تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بيس]:

صفحة 214 - الجزء 8

  وقال أَيضاً في هذِه القَصِيدَةِ يصفه:

  مُبَهْنِساً حَيْثُ يَمْشِي لَيْسَ يُفْزِعُه ... مُشمِّراً للدَّوَاهِي أَيَّ تَشْمِيرِ

  قال الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ: وهو مَنْحُوتٌ من بَهَسَ، إِذا جَرَى، ومن بَنَسَ، إِذا تَأَخَّرَ، مَعْناهُ أَنّه يَمْشِي مُقارِباً خَطْوَهُ في تَعَظُّمٍ وكِبْرٍ.

  والبَهْنَسُ: الجَمَلُ الذَّلُولُ، كالبُهَانِسِ، بالضَّمِّ، عن أَبِي زيْدٍ.

  ومُحَمَّدُ بنُ بَهْنسٍ المَرْوَزِيُّ: مُحَدِّثٌ، كان مُسْتَمْلِيَ النَّضْرِ بمَرْوَ، رَوى عن مُطَهّرِ بنِ الحَكَمِ، وغَيْرِه.

  واخْتُلِفَ في جَدِّ ذِي الرُّمَّةِ غَيْلَانَ بنِ عُقْبَةَ بنِ بَهْنَسٍ العَدَوِيِّ الشّاعِرِ، فَقِيلَ هكذا، وقيل بُهَيْس مُصَغَّراً.

  وبَهْنَسَ، وتَبَهْنَسَ: تَبَخْترَ خصَّ بعضُهُم بهِ الأَسَدَ، وعَمَّ بِهِ بَعْضُهُم.

  وبَهْنسَى، كقَهْقَرَى: كُورَةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ الأَدْنَى غَرْبِيَّ النِّيلِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا بَهْنَسِيٌّ وبَهْنَسَاوِيٌّ، وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من أَهْل العلمِ منهم: الإِمام الصُّوفِيُّ المُفسِّرُ الشَّمْسُ محمَّدُ بنُ محمّدٍ البَهْنَسِيُّ الشَّافِعِيُّ، وشَيْخُنا المُعَمَّرُ المُحَدِّثُ عَبْدُ الحَيِّ بنُ الحَسَنِ بنِ زَيْنِ العَابدِينَ البَهْنَسِيُّ المالِكِيُّ الشّاذِلِيُّ نَزِيلُ بُلاقَ سنة ١١٧٥ وسَمِعَ عن الخَرَاشِيِّ والزُّرْقَانِيّ والإِطْفِيحِيِّ والغَمْرِيِّ والبَصْرِيِّ والنَّخْلِيِّ وتوفِّيَ سنة ١١٨١.

  [بيس]: بَيْسٌ: ناحِيَةٌ بسَرَقُسْطَة من الأَنْدَلسِ.

  وبَيْسَانُ: ة، بمَرْوَ.

  وبَيْسَانُ أَيضاً: ة بالشّامِ فيها كُرُومٌ، وإِليهَا يُنْسَبُ الخمْرُ قال حَسّان:

  من خَمْرِ بَيْسَانَ تَخَيَّرْتُها ... تِرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ⁣(⁣١)

  وقال بعضُهُم: هو مَوْضِعٌ بالأُرْدُنِّ، فيه نخْلٌ لا يُثْمِرُ إِلى خُروجِ الدَّجَّالِ، وفيه قبْرُ أَبي عُبَيْدَة بن الجَرّاحِ، وبه كانَ يَنْزِلُ رَجَاءُ بنُ حَيْوَةَ.

  قلتُ: وَأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ بَيْسَان أَيضاً في «ب س ن» وأَنْشَدَ عليه قولَ حسّان⁣(⁣٢)، فَلْيُتَأَمَّلْ، منها القاضِي الفاضِلُ الأَشْرَفُ مُحْيِى الدِّينِ أَبو عَلِيٍّ عبْدُ الرَّحِيمِ بنِ علِيّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَد بنِ الفَرَجِ بنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ البَيْسَانِيُّ العَسْقَلانِيُّ صاحِبُ دَواوِينِ الإِنْشَاءِ، ووَزِيرُ السُّلْطَانِ صَلاحِ الدِّينِ⁣(⁣٣) يُوسُف بنِ أَيُّوب، وُلد سنة ٥٢٩ سَمِع من السِّلَفِيِّ وابنِ عَسَاكِر، وتُوفي سنة ٥٩٦ ودُفِن هو والشّاطِبِيُّ في مَحلٍّ وَاحِدٍ بالقُرْبِ من تُرْبَةِ الكِيزانِيِّ، نقلتُه من كِتَابِ الفَتْحِ الواهِبِيّ في مَنَاقِبِ الإِمَامِ الشَّاطِبِيّ للشِّهابِ العَسْقَلانِيّ شارِحِ البُخَارِيّ.

  وبَيْسَانُ أَيضاً: ع، باليَمَامَةِ، نقلَه الصّاغَانِيُّ. قلتُ: وهو جَبَل لبني سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاة⁣(⁣٤).

  وبَيْسَكَ: مثْلُ وَيْسَكَ.

  وبَاسَ الرّجُلُ يَبِيسُ بَيْساً: تَكَبَّرَ عَلَى النّاسِ وآذاهُمْ، قالَهُ الفَرّاءُ.

  وبيَاسُ، كسَحاب: ة من الشّامِ، قُربَ جَبَلِ اللُّكّامِ، ويُروَى فيه التَّشْدِيد⁣(⁣٥).

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَليْه:

  بَيْس، بالفتح، لغة في بِئْسَ، حَكَاهُ الفارِسِيُّ.

  وقال الفَرّاءُ: باسَ يَبِيسُ، إِذا تَبَخْتَرَ، قال الأَزْهَرِيّ: ماسَ يَمِيسُ بهذا المَعْنَى أَكْثَرُ، والباءُ والمِيمُ يَتَعَاقبانِ.

  وبَيَاسَةُ، كسَحَابَة⁣(⁣٦): مَدِينَةٌ كَبِيرَةٌ بالأَنْدَلُسِ من كُورَةِ جيّانَ، منها أَبو الحَجّاج البَيَاسِيُّ صاحِبُ المُصَنَّفَاتِ.

  وبَيَاس كسَحابٍ: نَهرٌ عَظِيم بالسِّنْدِ، يَصُبُّ في الْمُلْتانِ.


(١) قال ابن بري: الذي في شعره «تسرع فتر العظام» قال وهو الصحيح لأن أوشك بابه أن يكون بعده أن والفعل، وقبل البيت:

نشر بها صرفاً وممزوجة ... ثم نُغنَّى في بيوت الرخامْ

انظر اللسان «بيس».

(٢) لم ينشد الجوهري في «بسن» قول حسان وإنما أنشد قول أبي دواد:

نخلات من نخل بيسان أينع ... ن جميعاً ونبتهن تؤامُ

(٣) في معجم البلدان: وزير الملك الناصر يوسف.

(٤) بالأصل: «ابن سعد بن زيد بن مناة».

(٥) قيدها ياقوت بالنص بياس بالفتح وياء مشددة وألف.

(٦) قيدها ياقوت بياء مشددة.