تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خوذ]:

صفحة 365 - الجزء 5

  وخَنْذَى الرَّجُلُ، وخَنْظَى، وعَنْظَى، وحَنْظَى: خَرَجَ إِلى البَذَاءِ والشَّتْمِ والشَّرِّ وسَلَاطَةِ اللسانِ، وذَكَرَه الجوهَرِيُّ في المُعْتَلِّ، وذكر خَنْطَى في الظَّاءِ، وذكر أَنَّ الأَلف للإِلْحَاق، وهُمَا من بابٍ واحِدٍ، وفي بعض النُّسخ⁣(⁣١): من وَادٍ واحِدٍ، أَي فالصوابُ إِمّا ذِكْرُهما معاً في المعتَلِّ أَو حيثُ ذكَر خَنْظَى في الظاءِ فكان الصوابُ ذِكْرَ خَنذَى هنا في الذال، فهو كالترجيح بلا مُرَجِّح.

  وخَنْذَى وتَخَنْذَذَ وتَخَنْذَى: صَارَ خَلِيعاً ماجِناً، أَو صار فَاتِكاً شُجاعاً.

  * ومما يستدرك عليه:

  خَنَاذِيذُ الغَيْمِ، وهي أَطرافٌ منه مُشْرِفَةٌ شاخِصَةٌ مُشَبَّهَةٌ بشمَارِيخِ الجِبَالِ الطّوالِ المُشرِفَة، فهو مَجازٌ.

  وخَنَاذِي الجَبَلِ: خَنَاذِيذُه، عن الصاغانيّ.

  [خوذ]: الخُوذَةُ، بالضَّمّ: الْمِغْفَرُ، ج خُوَذٌ، كغُرَفٍ، فارِسيُّ مُعرَّب، ومن سجعاتِ الحَرِيرِيّ، وايمُ اللهِ إِنه لمن أَيْمَنِ العُوَذ، وأَغْنَى لَكُم مِن لابِسي الخُوَذ.

  والمُخَاوَذَةُ: المُخَالَفَة خَاوَذَه مُخَاوَذَةً وخِوَاذاً: خالَفَه، كذا في المحكم، وقال: المُخَاوَذَةُ والخِوَاذُ: الفِرَاقُ، وأَنشد:

  إِذَا النَّوَى تَدْنُو مِنَ الخِواذِ⁣(⁣٢)

  والمُخاوَذَة: المُوَافَقَةُ، يقال: خَاوَذَهُ: مُخَاوَذَةً فَعَل كفِعْلِه، كذا في التهذيب، وهو قولُ الأُمَوِيّ، وأَنكره شَمِرٌ بهذا المعنَى، فهو ضِدٌّ.

  والتَّخَاوُذُ: التَّعَاهُدُ، كذا في نوادِرِ الشُّعَرَاءِ.

  والتَّخَوُّذُ: التَّعَهُّد، يقال: فلانٌ يَتَخَوَّذُنَا بالزِّيارَةِ، أَي يَتَعَهَّدُنَا بها.

  وهُمْ من خُوذَان النَّاسِ، بالضمّ⁣(⁣٣) وهَلَائِثِهم وقَزَمَهِم وخَدَمهم، بمعنًى واحِدٍ، قال ابنُ أَحمر:

  إِذَا سَبَّنَا مِنْهُمْ دَعِيٌّ لِأُمِّهِ ... خَلِيلانِ مِنْ خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ⁣(⁣٤)

  وفي المحكم: هو من خُوذَانِهم، أَي من خُشَارِهِم، وخَمَّانِهم.

  وقال شَمِرٌ: المُخَاوَذَةُ والخِوَاذُ: الفِرَاقُ: وخِوَاذُ الحُمَّى، بالكَسْر: أَنْ تَأْتِيَ لِوَقْتٍ غَيْرِ مَعْلُومٍ وقال ابنُ سيده: وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً، إِذا أَخذَتْه، ثمّ انقطعتْ عنه، ثم عاوَدَتْه. وقيل: مُخَاوَذَتُها إِيَّاه: تَعَهُّدُها لَه، قال الأَزهريُّ: ونَزَل حَيَّانِ⁣(⁣٥) على ماءٍ عَضْوضٍ لا يُرْوِي نَعَمَهَما في يَوْمٍ، فسمِعْتُ بَعْضَهم يَقول: خَاوِذُوا وِرْدَكُمُ تُرْوُوا نَعَمَكُمْ. أَي يُورِد فَرِيقٌ يوماً والآخرُ يوماً بَعْدَه، وإِذا فَعَلُوه شَرِب كُلُّ مالٍ غِبًّا، لأَنَّ المالَيْنِ إِذا اجتمعَتْ على الماءِ نُزِحَ فلم يُرْوِهما وصَدَرُوا⁣(⁣٦) عن غَيْرِ رِيٍّ⁣(⁣٦)، فهذا معنَى الخِوَاذِ عندهم، كذا في التهذيب. وأَمْرٌ خَائِذٌ لائِذٌ: مُعْوِزٌ، كَمُخَاوِذٍ مُلَاوِذٍ. كذا في نَوَادِر الأَعرابِ.

  ويقال: ذَهَبَ فلانٌ في خَوْذَانِ الخَامِلِ، بالفتح⁣(⁣٧)، إِذا أُخِّرَ عَنْ أَهْلِ الفَضْلِ، وأَنشد قول ابن أَحمر المقدّم ذِكْرُه، كذا في التهذيب.

  وخَاوَذَ عنه: تَنَحَّى.

(فصل الدال) المهملة مع الذال المعجمة

  [دبذ]: الدَّيْبُوذُ: ثَوْبٌ ذُو نِيرَيْنِ وسيأْتي للمصنف في نير ثوْبٌ مُنَيَّرٌ، كمُعَظَّم: مَنْسُوجٌ على نِيرَيْنِ وهو مُعَرَّب فارِسيَّته دُوبُوذ⁣(⁣٨) بالضمّ، ونقله الجوهريّ عن أَبي عُبَيْدةَ⁣(⁣٩)، وأَنشدَ بيتَ الأَعشى يَصِف الثَّورَ:

  عَلَيْهِ دَيَابُوذٌ تَسَرْبَلَ تَحْتَه ... أَرَنْدَجَ إِسْكَافٍ يُخَالِطُ عِظْلِمَا


(١) وهي عبارة التكملة.

(٢) ورد في التهذيب:

إذ النوى تدنو عن الخِواذِ

(٣) ضبطت في القاموس والتهذيب والتكملة بفتح الخاء، وفي اللسان فكالشارح. ووردت في الشاهد كضبط المصادر لها.

(٤) هذا ضبط اللسان، وورد الشطر في التهذيب: «خَوْذَانِ قِنٍّ مولَّدِ» وفي التكملة: خَوذَانَ قِنَّ مولَّدِ.

(٥) في التهذيب: أن حِلّتين نزلتا.

(٦) التهذيب: وصدرت النعم غير رواءٍ.

(٧) ضبطت في اللسان بضم الخاء.

(٨) في القاموس: «دُوبودَ» بالدال المهملة. وضبطت في اللسان بفتح الدال.

(٩) في الصحاح واللسان: أبي عبيد.