تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضمك]:

صفحة 608 - الجزء 13

  فغَيْثٌ أَنْتَ للضُّرَكاءِ مِنَّا ... بسَيْبِك حين تُنْجِدُ أَوْ تَغُورُ⁣(⁣١)

  وقال أَيْضاً:

  إِذ لا تَبِضُّ إلى التَّرا ... ئِكِ والضَّرائِكِ كَفُّ جازِرْ⁣(⁣٢)

  وقد ضَرُكَ ككَرُمَ في الكلِّ ضَرَاكَةً. وضُرَاكٌ: كغُرَابٍ من أَسْماءِ الأَسَد وهو الغَلِيظُ الشَّديدُ عَصَبِ الخَلْقِ⁣(⁣٣) في جِسْم، والفِعْلُ ضَرُكَ ككَرُمَ ضَرَاكَةً. والضَّيْراك من جنسِ سَمَك البَحْر كما في العُبَابِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الضَّرِيكُ: الهَزِيلُ وأَيْضاً الجائِعُ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الضَّريكُ: الضَّريبُ.

  [ضكك]: ضَكَّهُ الأَمْرُ يَضُكُّه ضَكّاً ضاقَ عليه وكَرَبه.

  وضَكَّ الشيءَ يَضُكُّه ضَكّاً غَمَزَه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٤): ضَغَطَه ضَغْطاً شديداً كضَكْضَكَهُ. وفي الصَّحَاحِ: الضَّكْضَكَةُ مَشْيٌ في سُرْعَةٍ وقِيلَ: هو سُرْعَةُ المَشْي.

  والضَّكْضَاكُ من الرّجالِ القَصيرُ المُكْتَنِزُ الغَليظُ الجِسمِ كالضُّكاضِكِ بالضم وهي بهاءٍ وقيلَ: امْرَأَةٌ ضَكْضَاكَةٌ مُكْتَنزةُ اللَّحْم صُلْبَة. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: تَضَكْضَكَ انْبَسَطَ وابْتَهَجَ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الضَّكُّ: الضِّيْقُ. وفي النَّوادِرِ: ضُكْضِكَتِ الأَرْضُ بمطَرٍ وفُضْفِضَتْ ورُقْرِقَتْ ومُصْمِصَتْ⁣(⁣٥) إذا غَسَلَها المطرُ.

  [ضمك]: اضْماكَّ النَّبْتُ اضْمِيكاكاً رَويَ واخْضَرَّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبي زَيْدٍ قالَ: وقال الكِسَائيّ: اضْمَاكَّتِ⁣(⁣٦) الأرْضُ واضْبَاكَّتْ أَيْضاً خَرَجَ نَبْتُها وقالَ غيرُه: اضْماكَّ الرجُلُ انْتَفَخَ غَضَباً نَقَلَه الصّاغانيُّ. وقال أبو حَنِيْفة: اضْماكَّ السَّحابُ لم يُشَكَّ في مَطَرِهِ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  المُضْمَئِكُّ: الزِّرْعُ الأَخْضَر كالمُضْبَئِكِّ عن كراعٍ.

  [ضنك]: الضَّنْكُ الضِّيقُ في - وفي المُحْكَمِ من - كلِّ شيءٍ للذَّكَرِ والأُنْثَى. ومَعِيشةٌ ضَنْكٌ ضَيِّقةٌ. وكلُّ عيشٍ من غيْرِ حلٍّ ضَنْكٌ وإنْ كان موسعاً. وقَوْلُه تعَالَى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}⁣(⁣٧)؛ أي غَيْر حَلالٍ؛ قال أَبو إسْحَق: الضَّنْكُ أَصْله في اللغةِ الضِّيْقُ والشِّدَّةُ. ومعْنَاه، واللهُ أَعْلَم، أَنَّ هذه المَعِيشة الضَّنْك في نارِ جَهنَّم، قالَ: وأَكْثر ما جاءَ في التَّفْسِير أَنَّه عذابُ القبرِ؛ وقال قَتادةُ: أَي جهنَّم، وقالَ الضَّحَّاكُ: الكَسْبُ الحَرَامُ. وقَدْ ضَنَكَ ككَرُمَ ضَنْكاً وضَناكَةً وضُنوكَةً بالضمِ ضاقَ. قال ابنُ دُرَيْدٍ: مكانٌ ضَنْكٌ بَيِّن الضَّنكِ والضُّنَاكةِ إذا كانَ ضَيِّقاً. وعَيْشٌ ضَنْكٌ بَيِّن الضُّنُوكَةِ والضَّنَاكةِ. وضَنُكَ فُلانٌ ضَنَاكَةً فهو ضَنيكٌ ضَعُفَ في رَأيِهِ وجِسْمِهِ ونَفْسِهِ وعَقْلِهِ. وقال أبو زَيْدٍ: يُقال للضَّعيفِ في بَدَنِه ورَأْيِه: ضَنِيْكٌ. والضُّنَاكُ: كغُرابٍ الزُّكامُ كالضُّنْكَةِ بالضم وقد ضُنِكَ كعُنِيَ فهو مَضْنُوكٌ إذا زُكِمَ واللهُ أَضْنَكَه وأَزْكَمه وفي الحدِيثِ⁣(⁣٨): أَنّه عَطَسَ عنده رجل فشَمَّته، ثم عَطَسَ فأَرَاد أَنْ يُشَمِّته، فقالَ: دَعْه فإنَّه مَضْنُوك أي مَزْكُوم؛ قال ابنُ الأَثِير: والقِياسُ أَنْ يُقالَ مُضْنَك ومُزْكَم، ولكنَّه جاءَ على أُضْنِك وأُزْكِمَ. والضُّنْأَكُ كجُنْدَبٍ بفتحِ الدالِ وجَنْدَلٍ الأُولى عن اللحْيَانيِّ: الصُّلْبُ المَعْصوبُ اللَّحمِ من الرِّجالِ وهي ضُنْأكَةٌ قد أغفل هنا عن اصْطِلاحِه فَلْيُتَنبَّهْ لذلك. والضُّنْأكُ كجُنْدَبٍ فقط الناقةُ العَظيمةُ المُوَثَّقَة الخَلْق. والضِّنَاكُ: ككِتابٍ المُوَثَّقُ الخَلْقِ الشَّديدُ للذَّكَرِ والأُنْثَى يكونُ ذلك في الناسِ والإِبِلِ، وكذلك من النَّخْلِ والشَّجرِ. والضِّنَاكُ: الثقيلَةُ العَجُزِ الضَّخْمة من النِّسَاء.

  وقالَ اللّيْثُ: هي التَّارَّة المُكْتَنزة اللّحْم أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  وقَدْ أُناغي الرَّشأَ المُحَبَّبَا ... خَوْداً ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقَبا⁣(⁣٩)

  أَرَاد أنَّها لا تَسِير مَعَ الرِّجالِ. وقالَ العَجَّاجُ يَصِفُ جارِيةً:


(١) اللسان والصحاح.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) في القاموس «الحلق» بالحاء المهملة والمثبت يوافق اللسان والتكملة.

(٤) انظر الجمهرة ١/ ١٠٥ و ١/ ١٥٧ وقد وردت فيها الروايتان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «زاد في اللسان: ومضمضت بضادين معجمتين».

(٦) وردت اللفظة والتي قبلها وفي السحاب أيضاً في الصحاح واللسان مهموزة.

(٧) سورة طه الآية ١٢٤.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي الحديث الخ كذا بخطه، وعبارة اللسان كالنهاية: أنه عطس عنده رجل فشمّته رجل ثم عطس فشمّته ثم عطس فأراد الخ».

(٩) اللسان.