[مصع]:
  وِقَالَ ابنُ عَبّادٍ: مَشَعَ بِمَنِيِّهِ، أَو بَوْلِه أَي: رَمَى بهِ وخَذَفَ(١).
  قالَ: ومَشَعَ فُلاناً بالحَبْلِ وغَيْرِه، أَي: ضَرَبَه بهِ.
  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: تَمْشِيعُ القَصْعَةِ: أَكْلُ كُلِّ ما فِيهَا.
  قال: وتَمَشَّعَ الرَّجُلُ وامْتَشَعَ(٢): أَزالَ الأَذَى عَنْ نَفْسه ومِنْهُ الحَدِيثُ: «نَهَى أَنْ يُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَوْ عَظْمٍ» أَي: يُسْتَنْجَى، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهُو حَرْفٌ صَحِيحٌ.
  أَو هُوَ الاسْتِنْجَاءُ بالحِجارَةِ خاصَّةً، كَما فِي المُحيِطِ.
  وِقالَ غَيْرُه: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: امْتَشَعَ ما فِي الضَّرْعِ وامْتَشَقَهُ: أَخَذَهُ كُلَّهُ ولَمْ يَدَعْ فِيهِ شَيْئاً، وكَذلِكَ: امْتَشَعَ ما فِي يَدَيْ فُلانٍ وامْتَشَقَه، بمَعْنَاهُ.
  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: امْتَشَعَ ثَوْبَه: اخْتَلَسَه.
  وِقالَ الأَصْمَعِيُّ: امْتَشَعَ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِه، وامْتَلَخَهُ: إِذا امْتَعَدَهُ، وسَلَّهُ مُسْرِعاً.
  وِيُقَال: امْتَشِعْ مِنْ فُلانٍ* ما مَشعَ لَكَ أَي: خُذْ مِنْهُ ما وَجَدْتَ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
  المَشْعُ: الكَسْبُ، والجَمْعُ، كما فِي الصِّحاحِ.
  ورَجُلٌ مَشُوعٌ: كَسُوبٌ، قالَ الشّاعِرُ:
  وِلَيْسَ بخَيْرٍ مِنْ أَبٍ غَيْرَ أَنَّهُ ... إِذَا اغْبَرَّ آفاقُ البِلادِ مَشُوعُ
  وِالتَّمْشِيعُ والامْتِشَاعُ، كِلاهُمَا: الاسْتِنْجَاءُ والتَّمْسِيحُ.
  [مصع]: مَصَعَ البَرْقُ، كمَنَعَ: لَمَعَ وأَوْمَضَ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وسُئلَ أَعْرَابِيٌّ عَن البَرْقِ، فقَالَ: مَصْعَةُ مَلَكٍ، أَي: يَضْرِبُ السَّحابَ ضَرْبَةً، فتَرَى النِّيرانَ، وفي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: «البَرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يَسُوقُ السَّحَابَ» وقِيلَ: مَعْنَاهُ في اللُّغَةِ: التَّحْرِيكُ والضَّرْبُ.
  وِمَصَعَتِ الدَّابَّةُ بِذَنَبِها: حَرَّكَتْهُ مِنْ غَيْرِ عَدْوٍ، وضَرَبَتْ بهِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لرُؤْبَةَ يَصِفُ الحَمِيرَ:
  يَمْصَعْنَ بالأَذْنَابِ مِنْ لَوْحٍ(٣) وَبَقّ
  وِمَصَعَ فُلاناً: ضَرَبَه بالسَّيْفِ، أَو ساقَهُ بالسَّوْطِ، أَو ضَرَبَه بهِ ضَرَبَاتٍ قَلِيلَةٌ؛ ثَلاثاً أَو أَرْبَعاً، وفي حَدِيثِ أَنَسٍ: «أَنَّ البَرَاءَ بنَ مالِكٍ ® حَضَّ النّاسَ عَلَى القِتَالِ، ثُمَّ مَصَعَ فَرَسَه مَصَعَاتٍ فكأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا تَمْصَعُ بِذَنَبَهَا(٤)» أَي: ضَرَبَهَا بسَوْطِه.
  وِمَصَعَتِ المَرْأَةُ بالوَلَدِ، والطّائِرُ بذَرْقِه: رَمَيَا بِهِ، الثّانِي قَوْلُ أَبِي لَيْلَى، والأَوَّلُ قولُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:
  فبِاسْتِ امْرِئٍ واسْتِ الَّتِي مَصَعَتْ بهِ ... إِذَا زَبَنَتْه الحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ
  كأَمْصَعَ فِيهِمَا، كأَكْرَمَ، هكَذَا هُوَ فِي العُبَابِ، ووُجِدَ في بَعْضِ النُّسَخِ: كانَّصَعَ بتَشْدِيدِ النُّونِ، والأُولَى الصَّوابُ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَمْصَعَتِ المَرْأَةُ بوَلَدِها أَيْ: رَمَتْ بهِ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: مَصَعَتِ الأُمُّ بوَلَدِهَا، وأَمْصَعَتْ بِهِ، بالأَلِفِ، وأَخْفَدَتْ به، وحَطَأَتْ بهِ، وزَكَبَتْ بهِ.
  وِمَصَعَ فُلانٌ بسَلْحِه عَلَى عَقِبَيْهِ: إِذا سَبَقَهُ مِنْ فَرَقٍ، أَو عَجَلَةٍ، أَو أَمْرٍ.
  وِمَصَعَ فِي مُرُورِهِ: أَسْرَعَ، يُقَالُ: مَرَّ يَمْصَعُ ويَمْزَعُ، أَي: يُسْرِعُ، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:
  يَمْصَعُ فِي قِطْعَةِ طَيْلَسَانِ ... مَصْعاًكمَصْعِ ذَكَرِ الوِرْلانِ
  وكَذلِكَ البَعِيرُ يَمْصَعُ، أَي: يُسْرِعُ.
  أَو مَصَعَ البَعِيرُ، وكَذا الفَرَسُ مَصْعاً: عَدَا عَدْوًا شَدِيداً مُحَرِّكاً ذَنَبَه، ومِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ المُتَقَدِّمُ ذِكْرُه: «فكأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا تَمْصَعُ بِذَنَبَهَا».
  وِمَصَعَ الفَرَسُ مَصْعاً: ذَهَبَ والَّذِي في الصِّحاحِ: مَصَعَ الرَّجُلُ في الأَرْضِ، كامْتَصَعَ: ذَهَبَ فِيها، وأَنْشَدَ لِلأَغْلَبِ العِجْلِيِّ:
  وِهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ
(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «حذف».
(٢) في غريب الهروي «وامتشّ» ونبه عليها بهامش اللسان على أنها في إحدى نسخ النهاية. وفي التهذيب: تمشّع الرجل وامتشّ.
(*) في القاموس: «امتشع منه» بدل: «من فلان».
(٣) ضبطت في التهذيب واللسان بضم اللام، وهما لغتان، ومعناه: العطش.
(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ذنبها».