تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مصع]:

صفحة 456 - الجزء 11

  وِقَالَ ابنُ عَبّادٍ: مَشَعَ بِمَنِيِّهِ، أَو بَوْلِه أَي: رَمَى بهِ وخَذَفَ⁣(⁣١).

  قالَ: ومَشَعَ فُلاناً بالحَبْلِ وغَيْرِه، أَي: ضَرَبَه بهِ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: تَمْشِيعُ القَصْعَةِ: أَكْلُ كُلِّ ما فِيهَا.

  قال: وتَمَشَّعَ الرَّجُلُ وامْتَشَعَ⁣(⁣٢): أَزالَ الأَذَى عَنْ نَفْسه ومِنْهُ الحَدِيثُ: «نَهَى أَنْ يُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَوْ عَظْمٍ» أَي: يُسْتَنْجَى، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهُو حَرْفٌ صَحِيحٌ.

  أَو هُوَ الاسْتِنْجَاءُ بالحِجارَةِ خاصَّةً، كَما فِي المُحيِطِ.

  وِقالَ غَيْرُه: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: امْتَشَعَ ما فِي الضَّرْعِ وامْتَشَقَهُ: أَخَذَهُ كُلَّهُ ولَمْ يَدَعْ فِيهِ شَيْئاً، وكَذلِكَ: امْتَشَعَ ما فِي يَدَيْ فُلانٍ وامْتَشَقَه، بمَعْنَاهُ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: امْتَشَعَ ثَوْبَه: اخْتَلَسَه.

  وِقالَ الأَصْمَعِيُّ: امْتَشَعَ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِه، وامْتَلَخَهُ: إِذا امْتَعَدَهُ، وسَلَّهُ مُسْرِعاً.

  وِيُقَال: امْتَشِعْ مِنْ فُلانٍ* ما مَشعَ لَكَ أَي: خُذْ مِنْهُ ما وَجَدْتَ كَمَا فِي الصِّحاحِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  المَشْعُ: الكَسْبُ، والجَمْعُ، كما فِي الصِّحاحِ.

  ورَجُلٌ مَشُوعٌ: كَسُوبٌ، قالَ الشّاعِرُ:

  وِلَيْسَ بخَيْرٍ مِنْ أَبٍ غَيْرَ أَنَّهُ ... إِذَا اغْبَرَّ آفاقُ البِلادِ مَشُوعُ

  وِالتَّمْشِيعُ والامْتِشَاعُ، كِلاهُمَا: الاسْتِنْجَاءُ والتَّمْسِيحُ.

  [مصع]: مَصَعَ البَرْقُ، كمَنَعَ: لَمَعَ وأَوْمَضَ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وسُئلَ أَعْرَابِيٌّ عَن البَرْقِ، فقَالَ: مَصْعَةُ مَلَكٍ، أَي: يَضْرِبُ السَّحابَ ضَرْبَةً، فتَرَى النِّيرانَ، وفي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ: «البَرْقُ مَصْعُ مَلَكٍ يَسُوقُ السَّحَابَ» وقِيلَ: مَعْنَاهُ في اللُّغَةِ: التَّحْرِيكُ والضَّرْبُ.

  وِمَصَعَتِ الدَّابَّةُ بِذَنَبِها: حَرَّكَتْهُ مِنْ غَيْرِ عَدْوٍ، وضَرَبَتْ بهِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لرُؤْبَةَ يَصِفُ الحَمِيرَ:

  يَمْصَعْنَ بالأَذْنَابِ مِنْ لَوْحٍ⁣(⁣٣) وَبَقّ

  وِمَصَعَ فُلاناً: ضَرَبَه بالسَّيْفِ، أَو ساقَهُ بالسَّوْطِ، أَو ضَرَبَه بهِ ضَرَبَاتٍ قَلِيلَةٌ؛ ثَلاثاً أَو أَرْبَعاً، وفي حَدِيثِ أَنَسٍ: «أَنَّ البَرَاءَ بنَ مالِكٍ ® حَضَّ النّاسَ عَلَى القِتَالِ، ثُمَّ مَصَعَ فَرَسَه مَصَعَاتٍ فكأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا تَمْصَعُ بِذَنَبَهَا⁣(⁣٤)» أَي: ضَرَبَهَا بسَوْطِه.

  وِمَصَعَتِ المَرْأَةُ بالوَلَدِ، والطّائِرُ بذَرْقِه: رَمَيَا بِهِ، الثّانِي قَوْلُ أَبِي لَيْلَى، والأَوَّلُ قولُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:

  فبِاسْتِ امْرِئٍ واسْتِ الَّتِي مَصَعَتْ بهِ ... إِذَا زَبَنَتْه الحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ

  كأَمْصَعَ فِيهِمَا، كأَكْرَمَ، هكَذَا هُوَ فِي العُبَابِ، ووُجِدَ في بَعْضِ النُّسَخِ: كانَّصَعَ بتَشْدِيدِ النُّونِ، والأُولَى الصَّوابُ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَمْصَعَتِ المَرْأَةُ بوَلَدِها أَيْ: رَمَتْ بهِ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: مَصَعَتِ الأُمُّ بوَلَدِهَا، وأَمْصَعَتْ بِهِ، بالأَلِفِ، وأَخْفَدَتْ به، وحَطَأَتْ بهِ، وزَكَبَتْ بهِ.

  وِمَصَعَ فُلانٌ بسَلْحِه عَلَى عَقِبَيْهِ: إِذا سَبَقَهُ مِنْ فَرَقٍ، أَو عَجَلَةٍ، أَو أَمْرٍ.

  وِمَصَعَ فِي مُرُورِهِ: أَسْرَعَ، يُقَالُ: مَرَّ يَمْصَعُ ويَمْزَعُ، أَي: يُسْرِعُ، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

  يَمْصَعُ فِي قِطْعَةِ طَيْلَسَانِ ... مَصْعاًكمَصْعِ ذَكَرِ الوِرْلانِ

  وكَذلِكَ البَعِيرُ يَمْصَعُ، أَي: يُسْرِعُ.

  أَو مَصَعَ البَعِيرُ، وكَذا الفَرَسُ مَصْعاً: عَدَا عَدْوًا شَدِيداً مُحَرِّكاً ذَنَبَه، ومِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ المُتَقَدِّمُ ذِكْرُه: «فكأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا تَمْصَعُ بِذَنَبَهَا».

  وِمَصَعَ الفَرَسُ مَصْعاً: ذَهَبَ والَّذِي في الصِّحاحِ: مَصَعَ الرَّجُلُ في الأَرْضِ، كامْتَصَعَ: ذَهَبَ فِيها، وأَنْشَدَ لِلأَغْلَبِ العِجْلِيِّ:

  وِهُنَّ يَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «حذف».

(٢) في غريب الهروي «وامتشّ» ونبه عليها بهامش اللسان على أنها في إحدى نسخ النهاية. وفي التهذيب: تمشّع الرجل وامتشّ.

(*) في القاموس: «امتشع منه» بدل: «من فلان».

(٣) ضبطت في التهذيب واللسان بضم اللام، وهما لغتان، ومعناه: العطش.

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ذنبها».