تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رجج]:

صفحة 381 - الجزء 3

  رِتَاجُ الصَّلَا مَكْنُوزَةُ الحَاذِ يَسْتَوِي ... على مِثْلِ خَلْقَاءِ⁣(⁣١) الصَّفاةِ شَلِيلُها

  ومما يستدرك عليه:

  راتِجٌ ككاتبٍ، جاءَ ذِكْرُه في الحديث وهو أُطُمٌ مِن آطامِ المَدِينةِ كَثِيرُ الذِّكْرِ في المَغَازِي.

  ومن المجاز: في كلامِه رَتَجٌ، أَي تَعْتَعَةٌ⁣(⁣٢).

  [رجج]: الرَّجُّ التَّحْرِيكُ رَجَّه يَرُجُّه رَجّاً، قال الله تعالى: {إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا}⁣(⁣٣) مَعْنَى رُجَّتْ: حُرِّكَتْ حَرَكَةً شَدِيدَةً زُلْرِلَتْ، وفي حديث عليٍّ، ¥ «وأَمَّا شَيطانُ الرَّدْهَةِ فقد كُفِيتُه بِصَعْقَة سَمِعْتُ لها وَجْبَةَ قَلْبِه، ورَجَّةَ صَدْرِه».

  وفي حديث ابنِ الزُّبير «جَاءَ فَرَجَّ البَابَ رَجّاً شديداً» أَي زَعْزَعَه وحَرَّكَه.

  وقيل لابْنَةِ الخُسِّ⁣(⁣٤): بمَ تَعرِفينَ لِقاحَ نَاقَتِك، قالت: أَرَى العَيْنَ هَاجَ، والسَّنَامَ رَاجَ، وتَمْشِي وتَفَاجّ، وقال ابنُ دُريد: «وَأَرَاهَا تَفَاجُّ ولا تَبُولُ» مكان قوله: «وتَمْشِي وتَفَاجّ» قالت هَاجَ فذَكَّرَت العَيْنَ حَمْلاً لها على الطَّرْفِ أَو العُضْوِ، وقد يَجوزُ أَنْ تكون احْتملتْ ذلك للسَّجْعِ.

  والرَّجُّ: التَّحَرُّكُ الشديد والاهْتِزازُ، فهو مُتعدٍّ ولازمٌ.

  والرَّجُّ: الحَبْسُ. والرَّجُ: بِنَاءُ البَابِ.

  والرَّجْرَجَةُ بالفتح: الاضْطِرَابُ كالارْتِجَاجِ والتَّرَجْرُجِ، يقال ارْتَجَّ البحرُ وغيرُه: اضْطَربَ.

  وفي التّهذيب: الارْتِجَاجُ مُطاوعةُ الرَّجِّ، وفي الحديث «مَنْ رَكِبَ البَحْرَ حِين يَرْتَجُّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ»، يعني إِذا اضْطرَبَتْ أَمواجُه⁣(⁣٥)، ورُويَ «أَرْتَجَ مِن الإِرْتَاجِ: الإِغْلاقِ، فإِن كان محفوظاً فمعناه أَغلقَ [عَنْ]⁣(⁣٦) أَن يَرْكَبَ، وذلك عند كَثرةِ أَمواجه.

  وفي حديثِ النَّفْخِ في الصور «فَتَرْتَجُّ الأَرْضُ بأَهْلِهَا» أَي تَضْطرِب.

  والرَّجْرَجَةُ: الإِعْيَاءُ والضَّعْفُ.

  والرِّجْرِجُ والرِّجْرِجَةُ بكسرتين فيهما: بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ، الكَدِرَةُ المُختَلِطَةُ بالطِّين، كذا في الصّحاح، وقال هِمْيَانُ بن قُحافةَ:

  فأَسْأَرَتْ فِي الحَوْضِ حِضْجاً حَاضِجَا ... قَدْ عَادَ من أَنْفَاسِها رَجَارِجَا

  وفي حديثِ ابن مَسعودٍ «لا تَقوم السَّاعَةُ إِلّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، كرِجْرِجَة الماءِ الخَبِيثِ الذي لا يُطْعَم»⁣(⁣٧) قال أَبو عبيد: الحَدِيثُ يُرْوَى: «كرِجْرَاجَة» والمعروف في الكلام رِجْرِجَة.

  والرِّجْرِجَةُ: الجَمَاعَةُ الكَثِيرَةُ في الحَرْبِ.

  والرِّجْرِجَةُ: الماءُ الذي خَالَطَه اللُّعَابُ.

  والرِّجْرِجُ أَيضاً: اللُّعَابُ.

  وإِن فلاناً كثيرُ الرِّجْرِجَةِ، أَي البُزَاق، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ بَقرةً أَكلَ السَّبُعُ وَلَدَها:

  كَادَ اللُّعَاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها ... ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْهَا خَنَاطِيلُ

  وهذا البيتُ أَوردَه الجوهريُّ شاهداً على قوله: والرِّجْرِجُ أَيضاً نَبْتٌ، وأَنشده، ومعنى يَسْحَطُهَا: يَذْبَحُهَا ويَقْتُلها، أَي لمَّا رأَت الذئْبَ أَكلَ وَلَدَها غَصَّت بما لا يُغَصُّ⁣(⁣٨) بمثله، لشدَّةِ حُزْنها، والخَنَاطِيلُ: القِطَعُ المُتفرِّقَةُ، أَي لا تُسِيغُ أَكْلَ الحَوْذَانِ واللُّعَاعِ مع نُعُومَتِه.

  والرِّجْرِجَةُ من الناسِ: مَن لَا عَقْلَ له، ومن لا خيْرَ فيه.

  وفي النّهاية: الرِّجْرِجَةُ: شِرَارُ النَّاسِ وفي حديث الحسن⁣(⁣٩) «أَنه ذَكَرَ يَزيدَ بنَ المُهَلَّبِ فَقَالَ: نَصَبَ قَصَباً،


(١) عن اللسان، وبالأصل «خلفاءْ».

(٢) في التهذيب: تتعتع.

(٣) سورة الواقعة الآية ٤.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الخس، بالضم، ابن حابس، رجل من إياد، ا هـ قاموس».

(٥) وهو افتعل من الرج وهو الحركة الشديدة.

(٦) زيادة عن النهاية.

(٧) في اللسان: «التي لا تَطْعِم» وبهامش: «قوله التي لا تطعم، من أطعم أي لا طعم لها. وقوله الذي لا يطعم هو يفتعل من الطعم، كيطرد من الطرد، أي لا يكون لها طعم. أفاده في النهاية».

(٨) عن اللسان، وبالأصل: عضت بما لا يعض بمثله».

(٩) أي لما خرج يزيد ونصب رايات سود، وقال: أدعوكم إلى سنة عمر بن عبد العزيز (عن هامش اللسان).