تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثلم]:

صفحة 87 - الجزء 16

  إمَّا تَرَيْ رأْسِي تَغَيَّر لَوْنُهُ ... شَمطاً فأَصْبَحَ كالثّغامِ المُمْحَلِ؟⁣(⁣١)

  ويُرْوَى: المحولِ، وسَيَأْتي للجَوْهرِيّ في ترْكيبِ ما، فارِسِيَّتُه دِرَمْنَهْ.

  قالَ شيْخُنا: أَيّ حاجَةٍ دَعَتْه إلى ذِكْرِ فارِسِيّتِه لو لا الفُضول.

  قلْتُ: هو تابِعٌ للجَوْهرِيِّ في ذلِكَ غيْر أَنَّه قصَّر في السِّياقِ، فإنَّ الذي في الصِّحاحِ: يقالُ له بالفارِسيَّةِ دِرَمْنه إِسْبيذ، واخْتُلِف في ضَبْطِه، فالذي في نسْخَتِنا بكسْرِ الدَّالِ وفتحِ الرَّاءِ وسكونِ الميمِ، وفي بعضِها بفتحِ الدَّالِ وتَشْديدِ الرَّاءِ المَفْتوحَةِ وسكونِ الميمِ، وكلُّ ذلِكَ خَبطٌ والصَّحيحُ دَرْمَنه بفتحِ الأوَّل والثالِثِ وسكونِ الرَّاءِ وأَصله دِرَمْيانه وإسْبيذ بالكسْرِ، والمعْنَى في وسطه أَبْيض فاخْتُصِر كما تَرَى.

  واحِدَتُهُ ثَغامَةٌ، بهاءٍ، ومنه الحَدِيْث: «أَنَّه أُتِيَ بأَبي قُحافَةَ يومَ الفَتْح وكأَنَّ رأْسَه ثَغامَةٌ فأَمَرَهُم أَن يغيِّرُوه» وأَثْغِماءُ: اسمُ الجَمْعِ، وكأَنَّ أَلِفَيْه بَدَلٌ من هاءِ أَثْغِمة.

  وأَثْغَمَ الوادِي: أَنْبَتَه.

  وفي الأساسِ: كَثُرَ ثَغَامُه.

  ومِن المجازِ: أَثْغَمَ الرَّأْسُ إذا صارَ كالثَّغامَةِ بَياضاً.

  وأَثْغَمَ الإِناءَ: مَلأَهُ إلى أَصْبارِه.

  وأَثْغَمَ فلاناً: أَغْضَبَهُ أَو فَرَّحَهُ، وهو مِن الأَضْدادِ، وأَغْفَلَه المصنَّفُ.

  ولونُ ثاغِمٌ. أَبيضُ كالثَّغامِ. والذي في اللِّسانِ: رأْسٌ ثاغِمٌ إذا ابيضَّ كُلّه.

  والثَّغِمُ، ككَتِفٍ: الكَلْبُ الضارِي، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  ومُثاغَمَةُ المرْأَةِ: مُلاثَمَتُها كالمُفاغَمَةِ.

  * وممّا يُسْتدْركُ عليه:

  أَثْغَمَهُ: أَتْخَمَهُ والمثغمة المتخمة.

  [ثكم]: ثَكَمَ آثارَهُم يَثْكمُها ثَكْماً: لَزِمَها واقْتَصَّها وثَكَمَ الأَمْرَ ثَكْماً: لَزِمَهُ فلم يَبْرح، ومنه الحَدِيْث: أَنَّ أَبا بكْرٍ وعُمَر ثَكَما الأَمْرَ فلم يَظْلما، قالَتْه أُمُّ سَلمَة لعُثْمان، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهم، أَي لَزِمَا الحَقَّ ولم يَخْرجا عن الحَجَّة يَميناً ولا شمالاً، قالَهُ القتيبيُّ.

  وثَكَمَ بالمَكانِ ثَكْماً: أَقامَ به كثَكِمَ، كفَرِحَ، ثَكْماً، فيهما.

  وفي الصِّحاحِ: ثَكِمَ بالمَكانِ، بالكسْرِ، إذا أَقامَ به.

  وثَكِمْت الطَّريقَ أَيْضاً: إذا لَزِمْته.

  وثَكَمُ الطَّريقِ، محرَّكةً وكصُرَدٍ، وعلى التَّحريكِ اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ، وعلى الثاني فيكونُ جَمْع ثُكْمَة بالضمِ وقد أَغْفلَه، سَنَنُهُ، وفي الصِّحاحِ وَسَطُه، وفي الأَساسِ:

  وَضَحُه، وفي التَّهذِيبِ: قَصْدُه⁣(⁣٢)، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  لماَّ خَشِيت بسُحْرَةٍ إلْحاحَها ... أَلْزَمْتها ثَكَمَ الطَّريقِ اللَّاحِبِ⁣(⁣٣)

  وثُكامَةُ، كثُمامَةٍ: د.

  وثُكْمَةُ، كعُرْوَةَ: اسمٌ.

  * وممّا يُسْتدْركُ عليه:

  الثُّكْمَةُ، بالضمِ: مَحَجَّةُ الطَّريقِ، والجَمْعُ ثُكَمٌ كصُرَدٍ.

  وثَكَمَ له الأَمْرَ ثَكْماً: بَيَّنَه وأَوْضَحَه حتى تبيَّنَ كأَنَّه مَحَجَّةٌ ظاهِرَةٌ.

  وثَكَمَ ثَكْماً: رَكِبَ وَسط الطَّريقِ.

  [ثلم]: ثَلَمَ الإناءَ والسَّيْفَ ونَحْوَهُ، كضَرَبَ وفَرِحَ، يَثْلِمُهُ ويَثْلِمُهُ ثَلْماً، وثَلَّمَهُ بالتَّشْديدِ، فانْثَلَمَ وتَثَلَّمَ، أَي كَسَرَ حَرْفَهُ فانْكَسَرَ.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: في الإناءِ ثَلْم إذا انْكَسَرَ مِن شَفَتِه شيءٌ.

  والثُّلْمَةُ، بالضمِ: فُرْجَةُ المَكْسورِ والمَهْدومِ، وهو المَوْضِعُ الذي قد انْثَلَم، والجَمْعُ ثُلَمٌ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٨٠ برواية «كالثغام المحول» والمثبت كرواية اللسان.

(٢) وفي المقاييس ١/ ٣٨٣ معظمه وواضحه.

(٣) اللسان «وعبارته: النَّقيل اللَّاحِبِ».