[هلجب]:
  شُمَيْل، ومنه الحديثُ(١) «لأَنْ يَمتلئَ ما بينَ عانَتِي وهُلْبَتِي».
  وفي نوادر الأَعْرَاب: اهتلبَ السَّيْفَ من غِمْدِه [وأَعتقَه](٢) وامْتَرَقَه [واخْتَرطَه](٢). إذا استلَّه.
  [هلجب]: الهِلْجَابُ بالكسر أَهمله الجوهَرِيّ، وقال الأَزهريُّ: هي القِدْرُ العَظِيمةُ الضَّخْمَةُ(٣) وكذلك العَيْلَمُ.
  كذا في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَة.
  [هلقب]: * هلقب. نقل الأَزْهَرِيُّ عن أَبي عَمْرٍو: جُوعٌ، هُنْبُعٌ، وهِنْبَاغٌ(٤). وهِلَّقْبٌ، وهِلَّقْس، أَي: شديدٌ.
  وهذِه المادّةُ أَغفلها المؤلّف كغيره، وهي في التهذيب(٥) ونقلها في الِّلسَان.
  [هنب]: الهُنَّباءُ، بالضَّمّ هذا الضَّبط مع قوله كجُلَّنارٍ مُسْتَدْرَكٌ، وفيه إِطناب، ووزنه به، مع الإِجماع على زيادة همزته، غيرُ مناسب. ووَهِمَ الجَوْهرِيّ في تَخفيفِه؛ لِأَنَّه قال: الهَنَبُ، بالتّحريك، مصدرُ قولِك: امرأَةٌ هَنْباءُ، أَي: بَلْهاءُ بَيِّنةُ الهَنَبِ؛ قال الشّاعر:
  مجْنُونَةٌ هَنْبَاءُ بِنْتُ مَجْنُونْ
  وإيّاه يعني بقوله في الشِّعْرِ. رَوَى الأَزهريّ عن أَبي خَليفةَ أَن محمَّدَ بْن سَلَّامٍ أَنشده للّنابغة الجَعْدِيّ:
  وَشَرُّ حَشْوِ خِبَاءٍ أَنْتَ مُولِجُهُ ... مَجْنُونَةٌ هُنَّباءٌ بِنْتُ مَجْنُونِ
  وهي: البَلْهَاءُ الوَرُهاءُ. قال الصّاغانيُّ: فعلى ما ذَهَبَ إِليه الجَوْهَريُّ تكون القافِيةُ مُقيَّدَةً، ووَزْنُ البيتِ: مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعُولانْ، وإِنّمَا هو تصحيفٌ [والقافية مطلقة](٦) والبيتُ من البَسيط ثم ذكر البيتَ. قال: وآخِرُهُ:
  تَسْتَخْنِثُ الوَطْبَ لم تُنْقَضْ مَريرَتُه ... وتَقْضَمُ الحَبَّ صِرْفاً غَيْرَ مَطْحونِ
  ووجدتُ بخطِّ أَبي زَكَرِيّا عندَ قولِ الجَوْهَرِيّ هذا، قلتُ: وقال غيره: الهُنَبَى، مضمومُ الهاءِ مفتوحُ النُّون، مقصورٌ: المرأَةُ المجنونة، قال الشاعر:
  وَشرُّ حَشْوِ خِباءٍ أَنْتَ مُولِجُه ... مَجْنُونَةٌ هُنَبَى بِنْتٌ لِمَجْنونِ
  انتهى. قال الأَزهريّ: ويُرْوَى: هبتاءُ، من الهَبْتَة، وهي الغَفْلة(٧). وقال بعدَ إِنشاد البيت: وهُنَّبَاءُ على فُعَّلاءَ، بتشديد العين والمَدّ قال: ولا أَعرِف في كلام العرب له نظيراً. قال: والهُنَّبَاءُ: الأَحْمَقُ، كالهُنَّبَى، بالقَصْرِ في الكُلّ، أَي: مع تشديد النّون، الأَخيرُ نقله الصّاغَانيُّ.
  والمِهْنَبُ، كمِنْبَرٍ: الفائقُ الحُمْقِ، رواه الأَزهريّ عن ابْنِ الأَعرابيّ. قال: وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ هِنْباً.
  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: امْرَأَةٌ هَنَبَاءُ وَهَنَبَى، بالتَّحْرِيكِ فيهما.
  هذا النَّقْلُ عنهُ، غيرُ صَوابٍ فإِنّ الّذي نقله عنه ابنُ منظور وغيرُه: امْرَأَةٌ هُنَّبَاءُ وهُنّبَى، يُمَدّ ويُقْصَرُ وأَيضاً على الفرض، فإِن التَّحْرِيك في كلام ابنِ دُريْدٍ، راجعٌ للثّاني، لا لهما، كما توهَّمَه، وأَشار لذا شيخُنا، فكلامُ المصنَّف يحتاج إِلى التَّحْرير، بعدَ تصحيح النَّقْل.
  وهِنْبٌ، بالكَسْرِ: اسْمُ رَجُلٍ وهو أَبو قبيلةِ، وهو هِنْبُ بْنُ أَفْصَى ابْنُ دُعْمِيّ بْنِ جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ. وهو أَخو عَبْدِ القَيْسِ. وأَبو عَمْرٍو وقاسِطِ(٨)، قاله ابنُ قُتَيْبَةَ. ولا عجَبَ في تفسير المصنِّف كما توَهَّمه شيخُنا.
  وقبيلةٌ أُخرى تُعْرَفُ بهِنْبِ بْنِ القَيْنِ بْنِ أَهْوَدَ بْنِ بَهْرَاءَ بْنِ عَمرِو بْنِ الحافي بْنِ قُضاعَةَ، ذكره الصّاغانيُّ.
  وهِنُبٌ: مُخَنَّثٌ، نَفَاهُ النَّبِيُّ، ﷺ، والّذي جاءَ في الحديثِ «أَنَّ النَّبِيَّ، ﷺ، نَفَى مُخَنَّثَيْنِ، أَحدُهما هِيتٌ، والآخرُ ماتِعُ»، إِنّمَا هو هِنْبٌ، فصحَّفه أصحاب الحديث قال الأَزهريُّ: رواه الشّافعيُّ وغيرُه: هيتٌ، قال: وأَظُنُّه صواباً.
(١) في التهذيب: وروى شمر عن بعضهم أنه قال: ... ومثله في التكملة.
وبهامشه هو العوف بن مالك الاشجعي.
(٢) زيادة عن اللسان.
(٣) في التهذيب: الضخمة من القدور.
(٤) عن التهذيب ٦/ ٤٩٧ وفي الأصل: «هنبع وهنباع».
(٥) لم ترد في التهذيب، إنما ورد فيه: هِلّقْتٌ انظر ٦/ ٤٩٨.
(٦) زيادة عن التكملة.
(٧) لم يرد هذا القول في التهذيب.
(٨) كذا وفي جمهرة ابن حزم: ولد أفصى بن دعمي: هنب وعبد القيس وناشم وجُشم.