تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هربذ]:

صفحة 408 - الجزء 5

  وعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجِلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... قَدِ اهْتَذَّ عَرْشَيْهِ الحُسَامُ المُذَكَّرُ

  أَو الهَذُّ: قَطْعُ كُلِّ شَيْءٍ.

  والهَذُوذُ، كصَبور: القَطَّاعُ، يقال: سِكِّينٌ هَذُوذٌ، وشَفْرَةٌ هَذُوذٌ: قاطِعَةٌ، كالهَذَّاذِ⁣(⁣١) ككَتَّانٍ، والهَذْهَاذِ والهُذَاهِذ، بالضمّ والهِذِّ، بالكسر.

  وضَرْباً هَذَاذَيْكَ، أَي هَذّاً بَعْدَ هَذٍّ، أَي قَطْعاً بعد قَطْعٍ، قال الشاعر:

  ضَرْباً هَذَاذَيْكَ وطَعْناً وَخْضَا

  قال سيبويه: وإِن شَاءَ حَمَله على أَنّ الفِعْلَ وَقَعَ فِي هذِه الحالِ، وقولُ الشاعرِ:

  فَبَاكَرَ مَخْتُوماً عَلَيْهِ سَيَاعُهُ ... هَذَاذَيْكَ حَتَّى أَنْفَذَ الدَّنَّ أَجْمَعَا

  فَسَّره أَبو حنيفةَ فقال: هَذَاذَيْكَ: هَذّاً بَعْدَ هَذٍّ، أَي شُرْباً بعد شُرْبٍ يقول: باكَرَ الدَّنَّ مَمْلُوءاً وراحَ وقَدْ فَرَّغَه. وتقولُ للناسِ إِذا أَردْتَ أَن يَكُفُّوا عن الشيْءِ: هَذَاذَيْك وهَجَاجَيْكَ، على تقديرِ الاثنينِ، قال عَبْدُ بَنِي الحَسْحَاسِ:

  إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بِالبُرْدِ مِثْلُه ... هَذَاذَيْكَ حَتَّى لَيْسَ لِلْبُرْدِ لَابِسُ

  هكذا أَنشدَه الجوهريُّ. قال الصاغانيُّ: والرواية:

  إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ بُرْقُعٌ ... دَوَالَيْكَ حَتَّى كُلُّنَا غَيْرُ لَابِسِ

  والقافِيَة مكسورَةٌ، انتهى.

  تَزْعُم النِّساءُ أَنه إِذَا شَقَّ عِند البِضَاعِ شَيئاً مِن ثَوْبِ صاحِبه دَامَ الوُّدُّ بينَهُما، وإِلَّا تَهَاجَرَا، وقال الأَزهريّ: يقال: حَجَازَيْكَ وَهَذَاذَيْكَ⁣(⁣٢).

  وهَذَّه بالسَّيْفِ هَذّاً: قَطَعَه، كَهَذَاه.

  وقَرَبٌ هَذْهَاذٌ: بَعِيدٌ صَعْبٌ، أَو سَرِيعٌ، وهذا عن الصاغانيّ. وجَمَلٌ هَذَّاذٌ، ككَتَّانٍ: سابِقٌ مُتَقَدِّمٌ في سُرْعَةِ المَشْيِ.

  قال عَمرو بن حُمَيْل:

  كُلُّ سَلُوفٍ لِلْقَطَا بَذَّاذِ ... قَطَّاعِ أَقْرَانِ القَطَا هَذَّاذِ

  والهَذَاهِذُ، بالفتح: الذينَ يَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ رَأَوْه: هذَا مِنْهُم ومِن خَدَمِهمْ، نقلَه الصاغانيُّ. وفي بعض النّسخ: أَو من خَدَمِهم.

  * ومما يستدرك عليه:

  سَيْفٌ هَذْهَاذٌ، قَطَّاعٌ، كهُذَاهِذٍ، كعُلَابِطٍ، وإِزْمِيل هَذٌّ: قَطَّاعٌ⁣(⁣٣).

  ونَابٌ هُذَاذٌ، كغُرَابٍ، كذلك، قال عَمْرُو بن حُمَيْل:

  إِذَا انْتَحَى بِنَابِه الهُذَاذِ ... أَفْرَى عُرُوقَ الوَدَجِ الغَوَاذِي

  [هَربَذ]: الهَرَابِذَةُ: قَوَمَةُ بَيْتِ النَّارِ التي للهِنْدِ، وهُم البَرَاهِمة، فارِسِيٌّ مُعَرَّب، و⁣(⁣٤) قيل: عُظَمَاءُ الهِنْدِ، أَو عُلَمَاؤهُم، أَو خَدَمُ نارِ المَجُوسِ، وهم قَوَمَةُ بيتِ النَّارِ، فإِعادته ثانياً تَكرارٌ، الواحدُ هربز كزِبْرِجٍ.

  والهَرْبَذَةُ: سَيْرٌ دُونَ الخَبَبِ.

  والهِرْبِذَى، بالكسْر والقَصْرِ: مِشْيَةٌ في اخْتِيَالٍ، وفي بَعْض الأُصُول: فيها اختيالٌ، كمَشْيِ الهَرَابِذَاةِ، وهم حُكَّام المَجُوسِ.

  قال امْرُؤُ القَيْس⁣(⁣٥):

  مَشَى الهِرْبِذَى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: الهِرْبِذَى: مِشْيَةٌ تُشْبِه مِشْيَةَ الهَرَابِذَة، حكاه في سَيْرِ الإِبل، قال: لا نَظِيرَ لهذا البناءِ. وَعَدَا الجَمَلُ الهِرْبِذَى، أَي في شَقٍّ.

  [هرذ]: المَهْرُوذَة، أَهمله الجوهريُّ، وقال ابنُ الأَنباريّ لمْ تُسْمَع إِلَّا في قولِ النَّبيِّ ÷ في المَسِيحِ عيسى ابنِ


(١) على هامش القاموس من نسخة أخرى: كالهُذَاذِ.

(٢) قال: وهي حروف خلقتها التثنية لا تغيّر. وحجازيك أمره أن يحجز بينهم، ويحتمل أن يكون معناه كفّ نفسك، عن التهذيب.

(٣) في التهذيب: إزميلٌ هَذٌّ هَذُوذٌ أي حادٌ.

(٤) في القاموس: «أو».

(٥) ديوانه وصدره:

إذا زعته من جانبيه كليهما