تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مرص]:

صفحة 360 - الجزء 9

  أَو أَلَمٍ، أَو ذَهَابِ مَالٍ، قال: {وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ}⁣(⁣١) أَيْ يَسْتَأْصِلَهُم. وقال ابنُ عَرَفَةَ، ¦: التَّمْحِيصُ: التَّنْقِيصُ، يُقَال: مَحَّصَ الله عَنْكَ ذُنُوبَكَ، أَي نَقصَها، فسَمَّى الله ما أَصابَ المُسْلِمِينَ مِنْ بَلاءٍ تَمحيصاً، لِأَنَّهُ يَنْقُصُ به ذُنُوبَهُم، وسمَّاهُ الله من الكافِرِين مَحْقاً.

  والتَّمْحِيصُ: تَنْقِيَةُ اللَّحْمِ من العَقَبِ لِيَفْتِلَه وَتَراً. ونَصُّ الأَزْهَرِيّ في التَّهْذِيب: مَحَّصْتُ العَقَبَ من الشَّحْمِ، إِذا نَقَّيْتَه مِنْه، لتَفْتِلَه وَتَراً، فتَأَمَّلْ.

  وانْمَحَصَ: أُفْلِتَ. وفي التَّكْمِلة: انْفَلَتَ، عن ابْنِ عَبّادٍ. وانْمَحَصَ الوَرَمُ، إِذا سَكَنَ، مثل انْحَمَصَ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  المَحْصُ: خُلُوصُ الشَّيْءِ، ومَحَصَه يَمْحَصُه مَحْصاً، ومَحَّصَه تَمْحِيصاً: خَلَّصَهُ، زَادَ الأَزْهَرِيّ: مِن كُلِّ عَيْبٍ، وبهِ فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَه تَعالَى: {وَ} لِيُمَحِّصَ {اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} أَي يُخَلِّصهم. وقال الفَرَّاءُ: يَعْنِي يُمَحِّص الذُّنُوبَ عن الَّذِين آمَنُوا. و في حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ، وذَكَرَ فِتْنَةً فقَالَ: «يُمْحَصُ⁣(⁣٢) النَّاسُ فِيها كما يُمْحَصُ ذَهَبُ المَعْدِن» أَي يُخَلَّصُون بَعْضُهم من بَعْض كما يُخَلَّصُ ذَهَبُ المَعْدِن من التُّرَاب⁣(⁣٣). وتَمْحِيصُ الذُّنُوب. تَطْهِيرُهَا.

  وقَوْلُهُم: مَحِّصْ عَنَّا ذُنُوبَنَا، أَي أَذْهِبْ ما تَعَلَّقَ بنا من الذُّنُوب. والمُمَحَّصُ، كمُعَظَّمٍ: الَّذِي مُحِّصَت عنه ذُنُوبُه، عن كُرَاع. قال ابنُ سِيدَه: ولا أَدْرِي كيْفَ ذلِكَ، إِنَّمَا المُمَحَّصُ الذَّنْبُ. ومَحَصَ الله ما بِكَ، ومَحَّصَه: أَذْهَبَهُ، وهو مَجَازٌ، وكَذَا تَمَحَّصَت ذُنُوبُه. وامْتَحَصَ الظَّبْيُ في عَدْوِهِ: أَسْرَع فِيه. قال:

  وهُنَّ يَمْحَصْنَ امْتِحَاصَ الأَظْبِ

  جاءَ بالمَصْدَرِ على غيْرِ الفِعْلِ، لأَنَّ مَحَصَ وامْتَحَصَ وَاحدٌ. ومَحَصَ بها مَحْصاً، إِذا ضَرِطَ.

  وحَبْلٌ مَحِيصٌ، كأَمِيرٍ: أَجْرَدُ، أَمْلَسُ، شَدِيدُ الفَتْلِ.

  وتَمَحَّصَتِ الظَّلْمَاءُ: تَكَشَّفَتْ.

  ومُحِصَتْ عن الرِّجُلِ يَدُهُ، أَو غيْرُهَا، إِذا كانَ بِهَا وَرَمٌ فأَخَذَ في النُّقْصان والذَّهَابِ، عن أَبِي زيْدٍ. قال ابنُ سِيدَه: والمَعْرُوفُ مِنْ هذا، حَمَصَ الجُرْحُ، وقد تَقَدَّم.

  وأَمْحَصْتُ السَّهْمَ: أَنْفَذْتُه، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع، عن أَبِي زيْد.

  ومَحَصَ الثَّوْرُ البَقَرَةَ: سَفَدَها، نقله ابْنُ القَطّاعِ.

  [مرص]: المَرْصُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال اللَّيْثُ: المَرْصُ لِلثَّدْيِ ونَحْوِه: الغَمْزُ بالأَصَابِعِ، وقد مَرَصَهُ مَرْصاً.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: المَرُوصُ، كصَبُورٍ: النَّاقَةُ السَّرِيعَةُ، كدَرُوصٍ.

  ومَرَصَ، إِذا سَبَقَ، ظاهِرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ، وضَبَطَهُ الصَّاغَانِيّ مَرِصَ، بالكَسْرِ.

  وتَمَرَّصَ القشْرُ عن السُّلْتِ، أَي طَارَ عنه، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عن ابْنِ فارِسِ.

  [مصص]: مَصِصْتُه، بالكَسْرِ، أَمَصُّه، بالفَتْح، وزاد الأَزْهَرِيّ: مَصَصْتُه، بالفَتْحِ، أَمُصُّهُ بالضَّمِّ، كخَصَصْتُه أَخُصُّه، مَصًّا، قال: والفَصِيحُ الجَيِّدُ مَصِصْتُه، بالكَسْر، أَمَصُّ: شَرِبْتُهُ شُرْباً رَفِيقاً. قال شيْخُنا: المَصُّ: هو أَخْذُ المائِعِ القَلِيلِ بجَذْبِ النَّفَسِ، وهل يُقَالُ في مِثْلِه: شَرِبَ، فيه نَظَرٌ، كامتَصَصْتُه.

  وأَمَصَّني فُلانٌ الشيءَ فمَصِصْتُه.

  وتَقولُ لِلْمَاصّ: يا مَصَّانُ، ولَهَا: يا مَصَّانَةُ. قال الجَوْهَرِيّ: وهو شَتْمٌ، أَي يا ماصَّ بَظْرِ أُمِّه، وما أَحْسَنَ تَعْبِيرَ الجَوْهَرِيّ فإِنّه قال: يا مَاصَّ كَذَا [مِن]⁣(⁣٤) أُمِّه، وهي كِنايَةٌ حَسَنَةٌ. أَو يَعْنُون بالمَاصِّ راضعَ الغَنَم من أَخْلافِهَا بفيهِ لُؤْماً. قال أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَال: رَجُلٌ مَصَّانُ، وَملْجَانُ ومَكَّانُ، كُلّ هذا من المَصّ، يَعْنُونَ أَنَّهُ يَرْضَعُ الغَنَمَ من


(١) سورة آل عمران الآية ١٤١.

(٢) في غريب الهروي: «يُمحَّص ... كما يمحَّص» والمثبت ضبط النهاية واللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «أو يختبرون كما يختبر الذهب، لتعرف جودته من رداءته».

(٤) زيادة عن الصحاح.