تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسق]:

صفحة 482 - الجزء 13

  ويُقال: رِقْ هذه الشّجرة وَرْقاً، أَي: خُذْ وَرَقَها، وقد وَرقتُها أَرِقُها وَرْقاً، فهي مَوْرُوقَة.

  وفي الحَدِيث أَنّه قال لعَمّار: «أَنتَ طَيِّبُ الوَرَقِ» أَرادَ به نَسْلَه تَشْبِيهاً بوَرَقِ الشَّجر؛ لخُرُوجِها منها.

  وما أَحْسَنَ وَرَاقَه وأَوراقَه، أَي لِبْسَته وشارَتَه، على التَّشْبِيه بالوَرَقِ.

  واخْتَبَطَ منه وَرَقاً: أَصابَ منه خَيْراً.

  والوَرِيقَةُ: الشَّجرةُ الحَسَنةُ الوَرَقِ، عن أَبي عَمْروٍ.

  وفَرْعٌ وَرِيقٌ: كَثِير الوَرَق. قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ ¥ يَصِف سَرْحَةً:

  تَنَوَّطَ فيها دُخَّلُ الصَّيْفِ بالضُّحَى ... ذُرَى⁣(⁣١) هَدَباتٍ فَرْعُهُنَّ وَرِيقُ

  والوَرَق: الدُّنْيا.

  وَرَق الشَّبابِ: نُضْرَتُه وحَدَاثَتُه، عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وحُكِيَ في جَمْع الرِّقة: رِقاتٌ.

  والمُسْتَورِقُ: الذي يَطْلب الوَرِق. قالَ أَبو النَّجْم:

  أَقبلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَورِق

  وأَنشد ثَعْلب:

  إِذا كَحَلْنَ عُيوناً غيرَ مُورِقَةٍ ... رَيَّشْن نَبْلاً لأَصْحاب الصِّبا صُيُدَا

  قال: يَعْنِي غيرَ خائِبة.

  وأَوْرَقَ الغَازِي: إِذا غَنِمَ، وهو من الأَضْداد⁣(⁣٢)، قال:

  أَلم تَرَ أَنَّ الحَرْبَ تُعْوِجُ أَهلَها ... مِراراً وأَحْياناً تُفِيدُ وتُورِقُ

  والأَوْرَقُ: الأَسمَرُ من النّاسِ. ومنه حَدِيثُ المُلاعَنَة: «إِن جاءَتْ به أَوْرَقَ جَعْداً جُمالِيّاً» قالَ أَبو عُبَيْد: ومِنْ أَمثالِهم: «إِنَّه لأَشْأَمُ من وَرْقاءَ». وهي مَشْؤومة يعني النّاقَة.

  ورُبَّما نَفَرَتْ فذَهَبت في الأَرْضِ. وقال أَبو حَنِيفَةَ: نَصْلٌ أَوْرَقُ: بُرِدَ أَو جُلِيَ، ثم لُوِّح بعدَ ذلك عَلَى الجَمْر حَتَّى اخضَرَّ، قال العَجَّاج:

  عليه وُرْقان القِرانِ النُّصَّلِ

  وَوَرَقة الوَتَرِ: جُلَيْدة تُوضَع على حَزِّه، عن ابن الأَعرابِيِّ.

  والوَرْقاءُ: شُجَيْرَة تَسمُو فوقَ القامةِ، لها وَرقٌ مُدوَّر واسعٌ دقيقٌ ناعِمٌ تأْكُلُه الماشِيَةُ كلُّها، وهي غَبْراءُ السّاقِ، خَضْراءُ الوَرَقِ، لها زَمَعٌ شُعْرٍ فيه حَبٌّ أَغبَرُ مثلُ الشَّهْدانَج، تَرْعاه الطَّيرُ، وهو سُهْلِيّ يَنْبتُ في الأَودِيَةِ⁣(⁣٣)، وفي جَنَباتَها، وفي القِيعانِ، وهي مَرْعىً.

  والوِراقُ، بالكَسْرِ: موضع. قال الزِّبْرِقان:

  وعَبدٍ من ذَوِي قَيْسٍ أَتانِي ... وأَهلِي بالتَّهائِمِ فالوِراقِ

  وثَنّاهُ ابنُ مُقبِل فقالَ:

  رآها فُؤادِي أُمَّ خِشْف خَلالَها ... بقُورِ الوِراقَيْنِ السَّرَاءُ المُصَنِّفُ

  قالَ الجَوْهَريُّ: النِّسْبةُ إِلى وَرْقاءَ - اسم رَجُل -: وَرْقاوِيّ، أَبدَلُوا من هَمْزةِ التّأْنِيثِ واواً.

  والوَرَّاق، ككَتّان: قَريَتان بالقُرب من مِصْر على شاطئِ النيلِ.

  والوَرَق، مُحَرَّكة: قَرْية من أَعْمال الغربِيَّة.

  [وسق]: وَسَقَه يَسِقُه وَسْقاً وَوُسُوقاً: ضَمَّه وجَمَعَه وحَمَله. ومنه قَولُه تَعالَى: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ⁣(⁣٤) أَي: وما جَمَعَ وضَمَّ، قاله الفَرّاءُ. وقالَ أَبو عُبَيْدة: أَي وما جَمَع من الجِبالِ والبِحارِ والأَشْجار، كأَنَّه جَمَعَها بأَنْ طَلَعَ عليها كُلّها، فإِذا جَلَّل اللَّيلُ الجِبالَ والأَشجارَ والبِحارَ والأَرضَ فاجتَمَعَت له فقد وَسَقَها.

  وأَنشد الجَوهريُّ لضَابِئِ بنِ الحارِثِ البُرْجُمِيِّ:

  فإِنِّي وإِيّاكُم وشَوْقاً إِليكُمُ ... كقابِضِ ماءٍ لم تَسِقْهُ أَنامِلُهْ


(١) بالأصل «يورط منها ... ذوي ...» والتصويب عن ديوانه ص ٣٩.

(٢) تقدم وأورق الغازي: «إِذا لم يغنم».

(٣) عن اللسان وبالأصل «الادوية».

(٤) سورة الانشقاق الآية ١٧.