تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جلح]:

صفحة 26 - الجزء 4

  [جلح]: جَلَحَ المالُ الشّجَرَ، كمَنَع يَجْلَحُه جَلْحاً، وجلَّحَه تَجْليحاً: أَكَلَه. وقيل: أَكَل أَعْلاه وقيل: رَعَى أَعاليَه وقَشَرَه.

  والمجْلُوحُ: المَأَكولُ رَأَسُه.

  والجالِحَةُ والجَوالحُ: ما تَطاير من رُؤوسِ النَّبات والقَصبِ والبَرْدِيّ في الرّيح شِبْه القُطْنِ، وكذلك ما أَشْبَهها من نَسْجِ العَنْكَبوت.

  ويقال: جالَحني فُلانٌ وجلَّحني⁣(⁣١). المُجالَحة: المُشارَّة، مثل المُكالَحة. والمُجالَحة: المُجاهرةُ بالأَمْرِ، عن الأَصمعيّ، والمُكاشفَةُ بالعداوَةِ والمُكابَرة.

  ومنه المُجالحُ: المُكابِرُ. وقد سُمِّيَ بذلك الأَسَدُ.

  والمُجالِحُ: النّاقةُ التي تَدُرّ في الشِّتاءِ. وقيل: هي التي تَقْضِم عِيدانَ الشَّجرِ اليابسِ في الشِّتاءِ إِذا أَقْحَطَت السَّنَةُ وتَسْمَن عليها فيبقَى لَبنُها؛ عن ابن الأَعرابيّ. والمَجاليحُ: جَمْعُها. وقيل: المَجالِيحُ من النَّخْلِ والإِبل: اللَّواتِي لا يُبالين قُحُوطَ المَطرِ، وقال أَبو حنيفةَ: أَنشد أَبو عَمرٍو:

  غُلْبٌ مجالِيحُ عندَ المحْلِ كُفْأَتُها

  أَشْطَانُها في عِذاب البَحْرِ تَسْتَبِقُ

  الواحدة مِجْلاحٌ ومُجالِحٌ.

  وسنة مُجَلِّحةٌ: مُجْدِبةٌ.

  والمجالِيح: السِّنونَ الّتي تَذْهَب بالمالِ.

  والمِجْلاحُ، بالكسرِ: النّاقةُ الجَلْدَةُ على السَّنَةِ الشَّديدةِ في بَقاءِ لبَنِها، وكذلك المُجلِّحةُ.

  والجَلَحُ، محرّكةً: انْحِسارُ الشَّعَرِ عن جَانِبَيِ الرَّأَسِ.

  وقيل: ذَهَابُه عن مُقَدَّم الرَّأَس. وقيل: إِذا زادَ قليلاً على النَّزَعةِ. جَلِحَ كفَرِحَ جَلَحاً، والنَّعْتُ أَجْلَحُ وجَلْحاءُ واسمُ ذلك المَوضعِ جَلَحَةٌ. قال أَبو عُبيدٍ: إِذا انْحسرَ الشَّعرُ عن جانِبيِ الجَبْهَةِ فهو أَنْزَعُ، فإِذا زادَ قليلاً فهو أَجْلَحُ، فإِذا بلَغَ النِّصْفَ ونَحْوَه فهو أَجْلَى، ثم هو أَجْلهُ. وجمعُ الأَجْلَح جُلْحانٌ⁣(⁣٢). وفي التّهذيب: الجَلْحاءُ من الشَّاءِ والبَقَرِ: بمنزِلةِ الجَمّاءِ التي لا قَرْنَ لها. وفي المحكم: وعَنْزٌ جَلْحَاءُ: جَمّاءُ، على التّشبيه. وعَمَّ بعضُهم به نَوْعَيِ الغَنمِ، فقال: شَاةٌ جَلْحاءُ كجَمّاءَ، وكذلك هي من البَقَر.

  والمُجَلِّح كمُحدِّث: الأَكولُ. وفي الصّحاح: الرّجُلُ الكثيرُ الأَكلِ.

  والمُجلَّحُ كمُحمَّدٍ: المأكولُ الّذي ذَهبَ فلم يَبْق منه شيْءٌ قال ابن مُقْبِل يَصِف القَحْطَ:

  أَلمْ تَعْلَمِي أَنْ لا يَذُمَّ فُجاءَتِي

  دَخِيلِي إِذا اغْبَرَّ العِضَاهُ المُجلَّحُ⁣(⁣٣)

  أَي الذي أُكِلَ حتى لم يُتْرَك منه، وكذلك كَلأ مُجلَّحٌ.

  والأَجْلَحُ: هَوْدَجٌ مالَه رأَسٌ مُرتفِعٌ، حَكاه ابنُ جِنّي عن ابن كُلْثوم. قال: وقال الأصمعيّ. هو الهَوْدَج المُربَّع، وأَنشد لأَبي ذُؤَيب:

  إِلّا تَكُنْ ظُعُنا تُبْنَى هَوَادِجُها

  فإِنَّهنّ حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ

  قال ابن جِنّي: أَجْلاحٌ: جمع أَجْلَحَ، ومثلُه أَعْزَلُ وأَعْزَالٌ، وأَفْعلُ وأَفْعالٌ قليلٌ جدّاً. وقال الأَزهريّ: هَوْدَجٌ أَجْلَحُ: لا رأس له. و في حديث أَبي أَيُّوب: «منْ باتَ على سَطْحٍ أَجْلَحَ فلا ذمَّةَ له».

  وهو سَطْحٌ ليس له قَرْنٌ.

  قال ابنُ الأَثير: يُريد الّذي لم يُحَجَّزْ بجِدارٍ ولا شيْءٍ يَمنعُ من السُّقوطِ.

  وبقَرٌ جُلَّحٌ كسُكَّرٍ: بلا قُرونٍ. هكذا في سائر النُّسخ التي بأَيدينا. وهو خَطأٌ والصواب،: وبَقَرٌ جُلْحٌ⁣(⁣٤)، بضمّ فسكون. في الصّحاح: قال الكِسائيّ: أَنشدني ابن أَبي طَرَفَةَ:

  فسَكَّنْتُهمْ بالقَوْلِ حتّى كأَنَّهم

  بواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَرَاتِعُ

  وفي اللّسان: «فَسكَّنْتُهم بالمالِ». ونُسِب الشِّعرُ


(١) في الأساس: وجلّح عليّ: كاشفني بالعداوة.

(٢) في التهذيب واللسان: جُلْح وجُلْحان.

(٣) قال ابن بري في شرح هذا البيت: دخيله دخلله وخاصته، وقوله: فجاءتي: يريد وقت فجاءتي، واغبرار العضاه: إِنما يكون من الجدب. وأراد بقوله أن لا يذم: أنه لا يذم، فحذف الضمير على حد قوله ø «أفلا يرون لا يرجع إِليهم قولا» تقديره: أنه لا يرجع. (عن اللسان).

(٤) ومثلها في التهذيب واللسان، وفي الصحاح: بتشديد اللام كالأصل.