تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زغرف]:

صفحة 251 - الجزء 12

  بمَنْزِلَة زَعَانِفِ الأَدِيمِ، وهي نَواحِيهِ حيثُ تُشَدُّ فيه الأَوْتَادُ إذا مُدَّ في الدِّباغ.

  والزَّعَانِفُ: مَا تَحَرَّكَ، هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ: ما تَخَرَّقَ مِن أَسَافِلِ القَمِيصِ، كما هو نَصُّ النَّوَادِرِ لابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وقد تقدَّم هذا قريباً، فهو تَكْرَار، فتَأَمَّلْ.

  وزَعْنَفَ العْرُوسَ: زَيَّنَهَا، كزَهْنَعَهَا، كما تقدَّم.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الزَّعَانِفُ: النِّسْوَةُ الخَسَائِسُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  طِيرِي⁣(⁣١) بِمِخْرَاقٍ أَشَمَّ كَأَنَّهُ ... سَلِيمُ رِمَاحٍ لَم تَنَلْهُ الزَّعَانِفُ

  قلتُ: وهذا قَولُ مُزَاحِمٍ العُقْيَلِيِّ، يقول: لم يَتَزَوَّج لَئِيمَةً قَطُّ، فَتَنالَهُ.

  وَقد تُجْمَعُ الزِّعْنِفَةُ - بمعنَى الجَمَاعَةِ المُتَفَرَّقَةِ مِن الناسِ - علَى: الزَّعَانِيفِ، ومنه قَوْلُ عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ: إِيَّاكُم وهذه الزَّعانِيفَ الَّذِينَ رَغِبُوا عَنِ النَّاسِ، وفَارَقُوا الْجَمَاعَةَ، قال الأَزْهَرِيُّ: والياءُ في زَعانِيفَ لِلْإِشْباعِ، وَأَكثرُ ما يَجِيءُ في الشِّعْرِ، كما في اللِّسَانِ، والعُبَابِ.

  [زغرف]: بَحْرٌ زَغْرَفٌ كجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ثَعْلَبٌ وَحْدَهُ: أي كَثِيرُ الْمَاءِ والجَمْعُ: زَغَارِفُ، وقال ابنُ سِيدَه: والمعروفُ إِنَّمَا هو الزَّغَارِبُ، بالبَاءِ، وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ لِمُزَاحِمٍ:

  كَصَعْدَةِ مُرَّانٍ جَرَى تَحْتَ ظِلِّهَا ... خَلِيجٌ أَمَدَّتْهُ الْبِحَارُ الزَّغَارِفُ

  وَلوْ أَبْدَلَتْ⁣(⁣٢) أُنْساً لأَعْصَمَ عَاقِلٍ ... بِرَأْسِ الشَّرَى قد طَرَّدَتْهُ المَخَاوِفُ

  ويُقَالُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَفي العُبَابِ: ورُوِيَ «الزَّعارِف» بالمُهْمَلَةِ، ورَوَى أَبو حاتمٍ: المَحَاذِفُ، وقال: لا أَعْرِفُ الزَّعَارِفَ، ولا الزَّغَارِفَ⁣(⁣٣).

  وَقال غيرُه: بَحْرٌ زَغْرَبٌ، بالباءِ والفاءِ. ومِثْلُه في الكلامِ: ضَبَرَ، وضَفَرَ: إذا وَثَبَ، والبُرْعُلُ، وَالفُرْعُلُ: وَلَدُ الضِّبُعِ، وقد تقدَّم الكلامُ عَلَيه في «زغرب» فرَاجِعْهُ.

  [زغف]: الزَّغْفُ، بالفَتْحِ: السَّحَابُ الذي قد هَرَاقَ مَاءَهُ، وهو مُجَلِّلُ السَّمَاءِ، نَقَلَهُ الصَاغَانِيُّ عن أَبي عَمْرٍو.

  والزَّغْفُ: الطَّعْنُ، كما في التَّكْمِلَةِ.

  والزَّغْفُ: أَنْ يَكْثُرَ مَاءُ البِئْرِ، وَقَد زَغَفَت البِئْرُ.

  والزَّعْفُ: الزِّيَادَةُ في الْحَدِيثِ بالْكَذِبِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عن الأَصْمَعِيِّ، فِعْلُهُنَّ كَمَنَعَ.

  والزَّغْفَةُ، بالفَتْحِ، وقد يُحَرَّكُ: الدِّرْعُ اللَّيِّنَةُ، وَقال الشَّيْبَانِيُّ: الْوِاسِعَةُ زَادَ ابنُ السِّكِّيتِ: الطَّوِيلَةُ، وزاد أَبو عُبَيْدَةَ: اللَّيِّنَةُ، وقال اللَّيْثُ: الْمُحْكَمَةُ، أَو هي الرَّقِيقَةُ، وَفي بعضِ الأُصُولِ: الدَّقِيقَةُ الْحَسَنَةُ السَّلاسِلِ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ، وأَنْكَرَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ تَفْسِيرَ الزَّغْفَةِ بالوَاسِعَةِ من الدُّرُوعِ، وقال: هي الصَّغِيرَةُ الحَلَق، يُقَال: دِرْعٌ زَغْفٌ، بالفَتْحِ، ودُرُوعٌ زَغْفٌ، بالفَتْحِ أَيْضاً، علَى لَفْظِ الوَاحِدِ، قال الشاعرُ، - وهو طَرِيفُ بن تَمِيمٍ الْعَنْبَرِيُّ -:

  تَحْتِي الْأَغْرُّ وفَوْقَ جِلْدِي نَثْرَةٌ ... زَغْف تَرُدُّ السَّيْفَ وهوَ مُثَلَّمُ

  وَقال غيرُه:

  وَمُفَاضَةٍ زَغْفٍ كأَنَّ قَتِيرَهَا ... حَدَقُ الأَسَاوِدِ لَوْنُهَا كالمِجْوَلِ

  وَقال آخَرُ:

  عليه مُفَاضَةٌ كالنِّهْيِ زَغْفٌ ... تَرُدُّ السَّيْفَ مَفْلُولَ الغِرَارِ

  قال ابنُ دُرَيْدٍ: وإِن جَمَعْتَ علَى أَزْغَاف، وزُغُوف، كان عَرَبِيًّا، إِن شاءَ الله تعالَى، وقال غيرهُ: ويُجْمَعْ أَيضاً على: زَغَفَ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، ومنه قَوْلُ الرَّبِيعِ بن أَبي الحُقَيْقِ:

  رُبَّ عَمٍّ لِيَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ ... حَسَنِ الْمِشْيَةِ في الدِّرْعِ الزَّغَفْ

  والزَّغَفُ، مُحَرَّكَةً: دِقَاقُ الْحَطَبِ.


(١) في التهذيب: «وطيري» فسرها أي أعلقي به.

(٢) في التهذيب: ولو بذلتْ.

(٣) في التهذيب والتكملة واللسان: وقال الأصمعي: لا أعرف الزغارف.