تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وفه]:

صفحة 116 - الجزء 19

  وقد وَرِهَتْ تَوْرَهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للفِنْدِ يَصِفُ طَعْنَة:

  كجَيْبِ الدِّفْنِسِ الوَرْها ... ءِ رِيعَتْ وهْيَ تَسْتَفْلِي⁣(⁣١)

  ويُرْوى لامرئِ القَيْسِ بنِ عابِسٍ.

  وفي حدِيثِ الأَحْنَفٍ: «قالَ له الحُبابُ: والله إنَّك لضَئِيلٌ وإنَّ أُمَّك لوَرْهاءُ».

  ومِن المجازِ: وَرِهَتِ الرِّيحُ وَرهاً: كَثُرَ هُبوبُها فهي وَرْهاءُ.

  ووَرِهَ، كَوَرِثَ: كَثُرَ شَحْمُ المرأَةِ فهي وَرِهَةٌ؛ وقد وَرِهَتْ تَرِهُ؛ عن ابنِ بُزُرْج.

  ومِن المجازِ: سَحابَةٌ وَرِهَةٌ ووَرْهاءُ: كَثيرَةُ المَطَرِ؛ قالَ الهُذَليُّ:

  أنشأ في العيقة يرمي له ... جُوفُ رَبابٍ ورِهٍ مُثْقَلِ⁣(⁣٢)

  ودارٌ وارِهَةٌ: واسِعَةٌ.

  ومِن المجازِ: رِيحٌ وَرْهاءُ: في هُبوبِها حُمْقٌ وعَجْرفَةٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وتَوَرَّهَ في عَمَلهِ: إذا لم يكنْ له فيه حِذْقٌ.

  والوَرْهاءُ: فَرَسُ⁣(⁣٣) قَتادَةَ بن الكِنْدِي، ولها يقولُ مالِكُ ابنُ خالِدِ بنِ الشَّرِيد في يوم برج:

  وأَفْلتنا قَتادَةَ يَوْمَ برج ... على الوَرْهاءِ يَطْعنُ في العِنانِ

  كذا في كتابِ ابنِ الكَلْبي.

  والوَرَهْرَهَةُ: الحَمْقاءُ؛ عن أبي عَمْرٍو.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه: كَثِيبٌ أَوْرَهُ: لا يَتمالَكُ.

  ورِمالٌ وُرَّهٌ: وهي التي لا تَتَماسَكُ؛ قالَ رُؤْبَة:

  عنها وأَثْباج الرِّمالِ الوُرَّهِ⁣(⁣٤)

  والوَرَهْرَهَةُ⁣(⁣٥): الهالِكُ.

  [وفه]: الوافِهُ: قَيِّمُ البِيعَةِ التي فيها صَلِيبُهم، بلُغَةِ أَهْلِ الجَزيرَةِ⁣(⁣٦)؛ كذا بخطِّ أَبي سَهْلٍ في نسخةِ الصِّحاحِ، ومِثْلُه في التَّهْذيبِ، وبخطِّ أَبي زكريَّا: بلُغَةِ أَهْلِ الحِيرَةِ.

  كالواهِفِ: ووَظِيفَتُه الوِفاهَةُ، بالكسْرِ؛ ورُتْبَتُه الوَفْهِيَّةُ، بالفَتْحِ؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ بالضَّمِّ⁣(⁣٧)؛ والحَكَمُ محرّكةً.

  وفي كتابِهِ لأهْلِ نَجْرانَ: «لا يُحَرَّكُ راهبٌ عن رَهْبانيتِهِ، ولا يُغَيَّرُ وافِهٌ عن وَفْهِيَّتِه، ولا قِسِّيسٌ عن قِسّيسِيَّتِه». وقد وَفَهَ كوَضَعَ.

  [وقه]: الواقِهُ، بالقافِ مثْلُ الوافِهِ بالفاءِ، هكذا جاءَ

  في رِوايَةِ عَمْرو بنِ دِينارٍ في كتابِ أَهْلِ نَجْرانَ: «ولا واقِهٌ عن وَقاهِيَتِه»، شَهِدَ أَبو سُفْيان بنُ حَرْبٍ والأقْرَعُ بنُ حابِسٍ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: والصَّوابُ: وافِهٌ عن وَفْهِيَّتِه.

  وهكذا ضَبَطَه ابنُ بُزُرْج بالفاءِ.

  ورَواهُ ابنُ الأعرابيِّ: واهِفٌ، وكأَنَّه مَقْلوبٌ.

  كالوُقاهِ، كغُرابٍ.

  والوَقاهِيَةُ: القِيامُ⁣(⁣٨) بها.

  والوَقْهُ: الطَّاعَةُ، مَقْلوبٌ مِن الْقاهِ؛ كذا في الصِّحاحِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الصَّوابُ عنْدِي أَنَّ الْقاهَ مَقْلوبٌ من الوَقْهِ بدَلِيلِ قَوْلِهم: وَقِهْتُ واسْتَيْقَهْتُ، ومثْلُه الوَجْهُ والجاهُ في القَلْبِ.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٦ في شعر المتنخل الهذلي، والبيت في التكملة، وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٣) في القاموس: فرسٌ بالرفع منونة، وسقط تنوينها للإضافة.

(٤) اللسان.

(٥) في اللسان والتهذيب: والهَوَرْوَرَةُ.

(٦) في الصحاح المطبوع: «أهل الحيرة» وفي اللسان: «الجزيرة».

(٧) وهو الوارد في الصحاح والمطبوع.

(٨) في القاموس: قِيَامُهُ بها.