تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مشج]:

صفحة 487 - الجزء 3

  ورجل مَزّاجٌ ومُمَزِّجٌ: لا يَثبُت على خُلُقٍ إِنّما هو ذُو أَخلاقٍ. وقيل: هو المُخلِّطُ الكَذّابُ؛ عن ابن الأَعرابيّ، وأَنشد لمَدْرَجِ الرِّيحِ:

  إِنيّ وَجَدْتُ إِخاءَ كُلِّ مُمزِّجٍ ... مَلِقٍ يَعودُ إِلى المَخافةِ والقِلَى

  ومن المجاز: تَمازَجَ الزَّوْجَانِ تَمَازُجَ الماءِ والصَّهْباءِ.

  وطَبْعُ عُطارِد مُتمزِّجٌ؛ كذا في الأَساس.

  ومِزَاجُ الخَمْرِ كافورُه: يَعني رِيحَها لا طَعْمَها.

  [مشج]: مَشَجَ بينهما: خَلَطَ. وشيْءٌ مَشِيجٌ ومَشَجٌ كَقِتيلِ وسَبَبٍ، وكَتِفٍ في لُغَتيه، بفَتْح فسكون وكسر⁣(⁣١): وهو كلُّ لَوْنينِ اختلَطَا. وقيل: هو ما اخْتلَطَ من حُمْرةٍ وبياضٍ. وقيل: هو كلُّ شَيئينِ مْخَتلِطَيْنِ. ج أَمْشاجٌ مِثل يَتيمٍ وأَيْتامٍ، وسَبَب وأَسْبابٍ، وكَتِف وأَكْتاف. قال زُهَيرُ بن حَرام الدّاخِلُ الهُذَلّي:

  كَأَنَّ الرِّيشَ والفُوقَيْنِ منه ... خِلافَ النَّصْلِ سِيطَ به مَشِيجُ

  أَي كأَن الرِّيشَ والفُوقَيْن من النَّصل خِلافَ النَّصْل.

  سِيطَ، أَرادَ خُلِطَ بهما مَشِيجٌ. قد رَمِيَ⁣(⁣٢) الرِّيشُ والفُوقانِ، قاله السُّكَّريّ؛ وهذه رواية أَبي عُبيدةَ. ورَواه المُبرّدُ:

  كأَنّ المَتْنَ والشَّرْجَيْن منه ... خِلافَ النَّصْلِ سِيطَ به مَشِيجُ⁣(⁣٣)

  وفي التنزيل العزيز: {إِنّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ} نُطْفَةٍ {أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ}⁣(⁣٤) قال الفَرَّاءُ: الأَمشاجُ: هي الأَخْلاطُ: ماءُ الرجل وماءُ المرأَةِ، والدَّمُ والعَلَقةُ. وقال ابن السِّكِّيت:

  الأَمشاجُ: الأَخلاطُ، يريد النُّطْفَة⁣(⁣٥)، لأَنها مُمتزِجَةٌ من أَنواعٍ، ولذلك يُولَد الإِنسان ذا طبائعَ مُختلفةٍ. وقال أَبو إِسحاقَ: أَمْشَاجٌ: أَخْلَاطٌ من مَنِيٍّ ودَمٍ، ثم يُنقَل مِن حالٍ إِلى حالٍ. ويقال: نُطْفَةٌ أَمْشاجٌ، أَي مُختلِطَةٌ بماءِ المَرأَةِ ودَمِها. وفي الحديث في صِفةِ المولود: «ثُمَّ يَكون مَشِيجاً أَرْبعين ليلةً».

  والأَمشاجُ: الّتي تَجتَمِعُ في السُّرَّة.

  * ومما يستدرك عليه:

  عن أَبي عُبيدةَ: وعليه أَمْشاجُ غُزُولٍ: أَي داخِلةٌ بعضُها في بَعْض، يعني البُرودَ فيها أَلوانُ الغُزُوِل. وقال الأَصمعيّ: أَمْشاجُ وأَوْشاجُ غُزُولٍ: داخلٌ بعضُها في بعضٍ؛ كذا في اللِّسان.

  [معج]: مَعَجَ السَّيْلُ كَمَنَعَ يَمْعَجُ: أَسْرَعَ. والمَعْجُ: سُرْعَةُ المَرِّ. ورِيحٌ مَعُوجٌ: سَريعةُ المَرِّ. قال أَبو ذُؤيب.

  تُكَرْكِرُه نَجْديّة وتَمُدُّه ... مُسَفْسِفةٌ فَوْقَ التُّرابِ مَعُوجُ

  ومَعَجَ المُلْمولَ، بالضّمّ، في المُكْحُلَةِ، إِذا حَرَّكَه فيها.

  ومَعَجَ: جامَعَ. يقال: مَعَجَ جاريَتَه يَمْعَجُها: إِذا نَكَحَها.

  ومَعَجَ الفَصيِلُ ضَرْعَ أُمِّه يَمْعَجُه مَعْجاً: لَهَزَه وقَلَّبَ أَي فَتَحَ فاهُ في نَواحِيه ليَسْتَمْكِنَ، وفي أَخرى: ليتمكَّن⁣(⁣٦) في الرَّضاع. وقد رُوِيَ: مَغَجَ الفَصيل، بالإِعجام أَيضاً.

  والمَعْجُ: القِتالُ والاضْطرابُ. وفي حديثِ معاويةَ «فمَعَجَ البحرُ مَعْجَةً تَفرَّقَ⁣(⁣٧) لها السُّفُنُ»، أَي ماجَ واضطربَ.

  والمَعْجَةُ، بهاءٍ: العُنْفُوان من الشَّباب. قال عُقْبةُ بنُ غَزْوانَ: فَعَلَ ذلك في مَعْجَةِ شَبَابِه، وغَلْوَةِ شَبَابِه، وعُنْفُوانِه. وقال غيرُه: في مَوْجَةِ شَبَابِهِ، بمعْنًى.

  والتَّمَعُّجُ: التَّلَوِّي والتَّثنِّي.

  * ومما يستدرك عليه:

  مَعَجَ في الجَرْيِ يَمْعَج: تَفنَّنَ. وقيل: المَعْجُ: أَن يَعْتَمِدَ الفَرسُ على إِحْدَى عُضادَتَيِ العِنَانِ، مرَّةً في الشَّقّ الأَيمَنِ، ومرَّةً في الشِّقِّ الأَيسرِ.

  وفَرَسٌ مِمْعَجٌ: كَثيرُ المَعْجِ؛ ومَعُوجٌ.


(١) أي بكسر الكاف من كتف.

(٢) في شرح أشعار الهذليين: «دمي».

(٣) المتن: متن السهم. والشرجين: حرفا الفوق.

(٤) سورة الإنسان الآية ٢.

(٥) في اللسان: يريد الأخلاط النطفة.

(٦) هي رواية اللسان، والأولى: رواية الصحاح.

(٧) بالأصل: فغرق. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله فغرق كذا في النسخ والذي في اللسان: تغرّق» ومثله في النهاية.