُهُ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  والتَّنافِيطُ: أَنْ يَنْزِعَ شَعرَ الجِلْدِ فيُلْقِيَهُ فِي النّارِ لِيُؤْكَلَ، يُفْعَل ذلِكَ في الجَدْبِ وشِدَّةِ الدَّهْرِ وعَجَفِ المالِ، قاله يُونُس.

  وقال الفَرّاءُ: أَنْفَطَتِ العَنْزُ ببَوْلِها، أَيْ رَمَتْ، قال: والنّاسُ يَقُولُونَ: أَنْفَصَت، بالصَّادِ.

  والقِدْرُ تَنافَطُ، أَيْ تَرْمِي بالزَّبَدِ، لُغَةٌ في تَنافَتُ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عَليْه:

  النَّفّاطَةُ، بالتَّشْدِيدِ: جَماعةُ الرُّمَاةِ بالنِّفْط. ويُقالُ: خَرَجَ النَّفّاطُونَ ومَعَهُمُ النَّفّاطة⁣(⁣٣)، وتَنَفَّطَتْ يَدُهُ من العَمَلِ كنَفِطَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  والنَّفَطَانُ، مُحَرَّكَةً: شَبِيهٌ بالسُّعَالِ، والنَّفْخُ عِنْد الغَضَبِ. وكَذلِكَ النَّفَتَانُ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ.

  ورَغْوَةٌ نَافِطَةٌ: ذاتُ نَفّاطَاتٍ، وأَنْشَد أَبُو زَيْدٍ.

  وحَلَبٌ فيه رُغاً نَوَافِطُ

  ومن أَمْثَالِهِمْ: «لا يَنْفِطُ فِيهِ عَنَاقٌ»، أَيْ لا يُؤْخَذُ لِهذَا القَتِيلِ بثَأْرٍ.

  ونِفْطَوَيْهِ: لَقَبُ أَبِي مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ المَشْهُور، أَخَذَ عن ثَعْلَبٍ.

  ومَنْفطةُ: قَرْيَةٌ من أَعْمَالِ أَسْيُوطَ بالصَّعِيدِ.

  [نقط]: نَقَطَ الحَرْفَ يَنْقُطُهُ نَقْطاً، ونَقَّطَهُ تَنْقِيطاً: أَعْجَمَهُ، فهُوَ نَقّاطٌ.

  والاسْمُ النُّقْطَةُ، بالضَّمِّ، وهو رَأْسُ الخَطِّ. وفي الصّحاح نَقَطَ: الكِتابَ يَنْقُطُه نَقْطاً، ونَقَّطَ المَصَاحِفَ تَنْقِيطاً فهو نقَّاطٌ ج: النُّقَطُ، كصُرَدٍ وكِتابٍ، الأَخِيرُ مِثْلُ بُرْمَةٍ وبِرَامٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ. ومنه قَوْلُهُمْ: في الأَرْضِ نِقَاطٌ مِنَ الكَلَإِ ونُقَطٌ مِنْهُ، لِلْقِطَعِ المُتَفَرِّقَةِ مِنْهُ، وهو مَجَازٌ.

  وقَدْ تَنَقَّط المَكَانُ، إِذا صَارَ كَذلِك.

  ومِن المَجَازِ: تَنَقَّطَ الخَبَرَ، أَيْ أَخَذَه شَيْئاً بَعْدَ شَيءٍ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، أَوْ هُوَ تَصْحِيفُ تَبَقَّطَتْ، بالمُوَحَّدَة، كما تَقَدَّم. ووَقَعَ في الأَساسِ: تَنَقَّطْتُ⁣(⁣٤) الخُبْزَ: أَكَلْتُه نُقْطَةً نُقْطَةً، أَي شَيْئاً فشَيْئاً، فإِنْ لَمْ يَكُنْ تَصْحِيفاً من الخَبَرِ، وإِلاَّ فَهُوَ مَعْنًى جَيِّدٌ صَحِيحٌ.

  والنّاقِطُ، والنَّقِيطُ: مَوْلَى المَوْلَى، وكَأَنَّ نُونَ النّاقِطِ مُبْدَلَةٌ من المِيمِ.

  ونُقْطَة، بالضَّمِّ: عَلَمٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  النَّقْطَةُ، بالفَتْحِ، فَعْلَةٌ وَاحِدَة. ويُقَالُ: نَقَّطَ ثَوْبَهُ بالزَّعْفَرَانِ والمِدَادِ تَنْقِيطاً، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. ونَقَّطَت المَرْأَةُ وَجْهَهَا وخَدَّهَا بالسَّوادِ تَتَحَسَّنُ بِذلِكَ.

  وكِتَابٌ مَنْقُوطٌ: مَشْكُولٌ.

  ويُقَالُ: أَعْطاهُ نُقْطَةً من عَسَلٍ، وهو مَجَازٌ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: ما بَقِيَ من أَمْوَالِهِم إِلاَّ النُّقْطَةُ، وهي قِطْعَةٌ مِنْ نَخْلٍ، وقِطْعَةٌ مِنْ زَرْعٍ هاهنا وهاهنا، وهو مَجَازٌ.

  ويُقَالُ: التَّنُّومُ يَنْبُتُ نِقَاطاً: في أَماكِنَ، تَعْثُرُ عَلَى نُقْطَةٍ ثُمَّ تَقْطَعُهَا فَتَجِدُ نُقْطَةً أُخْرَى، كَما في الأَساسِ.

  والنُّقْطَةُ، بالضَّمِّ: الأَمْرُ والقَضِيَّةُ، ومنه حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها ®: «فَمَا اخْتَلَفُوا فِي نُقْطَةٍ إِلاَّ طارَ أَبِي بحَظِّهَا» هكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وضَبَطَهُ الهَرَوِيُّ بالمُوَحَّدَةِ. وقَد سَبَقَ، ورَجَّحَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِينَ الرّوَايَةَ الأُولَى - وهي النُّونُ - بقَوْلِهِ: يُقَالُ عِنْدَ المُبَالَغَة، في


(١) قيدها ياقوت بالفتح ثم السكون ... مدينة بأفريقية.

(٢) في معجم البلدان أبا علي الحسين بن محمد الصدفي.

(٣) في الأساسي: «وبأيديهم النفاطات» بدل «ومعهم النفاطة».

(٤) عن الأساسي وبالأصل «تنطقت».