تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فسق]:

صفحة 402 - الجزء 13

  وأَفرقَ الرَّجُلُ: صارَت غَنَمُه فرِيقَةً، نَقَلَه ابنُ خالَوَيْهِ.

  وجَمَلٌ أَفْرَقُ: ذُو سَنامَيْنِ.

  ونُوقٌ مَفارِيقُ، أَي: فَوارِق.

  وطَرِيقٌ أَفْرَقُ: بَيِّنٌ.

  وضَمَّ تفارِيقَ مَتاعه، أَي: ما تَفرَّقَ.

  ويُقالُ: سَبِيلٌ أَفرقُ، كأَنه الفَرَق.

  وبانَتْ في قَذالِه فُروقٌ من الشَّيْبِ، أَي: أَوضاحٌ منه.

  والفَارُوق: لَقَبُ جَبَلَةَ بنِ أَساف بن كَلْبٍ، كذا في الأَنْسابِ لأَبِي عُبَيدٍ.

  ومَيَّافارِقِين. سيأْتي في «م ي ي».

  [فرنق]: الفُرانِق، كَعُلابِط أَوردَهُ الجَوْهَرِيُّ في التي قَبْلها على أَنَّ النونَ زائِدةٌ، وخالَفَه الجُمهورُ، فأَفردُوه في ترجمة مُستَقِلَّة، فقالَ قَومٌ: هو الأَسَدُ، وقِيلَ: هو البَرِيدُ الذي يُنْذِرُ قُدَّامَه فارسيٌّ مُعَرَّب بَرْوانَكْ⁣(⁣١) كما في العُباب، وهذا نَصُّه، وأَنْشَدَ لامْرئِ القَيْسِ:

  وإِنِّي أَذِينٌ إِنْ رَجَعْتُ مُملَّكاً ... بسَيْرٍ تَرَى منه الفُرانِقَ أَزْوَرا⁣(⁣٢)

  وقِيلَ: الفُرانِقُ: الذي يَدُلُّ صاحِبَ البَرِيد على الطَّرِيقِ، ورُبَّما سَمَّوْا دَلِيلَ الجيشِ فُرانِقاً.

  ونقلَ شَيخُنا عن ابن الجَوالِيقي أَنّ قولَهم: فُرانِك غَلَطٌ.

  قلتُ: ونَصّ ابنُ الجَوالِيقيِّ في المُعَرَّبِ، قالَ ابنُ دُرَيد ¦: فُرانِقُ البَرِيد: فَرْوانه، وهو فارسيٌّ معرَّب، وهو سَبُعٌ يَصِيحُ بين يَدَي الأَسَد، كأَنه يُنذِرُ الناسَ به ويُقالُ: إِنه شَبِيهٌ بابنِ آوَى، يقالُ له: فُرانِقُ الأَسَد. قال أَبو حاتمٍ: يُقال: إِنه الوَعْوَعُ، ومنه فُرانِقُ البَرِيدِ.

  وقال ابنُ عبّادٍ: الفُرْنُق، كَقُنْفُذ: الرَّدِيءُ. يُقال: إِنَّ عريفَنا فُرنُق.

  قالَ: وتَفَرْنَق البَعِيرُ، أَي: فَسَد. وإِنه لمُتَفَرْنِق، وكَذا شاةٌ قد تَفرْنَقَت، أَي: فَسَدت.

  وتَفَرْنَقَت أُذُنُه أَي: شَخَصَت كُلُّ ذلك في المُحِيطِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [فزرق]: الفَزْرَقةُ، بتقديم الزاي: السُّرْعة، كالزَّرْفَقة، نقلَه صاحبُ اللِّسان، وأَهملَه الجَماعةُ.

  [فستق]: الفُسْتُق أَهمله الجوهَرِيُّ، وهو كقُنْفُذ على المَشْهُور.

  ومثل جُنْدَب، م. وهكذا رَواه الدِّينَوَرِيُّ في قولِ أَبي نُخَيْلةَ الآتِي ذِكْرُه. وقالَ: الرِّوايةُ هكذا بفَتْح التاءِ، قال الصاغانيُّ: وهو أَوْفَق⁣(⁣٣)؛ لأَنه مُعَرَّب بِسْتَه⁣(⁣٤) بكَسْر الباءِ الفارسِيّة وفَتْح التّاءِ.

  وقال الأَزْهَرِيُّ: الفُسْتُقَة فارِسيَّةٌ مُعَرَّبةٌ: وهي ثَمَرةُ شَجَرة مَعْروفة. قالَ أَبو حَنِيفةَ: لم يَبلُغْنِي أَنه يَنْبُت بأَرْضِ العَرَبِ، وقد ذَكَرَه أَبو نُخَيْلَةَ السَّعْدِيُّ، فقالَ ووصَفَ امرأَةً:

  دَسْتِيَّة لم تَأْكلِ المُرقَّقَا ... ولم تَذُق من البُقول الفُستُقَا

  سَمِع به فَظَّنه من البُقُول. قُلتُ: وتَمحَّلَ بَعضُهم، فقال: إِنَّما هو من النُّقُول⁣(⁣٥) بالنُّون، قال الصاغانِيُّ: ولكنْ الرِّوايةُ بالباءِ لا غيرُ، وهو نَافِع للكَبِدِ وفَمِ المَعِدَة والمَغَص والنَّكْهَةِ.

  وفُسْتُقَانُ، بالضَّمّ: ة بمَرْو.

  وفُسْتُقَة: لَقَب مُحدِّثٍ.

  [فسق]: الفِسْق، بالكَسْر: التَّرْكُ لأَمْرِ الله ø والعِصْيانُ والخُروجُ عن طَرِيق الحَقِّ سبحانهُ، قالَه اللَّيْثُ.

  أَو هو الفُجُورُ، كالفُسُوقِ بالضَّمِّ. وقِيلَ: هو المَيْلُ إِلى المَعْصِيةِ.

  قال الأَصْبهانيُّ: الفِسْق أَعمُّ من الكُفر، والفِسْقُ يَقَعْ بالقَلِيلِ من الذُّنُوبِ وبالكَثِيرِ، ولكِن تُعورِفَ فِيما كانَ بكَثِيره.

  وأَكثرُ ما يُقالُ الفَاسِقُ لِمَنْ الْتَزَم حُكمَ الشَّرع وأَقَرَّ بِهِ ثُم أَخلَّ بجَمِيعِ أَحكامِه، أَو ببَعْضِها. وإِذا قِيلَ للكَافِر


(١) في اللسان: «بَرْدوانَهْ» وانظر ما سينقله الشارح عن ابن الجواليقي.

(٢) ديوانه والصحاح واللسان.

(٣) ضبطت بالقلم في التكملة بفتح الفاء أيضاً.

(٤) كذا بالأصل واللسان والتكملة وفي التهذيب ٩/ ٣٩٢ مُشْتَةً.

(٥) النقول بالنون جمع نقل، وهو ما ينتقل به على الشراب والفستق من ذلك ومثله الجوز واللوز ..