تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سنبل]:

صفحة 361 - الجزء 14

  وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: طائِرٌ بالهنْدِ لا يَحْتَرِقُ بالنارِ⁣(⁣١)، ويقالُ فيه أَيْضاً السَّبَنْدَلُ بالباءِ عن كراعٍ، ويقالُ إِنَّه إِذا هَرِمَ وانْقَطَعَ نَسْلُه أَلْقَى نَفْسَه في الجَمْرِ فيَعُودُ إِلى شَبَابِه.

  [سنبل]: السَّنْبُلَةُ: بالضمِ، واحِدَةُ سَنابِلِ الزَّرْعِ وسُنْبُلاته، قالَ اللهُ تعالَى: {سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}⁣(⁣٢) وقال تعالى: {وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ}⁣(⁣٣).

  وقد سَنْبَلَ الزَّرْعُ، وهي لُغَةُ بنِي تَمِيمٍ، ولُغَةُ الحجازِ أَسْبَلَ كما تقدَّمَ.

  والسُّنْبُلَةُ: بُرْجٌ في السَّماءِ وهو سادِسُ البُرُوجِ وثالِثُ البُرُوجِ الصَّيْفِيَّةِ.

  وسُنْبُلَةُ بِنْتُ ماعِصٍ بنِ قَيْسِ الزرقية بايَعَتْ.

  وأُمُّ سُنْبُلَةَ المالِكِيَّةُ، كما في العُبَابِ، وفي معجمِ ابنِ فَهْدٍ: الأَسْلَمِيَّة صَحَابَيَّتانِ، وقد جَاءَ ذِكْرُ الأَخِيْرة في حدِيثِ عائِشَةَ رضي الله عنهنَّ: «أَهْدَت أُمُّ سُنْبُلَة لرَسُولِ الله ».

  وسُنْبُلَةُ: بِئْرٌ بمكةَ حَفَرَها بَنُو جُمَحٍ وبَنُو عامِرٍ وفيها يقُولُ قائِلُهُم:

  نَحْنُ حَفَرْنا للحَجِيجِ سُنْبُلَة⁣(⁣٤)

  وقالَ نَصْرُ في كتابِهِ: بِئْرٌ بمكةَ حَفَرَها بَنُو جُمَحٍ وهم بَنُو خَلَف بنِ وهبٍ، وجَاءَ هذا في شعر جرم لا أَدْرِي هي أَو غيرُها.

  وفي حدِيثِ سَلْمَان رَضِيَ الله تعالَى عنه: أَنَّه رُئي بالكُوفَة على حمارٍ عَرَبيٍّ وعَلَيه قَمِيصٌ سُنْبُلانِيٌّ

  بالضمِ، قالَ شَمِرٌ: أَي سابِغُ الطُّولِ الذي قد أُسْبِلَ هكذا رَوَاه عن عبدِ الوَهَابِ الغَنَويّ.

  قالَ: أَو هو مَنْسوبٌ إِلى بَلَدٍ بالرومٍ. وقالَ غيرُه: سَنْبَلَ الرَّجُلُ ثوبَهُ: إِذا أَسْبَلَه وجَرَّهُ من خَلْفِهِ أَو أَمامِهِ.

  وقالَ خالِدُ بنُ جَنْبه: سَنْبَلَ ثَوْبَه إِذا جَرَّله ذَنَباً من خَلْفِهِ فتلْكَ السَّنْبَلَةُ، وقالَ أَخُوه: ما طَالَ من خَلْفِهِ وأَمامِهِ فقد سَنْبَلَه، فهذا القَميصُ السُّنْبُلانيُّ.

  وسُنْبُلانُ وسُنْبُلُ بضمِّها: بَلَدانِ بالرومِ بَيْنهما عِشْرونَ فَرْسَخاً، وفي العُبَابِ: مقْدارُ عِشْرين فَرْسَخاً.

  وسُنْبُلُ بنُ عليِّ الشَّامِيِّ مُحدِّثٌ وهو شيْخٌ لمحمدِ بنِ المسَيِّبِ الأَرْغيانيُّ، قالَ الحافِظُ وضَبطَه ابنُ طاهِرٍ بفتحِ السِّيْن.

  وقالَ الفرَّاءُ: السَّنْبَلَةُ بالفتحِ، العِضَاةُ، والنُّونُ زائِدَةٌ مِثْلها في سُنْبُلِ الطَّعامِ.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: كُلُّهم ذَكَرُوه في السِّيْن والنُّونِ حَمَلاً علَى ظاهِرِ لَفْظِه.

  والسُّنْبُلُ. كقُنْفُذٍ نَباتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ ويُسَمَّى سُنْبُلَ العَصافيرِ والرَّيْحان الهِنْدِيّ، أَجْوَدُهُ السُّورِيُّ ما جُلِبَ من سورا بَلْدَةٌ بالعِرَاقِ، وأَضْعَفُه الهِنْدِيُّ، مُفَتِّحٌ مُحَلِّلٌ للرِّياحِ، مُقَوٍّ للدِّماغِ والكَبِدِ والطِحّالِ والكُلَى والأَمْعاءِ مُدِرٌّ للبَوْلِ، وله خاصِّيَّةٌ عَجِيبَةٌ في حَبْسِ النَّزْفِ المُفْرِطِ من الرَّحِمِ، والسُّنْبُلُ الروِميُّ بالنارِدِينُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  سُنْبُلُ الهِنْدِيُّ التاجِرُ مَوْلى العز السلامي حَدَّثَ عن ابنِ النجارِيِّ⁣(⁣٥).

  وابنُ سنْبَل بالكَسْرِ، ويقالُ بالصادِ أَيْضاً رجُلٌ بصريٌّ أَحْرَقَ جارِيَة بن قُدَامَة، وهو من أَصْحابِ عليٍّ رَضِيَ الله تعالَى عنه خَمْسِين رَجُلاً من أَهْلِ البَصْرَة في دَارِهِ.

  والسنبلاوين قَرْيَةَ بمِصْرَ.

  وسَنْبَلُ: كجَعْفَرٍ مدينةٌ عظيمةٌ بالهِنْدِ، منها الشيْخُ العارِفُ زَكَرِيا العثْمانيُّ السَنْبَليُّ أَحَدُ مشايخِ النُقْشَبَنْدِيَّةِ، تُوفي بمكَّةِ سَنَة أَلْفٍ.

  وسنبلان مَحَلَّةٌ كبيرةً بأَصْبَهَان، منها أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ سَعِيد بنِ جَرِيرٍ المُحدِّثُ.


(١) على هامش القاموس: «ويعمل من ريشه مناشف، إذا اتّسخت تنظف بالنار، قال في لسان العرب: أبو سعيد السمندل طائر إذا انقطع نسله وهرم ألقى نفسه في الجمر فيعود إلى شبابه، وقال غيره: هو دابة تدخل النار فلا تحرقه، قال وسرفوت كزنبور، دويبة كسام أبرص، فتولد في كيران الزجاجين ما دامت النار توقد، فهي حية، فإذا طفئت النار ماتت، وهي نظير السمندل يعيش في النار ويبيض (قرافي)».

(٢) البقرة الآية ٢٦١.

(٣) يوسف الآية ٤٣.

(٤) اللسان ومعجم البلدان «سنبلة»، وبعده فيه:

صوبَ سحابٍ ذو الجلال أنزله

(٥) في التبصير ٢/ ٧٧٤ روى عن الفخر بن البخاريّ.