تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلع]:

صفحة 277 - الجزء 11

  وِصُقْعُ الرَّكِيَّةِ: ما حَوْلَهَا وتَحْتَها من نَوَاحِيهَا. والجَمْعُ: أَصْقَاعٌ، والسِّينُ أَعْلى.

  وِالصَّقَعُ، مُحَرَّكَةً: القَزَعُ في الرَّأْسِ. وقِيلَ: هُوَ ذَهابُ الشَّعر.

  والصَّقْعَانُ: البَلِيدُ. عامِّيَّةٌ.

  [صلع]: الصَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: انْحِسَارُ شَعَرِ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ إِلى مُؤَخَّرِه، وكذلِك إِنْ ذَهَب وَسَطُهُ، قال الرَّئِيسُ: لِنُقْصانِ مادَّةِ الشَّعَرِ في تِلْكَ البُقْعَةِ، وقُصُورِهَا عَنْهَا، واسْتِيلاءِ الجَفَافِ عَلَيْهَا، ولِتَطَامُنِ الدِّمَاغِ عَمَّا يُمَاسُّه من القِحْفِ، فلا يَسْقِيه سَقْيَهُ إِيّاهُ، وهو مُلَاقٍ، هذا قولُ الأَطِبّاءِ، قالَ الأَعْشَى:

  وِأَنْكَرَتْنِي وما كان الَّذِي نَكِرَتْ ... من الحَوَادِثِ إِلّا الشَّيْبَ والصَّلَعَا

  صَلِعَ، كفَرِحَ يَصْلَعُ صَلَعَاً وهو أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ وهي صَلْعَاءُ، وأَنْكَرَهَا بَعْضُهُم، وقالَ: إِنّمَا هي زَعْرَاءُ وقَزْعاءُ، ج: صُلْعٌ وصُلْعَانٌ، بضمِّهِمَا، وفي حَدِيثِ بَدْرٍ: «ما قَتَلْنَا إِلّا عَجَائِزَ صُلْعاً» أَي مَشَايِخَ عَجَزَةً عن الحَرْبِ. وفي حَدِيثِ عُمَرَ ¥: «أَيُّمَا أَشْرَفُ: الصُّلْعَانُ أَو الفُرْعَانُ؟ فقالَ: الفُرْعانُ خَيْرٌ» أَرادَ تَفْضِيلَ أَبِي بَكْرٍ ¥ عَلَى نَفْسِه. وكانَ عُمَرُ أَصْلَعَ، وأَبُو بَكْرٍ أَفْرَعَ، ®، وقال نَصْرُ بنُ الحَجّاجِ - لَمّا حَلَقَ عُمرُ ¥ لِمَّتَهُ -:

  لَقَدْ حَسَدَ الفُرْعَانَ أَصْلَعُ لم يَكُنْ ... إِذا ما مَشَى بالفَرْعِ بالمُتَخَايِلِ

  وقال آخرُ:

  كَبِرْتُ وقَالَتْ هِنْدُ: شِبْتَ⁣(⁣١)، وإِنّمَا ... لِدَاتِيَ صُلْعَانُ الرِّجَالِ وشِيبُهَا

  وِمَوْضِعُ الصَّلَعِ من الرَّأْسِ: الصَّلَعَةُ، مُحَرَّكَةً أَيضاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكذلِكَ النَّزَعَةُ، والكَشَفَةُ، والجَلَحَةُ، جاءَتْ مُثَقَّلاتٍ، وقالَ اللَّيْثُ: وفي بَعْضِ الحَدِيثِ: «إِنَّ الصَّلَعَ تَطْهِيرٌ، وعَلَامَةُ أَهْلِ الصَّلاحِ» قالَ: وكذلِكَ وَجَدَهُ أَهْلُ التَّوْراةِ عِنْدَهُمْ، فَحَلَقُوا أَوْسَاطَ رُؤُوسِهِم تَشَبُّهاً بالصّالِحِينَ. قُلْتُ، ومِن ذلِكَ ما أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يَلُوحُ في حَافاتِ قَتْلَاهُ الصَّلعْ

  قالَ: أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغَادَ، ولا يَقْتُلُ إِلّا الأَشْرَافَ، وذَوِي الأَسْنَانِ؛ لأَنَّ أَكْثَرَ الأَشْرَافِ وذَوِي الأَسْنَانِ صُلْعٌ، كقَوْلهِ:

  فقُلْتُ لَهَا لا تُنْكِرِيني، فقَلَّمَا ... يَسُودُ الفَتَى حَتَّى يَشِيبَ ويَصْلَعَا

  وِيُضَمُّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِصَيْلَعٌ، كصَيْقَلٍ⁣(⁣٢): جَبَلٌ، أَو: ع، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

  أَتانِي وأَصْحَابِي عَلَى رَأْسِ صَيْلَعٍ ... حَدِيثٌ أَطَارَ النَّوْمَ عَنِّي فأَنْعَمَا

  وِمِن المَجَازِ: جَبَلٌ صَلِيعٌ، كأَمِيرٍ: ما عليه نَبْتٌ، قالَ عَمْرُو بن مَعْدِي كَرِبَ، ¥:

  وِزَحْفُ كَتِيبةٍ لِلقَاءِ أُخْرَى ... كأَنَّ زُهَاءَها رَأَسٌ صَلِيعُ⁣(⁣٣)

  هكَذَا أَنْشَدَه في العُبَابِ، وكأَنَّه أَرادَ رَأْسَ جَبَلٍ.

  وِالأَصْلَعُ، والصَّوْلَعُ: السِّنَانُ المَجْلُوُّ، قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ شُجَاعَيْنِ:

  وِكِلَاهُمَا في كَفِّه يَزَنِيَّةٌ ... فيها سِنَانٌ كالمَنَارَةِ أَصْلَعُ⁣(⁣٤)

  أَي بَرّاقٌ أَمْلَسُ، وهو مَجَازٌ.

  وِالصَّوْلَعُ، ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه في «س ل ع» اسْتِطْرَاداً.

  وِالأُصَيْلِعُ، مُصَغَّراً: الذَّكَرُ، كُنِي عَنْهُ، كَذَا في التَّهْذِيبِ. وقالَ غَيْرُه: الأَصْلَعُ الرَّأْسِ: الذَّكَرُ، يُكْنَى عَنْه، فقَيَّدَه بالرَّأْسِ.

  وِالأَصْلعُ، ويُقَال: الأُصَيْلِعُ: حَيَّةٌ دَقِيقَةُ العُنُقِ، كما في الصّحاحِ، وقال الأَزْهَرِيُّ: عَرِيضَةُ العُنُقِ، رَأْسُها مُدَحْرَجٌ


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «شب».

(٢) في معجم البلدان: موضع كثير البان، وبه ورد الخبر على امرئ القيس بمقتل أبيه حجر الكندي.

(٣) صدره في الأساس:

وِسوق كتيبة دلفت لأخرى

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٢٠ وبالأصل «كالمفارق أصلع» والمثبت عن الديوان، ويروى: وتشاجرا بمذلقين كلاهما فيه شهابٌ ..