تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كفهر]:

صفحة 456 - الجزء 7

  وكَفَّرَه تَكْفيراً: نَسَبَه إِلى الكُفْر.

  وكَفَرَ الجَهْلُ على عِلْم فُلانٍ: غَطّاه.

  والكافِرُ من الخَيْل: الأَدْهَمُ، على التَّشبيه.

  وفي حَديث عبد المَلِك: كَتَب إِلَى الحَجّاج «مَنْ أَقَرَّ بالكُفْر فخَلِّ سَبيلَه» أَي بكُفْر من خالَفَ بَني مَرْوَانَ وخَرَج عَلَيْهم.

  وقولُهُم «أَكْفَرُ من حِمَار» تقدّم في: ح م ر، وهو مَثَلٌ.

  وكافِرٌ: نَهْرٌ بالجَزيرة. وبه فُسِّر قولُ المُتَلَمِّس. وقال ابنُ بَرّيّ: الكافِرُ: المَطَر، وأَنشد:

  وحَدَّثَهَا الرُّوَّادُ أَنْ ليس بَيْنَها ... وبَيْنَ قُرَى نَجْرَانَ والشّامِ كافِرُ

  أَي مَطرٌ، والمُكَفَّرُ، كمُعَظَّم: الْمِحْسَانُ الَّذي لا تُشْكَر نِعْمَتُه.

  والكَفْرُ، بالفَتْح: التُّرَابُ، عن اللّحْيَانيّ، لأَنّه يَستُر ما تَحْتَهُ. ورَمَادٌ مكْفُورٌ: مُلْبَسٌ تُراباً، أَي سَفَتْ عليه الرِّياحُ التُّرَابَ حتّى وَارَتْه وغَطَّتْه، قال:

  هلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلَى ذي القُورْ ... قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

  مُكْتَئبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ

  وكَفَرَ الرَّجُلُ مَتاعَه: أَوْعاهُ في وعَاءٍ.

  والكافِرُ: الذي كَفَرَ دِرْعَه بثَوْبٍ، أَي غَطَّاهُ.

  والمُتَكَفِّر: الدَّاخلُ في سِلَاحه. وتَكَفَّرَ البَعيرُ بحِبَاله، إِذا وَقَعَتْ في قَوَائمه. وفي الحَدِيث: «المُؤْمِنُ مُكَفَّر»، أَي مُرَزَّأٌ في نَفْسِه وَمَالِه لِتُكَفَّرَ خَطاياه.

  والكافُور: اسمُ كِنَانَةِ النّبيّ ، تَشْبِيهاً بِغِلاف الطَّلْع وأَكمامِ الفَوَاكِه، لأَنَّهَا تَستُرها، وهي فيها كالسِّهامِ في الكِنَانَة.

  وكَفْر لَاب⁣(⁣١): بَلَدٌ بالشَّامِ قَرِيبٌ من السّاحِلِ عند قَيْسَارِيَّةَ، بناه هِشَامُ⁣(⁣٢) بنُ عبدِ المَلِك. وكَفْرُ لَحْم: ناحِيَةٌ شامِيَّة.

  وقولُ العَرَب: كَفْرٌ على كَفْرٍ، أَي بَعْضٌ على بَعْض.

  وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَنْ يَعْصِيَه. وفي التهذيب: إِذا أَلجأْتَ مُطِيعَك إِلى أَن يَعْصِيَكَ فقد أَكْفَرْتَه. وفيه أَيضاً: وكَلِمَةٌ يَلْهَجُون بها لمن يُؤْمَر بأَمْر فيَعمل على غيرِ ما أُمِر به فيقولونَ له: مَكْفُورٌ بك يا فُلانُ، عَنَّيْتَ وآذَيْتَ. وقال الزمخْشَرِيّ: أَي عَملُك مَكْفُورٌ لا تُحْمَد عليه لإِفْسَادك له.

  ويقال: تَكَفَّرْ بثَوْبِك، أَي اشْتَمِلْ به. وطائِرٌ مُكَفَّر، كمُعَظَّمٍ: مُغَطًّى بالرِّيش.

  وحَفْصُ بن عُمَر الكَفْرُ، بالفَتْح، مشهورٌ ضَعِيف، والكَفْر لقَبُه، ويُقَال بالبَاءِ، وقد تقَدَّم. والصوابُ أَنّ باءَه بين البَاءِ والفاءِ، ومنهم من جعَله نِسْبتَه، والصَّوَاب أَنَّه لَقَب.

  والكَفِير، كأَمِيرٍ: مَوضعٌ في شِعْر أَبي عُبَادةَ.

  وكافُور الإِخْشِيدِيّ الّلابِيّ: أَمِيرُ مِصْر، معْرُوفٌ، وهُو الذي هجَاه المُتَنَبِّي.

  والشَّيْخُ الزَّاهِد أَبو الحَسَنِ عليّ الكُفُورِيّ، دَفِين المَحلّة، أَحد مشايخنا في الطريقة الأَحْمديّة، منسوب إِلى الكُفُور، بالضَّمّ، وهي ثَلَاثُ قُرًى قرِيبَة من البَعْض، أَخذ عنه القُطْبُ محمّد بنُ شُعَيْب الحِجَازيّ.

  وشْيخُ مشايِخنا العلامّة يُونُس بنُ أَحمد الكَفْراوِيّ الأَزْهَريّ نزيل دِمَشْق الشام، إِلى إحدى كُفُور مصر، أَخذ عن الشَّبْراملْسيّ والبَابِلِيّ والمزاحيّ والقلْيُوبِيّ والشوبَرِيّ والأُجْهُوريّ واللَّقانيّ وغيرهم، وحَدَّث عنه الإِمَامُ أَبو عبْدِ الله محمّد بنُ أَحْمَد بنِ سعِيد المَكِّيّ، وشيخنا المُعمَّر المُسنِد أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ عُمَر الحَنَفِيّ الدِّمشْقِيّ، وغيرهم.

  [كفهر]: المُكْفَهِرُّ، كمُطْمَئِنٍّ: السَّحابُ الغَلِيظُ الأَسْوَدُ الراكِبُ بعْضُهُ على بَعْض، والمُكْرهِفُّ مثلُه، وكُلُّ مُتَرَاكِب مُكْفَهِرٌّ. والمُكْفَهِرُّ من الوُجُوهِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ الغَلِيظُ الجِلْدِ الَّذِي لا يَسْتحِي⁣(⁣٣) من شَيْءٍ، أَو المُكْفَهِرُّ الوجْه هُو الضّارِب لَوْنُه إِلى الغُبْرَةِ مَع غِلظٍ، قال الرّاجِز:


(١) عن معجم البلدان وبالأصل «كفر لابى».

(٢) عن معجم البلدان وبالأصل «هاشم».

(٣) القاموس: لا يستحيى.