تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نكر]:

صفحة 557 - الجزء 7

  والنِّقَارُ، ككِتاب: مَوضع في البادِيَة بين التِّيه وحِسْمَى، في خَبرِ المُتَنَبِّي لَمّا هَرَب من مصر.

  والنَّقِيرُ، كأَمِير: مَوضعٌ بين هَجَر والبصرة.

  وذو النَّقِير ماءٌ لبني القَيْن من كَلْب قاله ابن السِّكِّيت وأَنشد قول عُرْوَةَ:

  ذَكَرتُ مَنازِلاً من أُمِّ وَهْبٍ ... مَحَلَّ الحَيِّ أَسفَلَ ذِي النَّقِيرِ

  [نكر]: النَّكْرُ والنَّكَارَةُ والنَّكْراءُ، بالفتح في الكُلّ، والنُّكْرُ، بالضّمّ: الدَّهَاءُ والفِطْنَةُ، يقال للرَّجل إِذا كان فَطِناً مُنْكَراً: ما أَشَدّ نَكْرَهُ ونُكْرَه، بالفَتْح والضّمّ، ومن ذلك حديثُ مُعَاوِيَة: «إِنّي لأَكْرَهُ النَّكَارَةَ في الرَّجُل» أَي الدهاءَ.

  رَجُلٌ نكرٌ، كفَرِحٍ ونَدُسٍ وجُنُبٍ: داهٍ مُنْكَر من قَومٍ أَنْكَارٍ، مثل عَضُد، وأَعْضَادٍ وكَبِد وأَكْبَاد. ورجل مُنْكَرٌ، كمُكْرَم، أَي بفتح الرّاءِ، للفاعل: داهٍ فَطِنٌ، ولا يُقال للرّجل: أَنْكَرُ، بهذا المَعْنَى، من قَومٍ مَنَاكِيرَ، حكاه سِيبَوَيْه. قال ابنُ جِنّي: قُلتُ لأَبِي عليٍّ في هذا ونحوِه: أَفنقول إِنّ هذا لأَنّه قد جاءَ عنهم مُفْعِلٌ ومِفْعال في معنًى واحدٍ كثيراً، نحو مُذْكِر ومِذْكَار، ومُؤْنِث ومِئْنَاث، ومُحْمِق ومِحْمَاق، ونحو ذلك فصار جمع أَحدِهما كجَمْع صاحِبِه، فإِذا جَمَع مُحْمِقاً فكأَنّه جَمعَ مِحْماقاً⁣(⁣١) فقال أَبو علي: فلسْت أَدْفَعُ ذلك ولا آبَاهُ. قال الأَزهريّ: وجماعةُ المُنْكَرِ من الرِّجال مُنْكَرُون، ومن غير ذلك يُجْمع أَيضاً بالمَنَاكِير، وقال الأُقَيْبِل القَيْنِيّ:

  مُسْتَقْبِلاً صُحُفاً تَدْمَى طَوَابِعُهَا ... وفي الصَّحَائفِ حَيَّاتٌ مَنَاكِيرُ

  والنُّكْرُ⁣(⁣٢) بالضَّمِّ، وبضمتين: المُنْكَرْ كالنَّكْرَاءِ، ممدوداً، وفي التَّنْزيل العزيز: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً}⁣(⁣٣) وقد يحرّك، مثل عُسْرٍ وعُسُر، قال الأَسْودُ بن يَعْفُر:

  أَتَوْنِي فلم أَرْضَ ما بَيَّتُوا ... وكانُوا أَتَوْنِي بشَيْءٍ نُكُرْ

  لأُنْكِحَ أَيِّمَهم مُنْذِراً ... وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌّ لحُرّ

  وقال ابنُ سِيدَه: النُّكْر والنُّكُر: الأَمْرُ الشَّدِيدُ، قال اللّيْث: الدَّهاءُ والنُّكْر نَعْتٌ للأَمْرِ الشديد. والرّجُل الدَّاهِي، تقولُ: فَعَلَه من نُكْرِه ونَكَارَتِه. وفي حديث أَبي وائِل وذَكرَ أَبا موسَى فقال: «ما كان أَنْكَرَه» أَي أَدْهَاءُ، من النُّكْر وهو الدّهاءُ والأَمْرُ المُنْكَر.

  والنَّكِرَةُ: إِنْكَارُك الشَّيْءَ، وهو: خِلافُ المَعْرِفَة، والنَّكِرَة: ما يَخْرُجُ من الحُوَلاءِ⁣(⁣٤) والخُرَاجِ من دَم أَو قَيْح، كالصَّدِيد، وكذلك من الزَّحِير، يقال: أَسْهَلَ⁣(⁣٥) فلانٌ نَكِرَةً ودَماً، ومَالَهُ فِعْلٌ مُشتقّ.

  ونُكْرَةُ بنُ لُكَيْز بن أَفْصَى بن عَبْد القَيْس، بالضّمّ، أَبو قَبِيلَة، قال ابنُ الكَلْبِيّ: كلّ ما في بني أَسد من الأَسماءِ نُكْرَة، بالنون. وذكر ابنُ ماكُولا جماعةً منهم في الجاهليّة، نقله الحافظ، وعَمْرُو بن مالِك، صَدُوقٌ، سمعَ أَبا الجَوْزَاءِ. وابنُه يَحْيَى، حديثُه عند التِّرْمذِيّ، وكان حَمّادُ بن زَيْد يَرمِيه بالكَذِب. وحَفِيدُه مالِكُ بنُ يَحْيَى، رَوَى عن أَبيه، كُنْيتُه أَبو غَسّان، جَرَّحه ابنُ حِبّان. ويَعْقُوبُ بن إِبراهِيمَ الدَّوْرَقِيّ الحافِظ، وأَخُوه أَحْمَدُ بنُ إِبراهِيم، أَبو عبد الله الحافظ، وابنُ أَخِيه، الضَّمِيرُ راجع إِلى يعقُوب، ولو قال وابنُه عبدُ الله بن أَحمد كان أَحسَنَ، سمعَ عبدُ اللهِ هذا عَمْرَو بن مَرْزُوق وطبقتَه، وأَبو سَعِيد، سمعَ ابنَ جُرَيْج، وخِدَاشٌ، حدّث عنه جَهِيرُ⁣(⁣٦) بن يَزِيد، النُّكْريُّون، مُحَدِّثون.

  وفاتَه: أَبانٌ النُّكْرِيّ، حدَّث عن ابن جُرَيْج، وعنه عُمَرُ ابن يُونُس اليَماميّ، ذكره الأَمير، ومَكِّيُّ بن عَبْدَانَ بن محمّد ابنَ بَكرِ بن مُسْلِم الحافظ النَّيْسَابُورِيّ النُّكْرِيّ، قال ابن نُقْطَة: كُنْتُ أَظنُّه منسوباً إِلى جدِّه بَكْر بنِ مُسْلم، ثمّ رأَيته


(١) تمام عبارة ابن جني كما في اللسان: وكذلك مسم ومسام، كما أن قولهم درع دِلاص وأدرع دِلاص وناقة هِجان ونوق هِجان كسر فيه فعال على فعال من حيث كان فعال وفعيل اختين، كلتاهما من ذوات الثلاثة، وفيه زائدة مدة ثالثة، فكلما كسروا فعيلا على فعال نحو ظريف وظراف وشريف وشراف، كذلك كسروا فِعالا على فِعالٍ فقالوا: درع دِلاص وأدرع دِلاص، وكذلك نظائره.

(٢) عبارة القاموس: من مناكير، وامرأة نُكُرٌ بضمتين والنكر بالضم.

(٣) سورة الكهف الآية ٧٤.

(٤) في التهذيب: «الحولاء، وهو الخراج» والأصل كاللسان.

(٥) ضبطت في التهذيب بكسر الهاء، وضبطت في اللسان بالبناء للمجهول.

(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «حمير».