تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خفد]:

صفحة 436 - الجزء 4

  والخَضَدُ: وَجَعٌ يُصيبُ الإِنسانَ في الأَعْضاءِ، لا يَبْلُغُ أَن يكونَ كَسْراً، قال الكُمَيْتُ:

  حتَّى غَدَا ورُضابُ الماءِ يَتْبَعُهُ

  طَيَّان لا سَأَمٌ فيه ولا خَضَدُ

  كالخَضَادِ، بالفتحِ، نقله الصاغانيّ.

  والخَضَدُ: كُلُّ ما قُطِعَ من عُودٍ رَطْبٍ، قال الشاعر:

  أَوْ جَرْتُ جَفْرَته خِرْصاً فمالَ بِه

  كما انْثَنَى خَضَدٌ من ناعِمِ الضَّالِ⁣(⁣١)

  أَو الخَضَدُ: اسمٌ لما تَكَسَّرَ من شَجَرٍ ونُجِّيَ عنه، كاليَخْضْودِ، وفي اللسان: الخَضَد: ما تكَسَّرَ وتَرَاكَمَ من البَرْدِيّ وسائِرِ العِيدانِ الرَّطْبَة، قال النّابغة:

  فيه رُكَامٌ من اليَنْبُوتِ والخَضَدِ⁣(⁣٢)

  والخَضَدُ: نَبْتٌ أَو هُوَ شَجَرٌ رِخْوٌ بلا شَوْك.

  والخَضَدُ: التَّوَهُّنُ والضَّعْفُ في النَّبَات.

  والخَضِد كَكَتِفٍ: العاجِزُ عن النُّهُوضِ من خَضَدٍ في بدنِه، وهو التكسُّرُ والتَّوَجُّع مع الكسلِ، كالمَخْضُود.

  ومن المجاز: في حديث مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّدٍ «أَنه قال لِعَمْرِو بن العاص:⁣(⁣٣) إِنّ ابنَ عَمِّكَ هذا لَمخضَدٌ»، كمِنْبَرٍ، من الخَضْد، أي الشَّدِيدُ الأَكْل، يأْكل بجفاءٍ وسُرْعة.

  والخَضَاد، كسَحَاب من شجر الجَنْبَةِ، وهو مثْلُ النَّصِيّ، ولوَرقِه حُرُوفٌ كحُروفِ الحَلْفَاءِ.

  والأَخْضَدُ: المُتَثَنِّي، كالمُتخَضِّد، مأْخُوذٌ من خَضَد الغُصْنَ، إِذا ثَنَاه.

  وأَخْضَدَ المُهْرُ - بالضّمّ، الصَّغِيرُ من الخَيْل -: جاذَبَ المِرْوَدَ، - بالكسر، حَديدَةٌ تَدُورُ في اللِّجام نَشَاطاً ومَرَحاً، أَي خِفَّة. واخْتَضَدَ البَعِيرَ: أَخذَه من الإِبل، وهو صَعْبٌ لم يُذَلَّلْ ف خَطَمَه لِيَذِلَّ وَرَكِبَهُ، حكاها اللِّحْيَانيُّ.

  وقال الفارسيُّ: إِنما هو اختَضَر.

  ويقال: انْخَضَدَت الثِّمَارُ الرَّطبةُ، إِذا حُمِلَت من موضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ ف تَشَدَّخَتْ، كتَخضَّدَت.

  ومنه قولُ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، حين ذَكَر الكوفَة، وثِمَارَ أَهْلِهَا، فقال: «تأْتِيهم ثِمارُهم لم تُخْضَدْ»⁣(⁣٤) أَراد أَنها تأْتيهم بطرَاءَتِها لم يُصِبْها ذُبولٌ ولا انعصَارَ، لأنها تُحْمَل في الأَنهار الجاريَة فتُؤَدِّيها إِليهم.

  * ومما يستدرك عليه:

  سِدْرٌ خَضيدٌ ومُخَضَّد. وبَعيرٌ خَضَّاد. وخَضَد الفَرَسُ يَخْضِد، مثل قَضِمَ⁣(⁣٥) وهي خَضُودٌ. ومن المجاز: خَضَدُ السَّفَرِ، وهو التّعب والإِعياءُ الّذي يَحصُل للإِنسان منه.

  ورَجل مَخْضُودٌ: مُنْقَطِعُ الحُجَّةِ، كأَنّه مُنكسرٌ.

  [خفد]: خَفَدَ؟، كنَصَر وفَرِحَ، يَخْفد خَفَداً محرّكة وخَفْداً بفتح فسكون وخَفَدَاناً محرّكَةً: أَسْرَعَ في مَشْيه⁣(⁣٦) كحفَدَ، بالمهملة، وقد تقدَّم.

  والخَفَيْدَدُ والخَفَيْفَدُ: السَّرِيعُ، مَثَّلَ بهما سيبويْه صِفَتَيْنِ، وفسَّرهما السّيرافيُّ.

  والخَفَيْدَدُ: الظَّلِيمُ الخَفِيفُ، وقيل: هو الطويلُ الساقَيْن، وإِنما سُمِّيَ به لسُرْعته. وفيه لُغَةٌ أُخْرَى: خَفَيْفَدٌ، وهو ثلاثيٌّ من خفد، أُلْحِق بالرباعيّ ج: خَفادِدُ، قال اللَّيْث: إِذا جاءَ اسمٌ على بناءِ فَعالِلَ مِمّا آخِرُه حَرفانِ مِثْلانِ، فإِنهم يَمُدُّونه نحو⁣(⁣٧) خَفيْدَد وخفَادِيد، وقد جاءَ في جمع خَفَيْدد خَفَيْدَدَاتٌ أَيضاً.

  والخَفَيْدَدُ اسمُ فَرَس أَبي الأَسْوَدِ، وفي بعضِ الأُمهات: الأَسود بْنِ حُمُرانَ بن عَمْرٍو.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله جفرته خرصاً، الذي في اللسان: حفرته حرصا، فليحرر» وفي الصحاح كاللسان أيضاً.

(٢) مرّ في مادة حصد، وصدره:

يمده كل واد مترعٍ لجبٍ

(٣) الأصل واللسان وفي الأساس: رأى معاوية مسلمة بن عبد الملك بن مروان يأكل، فقال لعمرو بن العاص ...».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: قوله لم تخضد هو بالبناء للمفعول وقيل صوابه لم تخضد بفتح التاء على أن الفعل لها يقال: خضدت الثمرة تخضد إِذا غبَّت أياماً فضمرت وانزوت (كذا في اللسان).

(٥) اللسان: مثل خضم.

(٦) في القاموس: في مشيته.

(٧) في اللسان: نحو قردد وقراديد وخفيدد وخفاديد.