تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بدد]:

صفحة 343 - الجزء 4

  أعجميّ وبعضها عربيّ، كما هو ظاهرُ كلامِ سيبويه، وغير ذلك مما ذكرَه الرَّضيّ وغيره، ووسَّعَ الكلامَ فيها الجَلالُ في المُزْهِر.

  قلْت: وبقِيَ إِن كان أَبْجَد أَعجميّا كما هو رأْيُ الأَكثَر فالصَّوَاب أَن همزته أَصليّة، وأَن الصواب ذِكْره في فصل الهمزة، كما أَشار إِليه شيخنا. وجزم جماعَةٌ بأَن أَبجد عربيٌّ، واستدلوا بأَنَّه قيل فيه أَبو جادٍ بالكُنية، وأنَّ الأَب لا شكّ أَنّه عربي. وجاد من الجُود، وهو قول مرجوح.

  * ومما يستدرك عليه:

  أَصْبَحَت الأَرْضُ بَجْدَةً واحدةً؟ إِذا طَبَّقَهَا هذا الجرادُ الأَسْوَدُ.

  وبِجَادٌ، بالكسر، اسْم رَجلٍ، وهو بِجَاد بن رَيْسَان.

  وفي الأَساس: لَقِيتُ منه البَجَادِيَ⁣(⁣١) أَي الدَّوَاهِيَ.

  وبِجَاد: اسمٌ لثلاثِ قَبائلَ: في عَبْسٍ، وفي شيبَان، وفي هَمْدان، ذكرَها الوزيرُ أَبو القَاسم المغربيّ.

  وبُجْدَانُ، كعُثْمَان: مَوضعٌ بين الحَرَمَين، قد جَاءَ ذِكرُهُ في الحديث.

  والبِجَادَةُ: ماءَةٌ لبنِي كعْبِ بن عَبْد بن أَبي بكرِ بن كِلابٍ.

  قلْت: وبِجَاد من وَلَدِ سَعْدِ بن أَبي وَقّاص، منهمِ أَبو طالبٍ عُمَر بن سعْد بن إِبراهيم بنِ محمّدً بن بِجَادِ بن مُوسى بن سعد بن أَبي وَقّاصٍ.

  وأَبو البِجَاد شاعرٌ، سُمِّيَ ببَيتٍ قاله:

  فوَيلُ الرَّكْبِ إِذْ آبُوا جِياعاً

  ولا يَدرُون ما تَحتَ البِجَادِ

  وثُمَامَة بن بجَادٍ، ورَبيعةُ بن عامِر بن بِجادٍ، ذُكِرَا في الصّحابة، وكذا عَمْرُو بنُ بِجَادٍ.

  [بخند]: البَخَنْدَاةُ كعَلَنْدَاةٍ، من النَسَاءِ: المرأَةُ التَّامَّةُ القَصَبِ، الرِّيَّاءُ كالخَبَنْدَاة. وفي حديث أَبي هُريرةَ أَنَّ العَجَّاجَ أَنشده:

  قامتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أَن تَصْرما

  سَاقاً بَخنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا

  كالبَخَنْدَى والخَبَنْدَى، والياءُ للإِلحاق بسَفرْجل. ج بَخَانِدُ وخَبَانِدُ.

  وابْخَنْدَى البَعِيرُ: عَظُمَ، كاخْبَنْدَى، وبَعِيرٌ مُبْخَنْدٍ ومُخْبَنْدٍ. وابْخَنْدَت الجاريةُ: تَمَّ قَصَبُها، كاخْبَنْدَت.

  [بدد]: بَدَّدَه تَبْدِيداً: فَرَّقَه، فتَبَدّدَ: تَفرَّقَ. يُقال: شَمْلٌ مُبَدَّد. وتَبَدَّدَ القَومُ: تَفرَّقُوا.

  وبَدَّه يَبُدُّه بَداًّ: فَرَّقه.

  وبَدَّدَ زَيدٌ: أَعيَا، أَو نَعِسَ وهو قاعدٌ لا يَرْقُد، نقله الصاغَانيّ.

  وجَاءَتِ الخَيْلُ بَدَادِ بَدَادِ، وذَهب القَومُ بَدَادِ بَدَادِ، أَي واحداً واحداً مَبنيّ على الكسْر، لأَنّه معدولٌ عن المصدر وهو البَدَدُ. قال حسّان بن ثابت؛ وكان عُيينةُ بن حِصْن بن حُذيفة أَغارَ على سَرْحِ المدينة فرَكِبَ في طَلبه ناسٌ من الأَنصار، منهم أَبو قَتادةَ الأَنصاريُّ، والمِقْدَادُ بن الأَسود الكِنْديُّ حَليف بني زُهْرَةَ، فرّدُّوا السَّرْحَ، وقُتِلَ رَجلٌ مر بني فَزارةَ يقال له الحَكَمُ ابنُ أُمِّ قِرْفَةَ، جَدُّ عبدِ الله بن مَسْعَدةَ، فقال حسّان⁣(⁣٢):

  هَلْ سَرَّ أَولادَ اللَّقِيطَةِ أَنَّنَا

  سَلْمٌ غَداةَ فَوارِسِ المِقْدَادِ

  كُنّا ثمانِيَةً وكَانُوا جَحْفَلاً

  لَجِباً فشُلُّوا بالرِّمَاحِ بَدَادِ

  وقال الجوهريّ: وإِنّمَا بُنيَ للعَدْل والتأْنِيث والصِّفة، فلمّا مُنِعَ بعلَّتَيْن بُنِيَ بثلاثٍ، لأَنّه ليس بعد المنع من الصرْف إِلّا منع الإِعراب. وحكَى اللِّحْيَانيّ: جاءَت الخَيلُ بدادِ بدادِ يَا هذا، ويَدَادَ بَدَادَ، وبَدَدَ بَدَدَ، مبنيّان على الفتح الأَخير⁣(⁣٣)


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وفي الأساس الخ. قد انتقل نظر الشارح ¦ فإِن صاحب الأساس إِنما ذكر هذه العبارة في مادة ب ج ر، وعبارته: لقيت منه البجاري، أي الدواهي. قال:

تزبّدها حذّاء يعلم أَنه

هو الكاذب الآتي الأمور البجاريا

(٢) قوله فقال حسان مكرر، وقد كرره لطول الفصل بالجملة المعترضة بين قوله الأول قال حسان بن ثابت: «وكان».

(٣) «قوله الأخير الأولى اسقاطه كما في اللسان إِذ الأول مثله» كذا بهامش المطبوعة المصرية.