تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربم]:

صفحة 268 - الجزء 16

  إِنَّا بَنُو أَوْدِ الذي بِلِوائِه ... مُنِعَتْ رِئامُ وقد غَزاها الْأَجْدع⁣(⁣١)

  ورُئِمُ، كدُئِلٍ: الاسْتُ، عن كراعٍ، ولا نَظِير لها إلَّا دُئِل، وقد مَرَّ، قالَ رُؤْبَة:

  زَلَّ وأَقْعَتْ بالحَضِيضِ رُئِمُه⁣(⁣٢)

  ورُئِمٌ أَيْضاً: ع، إن لم يكنْ تَصْحيف ريم.

  والرَّوائِمُ: الأَثافيُّ لرِيمانِها الرمادَ، وقد رَئِمَتِ الرَّمادَ لأَنَّ الرَّمادَ كالوَلَدِ لها، وهو مجازٌ.

  والرَّأْمَةُ: خَرَزةُ المَحَبَّة.

  وتَرَأَّمْتُه: أي تَرَحَّمْتُ عليه، زِنَةً ومعْنًى، وهو مجازٌ.

  وقوْلُ الجوهريِّ: الرُّؤْمةُ الغِراءُ الذي يُلْصَقُ به الشيء، وهَمٌ ومَوْضِعُ ذِكْرِه في روم لأنَّه أَجْوَفُ.

  قلْتُ: وقد حَكَاها ثَعْلَب مَهْموزَةً أَيْضاً، فلا وَهَم.

  وقالَ شيْخُنا: لا وهم فإنَّهما يَرْجعان إلى معْنًى واحِدٍ في المآلِ وإنِ اخْتَلَفا لَفْظاً.

  ودارَةُ الأَرْآمِ من داراتِهِم، وهو مَقْلُوبٌ مِن الآرامِ، فإن لم يكنْ مَقْلوباً فإنَّ محلَّ ذِكْرِه في «أ ر م» وقد تقدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الرِّئْمَةُ، بالكسْرِ: الظَّبْيَةُ، أَنْشدَ ثَعْلَب:

  بمثْل جِيد الرِّئْمة العُطْبُلِّ⁣(⁣٣)

  ونوقٌ رَوائِمُ جَمْعُ رَائِمَةٍ.

  وفلانٌ رَؤُومٌ للضَّيْم أَي ذَلِيلٌ رَاضٍ بالخَسْفِ، وهو مجازٌ.

  ومَرَّتْ بنا الآرامُ: النِّساءُ المِلاحُ، على التَّشْبيهِ.

  [ربم]: الرَّبَمُ، بالتَّحريكِ: أَهْمَلَه الليْثُ والجوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: هو الكَلَأُ المُتَّصِلُ، كما في التَّهْذِيبِ.

  [رتم]: رَتَمَهُ يَرْتِمُهُ رَتْماً: كَسَرَهُ أَودَقّهُ أَيّ شيءٍ كانَ.

  أَو الرَّتْمُ: خاصٌّ بكسْرِ الْأَنْفِ، هكذا خَصَّه اللَّحْيانيُّ.

  وفي التَّهْذِيبِ: الرَّتْمُ والرَّثْمُ، بالتاءِ والثاءِ، واحِدٌ؛ وقد رَتَمَ أَنْفَه ورَثَمَهُ: كَسَرَه؛ فهو مَرْتومٌ ورَتيمٌ ورَتْمٌ، الأَخيرُ على الوَصْفِ بالمَصْدَرِ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

  لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى ... مكانَ النَّبيِّ من الكاثِبِ⁣(⁣٤)

  ويروى بالتاءِ والثاءِ جَمِيعاً.

  والرَّتْمَةُ، بالفتحِ، وهكذا هو في الصِّحاحِ؛ قالَ صاحِبُ اللّسانِ: ورَأَيْتُه في بَاقي الْأُصُولِ بالتَّحريكِ.

  ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عن عليٍّ بنِ حَمْزَةَ مِثْل ذلِكَ: خَيْطٌ يُعْقَدُ في الإِصْبَعِ للتَّذْكيرِ، كما في المُحْكَمِ.

  وفي الصِّحاحِ: يُشَدُّ في الإِصْبَعِ ليسْتذكَرَ به الحَاجَة؛ وزادَ غيرُهُ: ويُعْقَدُ على الخاتمِ أَيْضاً للعَلامَةِ؛ ج رَتْمٌ، بالفتحِ، كما هو مُقْتَضى سِياقِه، أَو بالتَّحْريكِ كما ضَبَطَه ابنُ بَرِّي وأَنْشَدَ:

  هل يَنْفَعَنْكَ اليوم إن هَمَّتْ بِهَمْ ... كثرةُ ما تُوصِي وتَعْقادُ الرَّتَمْ؟⁣(⁣٥)

  قالَ: وهو جَمْعُ رتَمَة كالرَّتيمَةِ، كسَفينَةٍ، ج رَتائمُ ورِتامٌ، بالكسْرِ؛ ومنه الحدِيْث: «نَهَى عن شدِّ الرَّتائِمِ».

  ويقالُ: المُسْتذْكِرُ بالرَّتائِمِ مستهدفٌ للشَّتائِمِ.

  وأَرْتَمَهُ: عَقَدَها في إِصْبَعِهِ يَسْتَذْكرُه حاجَتَه، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ:

  إذا لم تكن حاجاتُنا في نُفُوسِكُمْ ... فليس بمُغْنٍ عنك عَقْدُ الرَّتائِم⁣(⁣٦)


(١) اللسان.

(٢) ديوانه ص ١٥٤ واللسان وفيه «ذل» وقبله في التكملة:

لو جزّ نصف أنفه تسخّمه

قال: ويروى «رُؤّمه» جمع رائم، أي ما رئم الأرض منه، أي لزمها، ويروى بغير همز أيضاً، أي الذين يرومون غلبته.

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١١ وفيه «كمتن النبي ..» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب والصحاح.

(٥) اللسان والتهذيب والصحاح.

(٦) اللسان.