تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أكم]:

صفحة 23 - الجزء 16

  والأُطَامُ، كغُرابِ وكِتابٍ: حُصْرَةُ البَوْلِ والبَعَرِ من داءٍ، واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الضمِ.

  وقد أَطِمَ الرَّجُلُ والبَعيرُ، كفَرِحَ وعُنِيَ أَطْماً، بالفتحِ، وأُطِمَ عليه أطماً، وائْتُطِمَ مَبْنيَّيْن للمَفْعولِ.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ أَبو زَيْدٍ: بعيرٌ مَأْطُومٌ وقد أُطِمَ وذلِكَ إذا لم يَبُل من داءٍ يكونُ به، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  تَمْشِي من التَّحْفِيلِ مَشْيَ المُؤْتَطِمْ⁣(⁣١)

  قالَ: وقالَ عبدُ الواحِدِ اللُّغَويُّ: التَّأَطُّمُ امْتِناعُ النَّجْوِ. وتَأَطَّمَ عليه مِثْلُ تَأَجَّمَ وهو إذا غَضِبَ، عن الأصْمَعِيِّ.

  وفي الأساس: تَطَاوَلَ عليه في الغَضْبِ، وهو مجازٌ، قالَ: وتَأَطَّمَ السَّيْلُ: ارْتَفَعَتْ أَمْواجُه، وهو مجازٌ.

  وفي الصِّحاحِ: ارْتَفَعَتْ في وَجْهِه كالأمْواجِ فَتَكسَّرَ بعضُها على بعضٍ، قالَ رُؤْبَة:

  إذا ارْتَمَى في وَأْدِه تَأَطُّمُه⁣(⁣٢)

  وَأْدُه: صَوْتُه.

  وتَأَطَّمَ اللَّيلُ: اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُه.

  وتَأَطَّمَ السِّنَّوْرُ: خَرَّفِي نَوْمِه، وهو صَوْتٌ يَخْرُجُ من صَدْرِهِ، وكَذلِكَ تَحَدَّمَ، قالُ الفرَّاءُ.

  وتَأَطَّمَ فلانٌ إذا سَكَتَ على ما في نَفْسِهِ. وقَالَ أَبو عَمْرو: أَطَمَ بيَدِهِ يَأْطِمُ: عَضَّ، كأَزَمَ يَأْزِمُ، قالَهُ، خَليفَةُ وأَطَّمَ بسَلْحِه رَمَى به.

  وأَطَمَّ البِئْرَ أَطَماً: ضَيَّقَ فَاهَا فالَهُ ابنُ بُزُرْج.

  وأَطَمَ على البَيْتِ أَطْماً: أَرْخَى سُتورَه، عنه أَيْضاً.

  وآطَمَ بابَه: أَغْلَفَه كأَزَمَه.

  وتأْطيمُ الهَوْدَجِ: سَتْرُه بثيابٍ، عن أَبي زَيْدٍ، وأَنْشَدَ:

  تدخل جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ⁣(⁣٣)

  وقد أَطَّمَه تَأْطِيماً.

  وآطامُ، بالمدَّ، ة ياليَمامةِ، قالَ أَوْسُ:

  بَثَّ الجُنودَ لهم في الأَرضِ يَقْتُلُهم ... ما بين بُصْرى إلى آطامِ نَجْرانا⁣(⁣٤)

  وأُطُمُ الأَضْبَطِ بنِ قُرَيْعِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبِ بنِ سعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاة بنِ تمِيمٍ، بالضم، حِصْنٌ باليَمَنِ، وكان قد أَغارَ على أَهْلِ صَنْعاءَ وبَنَى بها أَطُماً، فقالَ:

  وبَنَيْتُ أُطْماً في دِيارِهم ... لُأثَبِّت التَّقْهِيرَ بالغَضْبِ⁣(⁣٥)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأطَمَةُ مِثْلُ الأكَمَةِ: الحِصْنُ والجَمْعُ آطامٌ.

  وأَطَمْتُ أُطوماً: أَي سَكَتُّ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: والمُؤَطَّمُ: المَكْسوُّ⁣(⁣٦) بالتُّرابِ وأَنْشَدَ لعياضِ بن دُرَّةَ:

  إذا سَمِعتْ أَصْوات لأمٍ من المَلا ... بَكَتْ جَزَعاً من تحت قَبْرٍ مُؤَطَّمِ⁣(⁣٧)

  والأطُومُ: الزَّرافَةُ، عن ابنِ الأثيرِ.

  وكأَميرٍ: شَحْمٌ ولَحْم يُطْبَخُ في قِدْرٍ سُدَّ فَمَها.

  وتَأَطَّمَتِ النارُ: ارْتَفَعَ لَهَبُها، وهو مجازٌ.

  [أَكم]: الأكَمَةُ، محرَّكةً: التَّلُّ من القُفِّ، وفي المُحْكَمِ: من حجارَةٍ واحدةٍ، أَو هي دونَ الجِبالِ، أَو⁣(⁣٨) المَوْضِعُ الذي يكونُ أَشَدَّ ارْتِفاعاً ممَّا حَوْلَه وهو غَليظٌ لا يَبْلُغُ أَنْ يكونَ حَجَراً.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الأكَمَةُ قُفٌّ غَيْر أَنَّ الأكَمَةَ أَطْولُ في السَّماءِ وأَعْظَمُ.

  ويقالُ: هو ما اجْتَمَعَ مِن الحجارَةِ في مَكانٍ واحِدٍ، ورُبَّما⁣(⁣٩) لم يَغْلُظ.


(١) اللسان بدون نسبة.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان والتهذيب والتكملة وفيها: المؤطّمِ.

(٤) ديوان أوس بن حجر بيروت ص ١٤١ في المختلط من شعره، برواية: «إلى آكام نجرانا» واللسان ومعجم البلدان «أطم الأضبط» ونسب البيت فيهما إلى أوس بن مغراء.

(٥) اللسان من ثلاثة أبيات، وقد ذكر ياقوت بيتين ولم يذكر البيت الشاهد.

(٦) اللسان: المكسر.

(٧) اللسان.

(٨) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: هي.

(٩) في اللسان: فربما غلظ وربما لم يغلظ.