تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ختلع]:

صفحة 84 - الجزء 11

  وِخَوْتَعَةُ بنُ صَبِرَة⁣(⁣١): جَدُّ لرَقَبَةَ بنِ مَصْقَلَةَ.

  [ختلع]: خَتلَعَ الرَّجُلُ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَيْ ظَهَرَ وخَرَجَ إِلَى البَدْو. قالَ: أَخْبَرَنا أَبُو حاتِمٍ قالَ: قُلتُ لأمِّ الهَيْثَمِ - وكانَتْ أَعْرَابِيَّةً فَصِيحَةً -: ما فَعَلَتْ فُلانَةُ؟ لأَعْرَابِيَّةٍ كُنْتُ أَرَاهَا مَعَهَا، فقالَتْ: خَتْلَعَتْ والله طَالِعَةً، فقُلْتُ: ما خَتْلَعَتْ؟ فقالَتْ: ظَهَرَتْ. تُرِيدُ أَنَّهَا خَرَجَتْ إِلَى البَدْوِ، كَذا في الجَمْهَرَةِ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، ثُمَّ إِنَّ ظَاهِرَ كَلامِهم أَنَّ التاءَ في الخَتْلَعَةِ أَصْلِيَّةٌ، ونَقَل شَيْخُنا عَنْ أَبِي حَيّانَ أَنَّهَا زَائِدَةٌ، وأَصْلُ خَتْلَعَ خَلَعَ، فَتَأَمَّلْ.

  [خثع]: الخَوْثَعُ، كجَوْهَرٍ، والثّاءُ مَثَلَّثَةٌ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. وقال ثَعْلَبٌ: هو اللَّثِيمُ. كَمَا في اللِّسَانِ.

  [خدرع]: خَدْرَعَ، بالمُهْمَلَةِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَيْ أَسْرَعَ، وضَبَطَهُ صاحِبُ اللِّسَان بالذَّالِ المُعْجَمَةِ.

  [خدع]: خَدَعَهُ، كمَنَعهُ، يَخْدَعُهُ خَدْعاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، مِثَالُ: سَحَرَهُ سَحْراً، كذا في الصّحاحِ. قُلْتُ: والكَسْرُ عن أَبِي زَيْدٍ، وأجاز غَيْرُهُ الفَتْحَ، قالَ رُؤْبَة:

  وِقَدْ أَدَاهِي خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا

  : خَتَلَهُ وأَرادَ به المَكْرُوهَ مِن حَيْثُ لا يَعْلَمُ، كاخْتَدَعَهُ، فانْخَدَع، كما في الصّحاح.

  وقالَ غَيْرُهُ: الخَدْعُ: إِظْهَارُ خِلافِ ما تُخْفِيهِ.

  وفي المُفْرَداتِ، والبَصَائرِ: الخِدَاعُ: إِنْزَالُ الغَيْرِ عَمّا هو بصَدَدِهِ بأَمْرٍ يُبْدِيهِ عَلى خِلافِ ما يُخْفِيهِ. والاسْمُ الخَدِيعَةُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانِيّ. زادَ غَيْرُهُمَا: والخَدْعَة، وقِيلَ: الخَدْعُ والخَدِيعَةُ المَصْدر، والخِدْعُ والخِدَاعُ الاسْمُ. و في الحَدِيثِ عَن النَّبِيّ ÷ أَنَّه قَالَ: الحَرْبُ خدْعَةٌ، مُثَلَّثَة، وكهُمَزَةٍ، ورُوِيَ بِهِنّ جَمِيعاً، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كما في الصّحاح. وقال ثَعْلَبٌ: بَلَغَنا أَنَّها لُغَةُ النَّبِيّ ÷. ونَسَبَ الخَطّابيُّ الضَّمَّ إِلَى العامَّةِ. قالَ: ورَوَاهُ الكِسَائيّ وأَبُو زَيْدٍ كهُمَزَةٍ، كَذا في إصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابيّ، أَيْ تَنْقَضِي أَيْ يَنْقَضي أَمْرُها بِخُدْعَةٍ⁣(⁣٢) وَاحِدَةٍ، كما في العُبَاب.

  وقال ثَعْلَبُ: مَنْ قَالَ خَدْعَةً فَمَعْنَاهُ: مَنْ خُدِعَ فِيها خَدْعَةً، فَزَلَّتْ قَدَمُه وعَطِبَ، فَلَيْسَ لَهَا إقَالَةٌ. قالَ ابنُ الاثِيرُ: وهُوَ أَفْصَحُ الرِّوَايَاتِ وأَصحُّهَا. ومن قالَ: خُدْعَةُ، أَرادَ هي تُخْدَع، كَمَا يُقَال: رَجُلُ لُعْنَةٌ: يُلْعَن كَثِيراً، وإذا خَدَعَ أَحَدُ الفَريقَيْنِ صاحِبَهُ في الحَرْبِ، فكأَنَّمَا خُدِعَتْ هي. ومَنْ قالَ: خُدَعَة، أرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا⁣(⁣٣)، كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِيكَرِبَ:

  الحَرْبُ أَوّلُ ما تَكُونُ فَتِيَّة ... تَسْعَى بِبِزَّتِها لِكُلِّ جَهُولِ

  وفي المُعْجَمِ في «أ ج أ» أَوّلُ مَنْ قالَ هذا عَمْرُو بنُ الغَوْث بنِ طَيَّئٍ، في قِصَّةٍ ذَكَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِي طَيِّئٍ الجَبَلَيْن.

  وِخَدْعَةُ: ماءَةٌ⁣(⁣٤) لغَنِيّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لَبنِي عِتْرِيفِ بنِ سَعْدِ بنِ جَلَّانَ⁣(⁣٥) بنِ غَنْمِ⁣(⁣٦) بنِ غَنِيّ.

  وِخَدْعَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ وقِيلَ: اسْمُ نَاقَةٍ. وبِهِمَا فُسَّرَ ما أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:

  أسِيرُ بشَكْوَتِي وأَحُلُّ وَحْدِي ... وِأَرْفَعُ ذِكْرَ خَدْعَةَ فِي السَّمَاعِ

  وِخَدَعَ الضَّبُّ في جُحْرِه يَخْدَعِ خَدْعاً: دَخَلَ وقالَ أَبُو العَمَيْثَلِ: خَدَعَ الضَّبُّ، إذا دَخَلَ فِي وِجَارِهِ مُلْتَوِياً، وكذلِكَ الظَّبْيُ في كِنَاسِهِ، وهو في الضَّبِّ أَكْثَرُ. وفي حَدِيثِ القَحْطِ: «خَدَعَتِ الضِّبابُ، وجَاعَتِ الأعْرَابُ» أَيْ امْتَنَعَتْ في جِحَرَتِهَا، لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا، ومَالُوا عَلَيْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِي أَصابَهُمْ. وقَالَ اللَّيْثُ: خَدَعَ الضَّبُّ: إذا دَخَلَ جُحْرَهُ، وكذلِكَ غَيْرُهُ. وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:

  يُلاوِذْنَ من حَرَّ يَكَادُ أُوارُهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهوَ خَدُوعُ


(١) عن جمهرة انساب العرب ص ٢٩٧ وبالأصل «حبرة» وفي ابن حزم: خوتعة بن عبد الله بن صبرة.

(٢) ضبطت في التهذيب، ضبط حركة، بالفتح ثم السكون.

(٣) قال الأزهري وأجودها - أي لغات خدعة، ما قال الكسائي وأبو زيد «خُدَعة» أي كهمزة.

(٤) في معجم البلدان: ماء.

(٥) ضبطت عن جمهرة ابن حزم، وفي الاصابة: حلان بالحاء.

(٦) عن جمهرة ابن حزم ص ٢٤٧ وبالأصل «غنيم».