تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثلج]:

صفحة 309 - الجزء 3

  ورَجُلٌ ثَفَاجَةٌ مَفَاجَةٌ، كسَحَابَةٍ، أَي أَحمَقُ مائِقٌ، وعن شيخِنَا: ثَفَاجَةٌ مَفَاجَةٌ، إِتباعٌ.

  [ثلج]: الثَّلْجُ الذي يَسْقُطُ من السماءِ م، أَي معروفٌ، وفي حديث الدُّعاء: «واغْسلْ خَطايائي⁣(⁣١) بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ» إِنما خَصَّهما بالذِّكر تأْكيداً للطَّهارة، ومبالغةً فيها؛ لأَنّهما ماءَان مَفْطُورَانِ على خِلْقَتِهما، لم يُسْتَعْمَلا، ولم تَنَلْهُمَا الأَيْدِي، ولم تَخُضْهُمَا الأَرْجُل، كسائِرِ المياهِ التي خالَطَت التُّرَابَ، وجَرَتْ في الأَنهار، وجُمِعَت في الحياض، فكانا أَحقَّ بكمالِ الطّهارة. كذا في النهاية.

  والثَّلّاجُ: بائِعُه، وثلَّاجٌ: اسمٌ، والمَثْلَجَة: مَوْضِعُه، وفي نسخة: والمَثْلَجَةُ: موضِعُه، واسْمٌ.

  وثَلَجَتْنَا السَّمَاءُ تَثْلُجُ، بالضَّمّ، كما يُقَال: مَطَرَتْنَا.

  وفي الأَساس: ثَلَجَتْنَا⁣(⁣٢) السّمَاءُ تَثْلُجُ وتَثْلِجُ، بالوَجْهَينِ.

  وأَثْلَجَتْنَا وثُلِجَت الأَرضُ وأُثلِجَتْ، وقد أَثْلَجَ يَوْمُنا، وأَثْلَجُوا: دَخَلُوا في الثَّلْجِ وثُلِجُوا: أَصابَهُم الثَّلْجُ.

  وثَلَجَتْ نَفْسِي بالشَّيْءِ كنَصَرَ وفَرِحَ تَثْلُجُ ثُلُوجاً بالضّمّ، مصدر الأَوّل وثَلَجاً، محرَّكةً مَصْدر الثاني، ولا تَخْلِيطَ فيهما، كما زَعمه شيخُنا: اشْتَفَتْ به واطْمَأَنَّت إِليه وقيل: عَرَفَتْه وسُرَّتْ به.

  وعن الأَصمعيّ: ثَلِجتْ نفسي، بكسر اللّام: لغة فيه.

  وعن ابنِ السِّكِّيتْ: ثَلِجْتُ بما خَبَّرْتَنِي⁣(⁣٣)، أَي اشْتَفَيْتُ بِه، وسكَنَ قَلْبِي إِليه، وفي حديث عُمرَ، ¥: «حتَّى أَتاهُ الثَّلَجُ واليَقِين». يقال: ثَلَجَتْ نفسِي بالأَمر، إِذا اطمأَنَّتْ إِليه وسَكَنَتْ ووَثِقَتْ به، ومنه حديثُ ابنِ ذي يَزَن: «وثَلَجَ صَدْرُك»، ومنه حديثُ الأَحوص: «أُعْطِيكَ ما تَثْلُجُ إِليه».

  وثَلَجَ قَلبُه، وثَلِجَ: تَيَقَّنَ. كأَثْلَجَتْ، يقال: قد أَثْلَجَ صَدْرِي خَبَرٌ وارِدٌ، أَي شَفاني وسَكَّنَنِي، وهو مَجَاز.

  ونقل اللَّبْلِيّ في شرح الفصيح عن عبد الحقّ: ثَلِجَ قَلْبي، بالكسر: تَيَقَّنَ.

  ومِن سجعات الأساس: الحمدُ لله علَى بَلَجِ الجَبِين⁣(⁣٤)، وثَلَجِ اليَقين. وإِنما قيل: إِنّ الثَّلَجَ محرّكةً بمعنَى اليَقِينِ مجازٌ؛ لأَنَّه مأْخوذٌ من الاستِلْذاذِ بالماءِ البارِدِ المُعَانَى بالثَّلْجِ ونحوِه.

  ومن المجاز: ثُلجَ قلبُه: بَلُدَ وذَهَب، والمَثْلُوجُ الفُؤادِ:

  البَلِيدُ قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيّ:

  ولمْ يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَيَّجاً ... أَضَاعَ الشَّبَابَ في الرَّبيلَةِ والخَفْضِ

  وقال كعبُ بنُ لُؤَيّ لأَخِيه عامِرِ بن لُؤَيّ:

  لَئِنْ كُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤَادِ لقَدْ بَدَا ... لِجَمْعِ لُؤَيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذِي غَمْضِ

  وعن ابن الأَعْرَابيّ: ثُلِجَ قلبُه، إِذا بَلُدَ، وثَلِجَ به، إِذا سُرَّ به وسَكَن إِليه، وأَنشد:

  فلو كُنْتُ مَثْلُوجَ الفُؤَادِ إِذا بَدَتْ ... بِلادُ الأَعادِي لا أُمِرُّ ولا أُحْلِي

  أَي لو كنتُ بليدَ الفُؤَادِ كنت لا آتي بحُلْوٍ ولا مُرٍّ من الفِعل.

  وعن شَمِرٍ: ثَلِجَ صَدرِي لذلك الأَمْرِ، أَي انْشَرَحَ.

  ومن المجاز: أَثْلَجَ الحافِرُ، وحَفَرَ حَتَّى أَثْلَجَ، أَي بَلَغَ الطِّينَ، وحَفرَ فأَثْلَجَ، إِذا بَلَغَ الثَّرَى والنَّبَطَ.

  وعن أَبي عَمرٍو: إِذا انْتَهَى الحافِرُ إِلى الطِّينِ في البِئرِ⁣(⁣٥)، قال: أَثْلَجْتُ.

  وثَلِجَ، كخَجِلَ ثَلَجاً محرّكةً: اطْمَأَنَّ.

  وعن ابن الأَعْرَابيّ: ثُلِجَ الرّجُلُ، إِذا بَرَدَ قلبُه عن شيْءٍ، وإِذا فَرِحَ أَيضاً فقد ثُلِجَ.

  وأَثْلَجْتُهُ: فَرَّحْتُه.


(١) كذا بالأصل، وفي النهاية: «خطاياي» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله خطائي كذا بالنسخ، وفي اللسان: خطايَ».

(٢) عن الأساس، وبالأصل: ثلجت.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: خبرني.

(٤) في الأساس: الحق.

(٥) في اللسان: «إلى النهر». وفي التهذيب فكالأصل.