تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غنض]:

صفحة 116 - الجزء 10

  قَضَى الله يا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائلاً ... أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ

  وسَمِعَ الأَمْرَ فَأَغْمَضَ عَنْهُ، وعَلَيْهِ، يُكْنَى بِه عن الصَّبْرِ.

  ويُقَالُ: سَمِعْتُ مِنْهُ كَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْه وأَغْضَيْتُ، إِذا تَغَافَلْتَ عنه.

  وفي الأَسَاس: التَّغْمِيضُ عن الإِسَاءَةِ هو الإِغْضَاءُ والتَّغَافُلُ، وكَذلِك الاغْتِمَاضُ، وهُوَ مَجَازٌ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ:

  ومَنْ لَمْ يُغَمَّضْ عَيْنَهُ عن صَديقِهِ ... وعَنْ بَعْضِ ما فِيهِ يَمُتْ وهو عَاتِبُ

  والغَوَامِضُ: صِغَارُ الإِبلِ، وَاحِدُهَا غَامِضٌ.

  والمَغَامِضُ وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ، وهو أَشَدُّ غُؤُوراً، نقله الجَوْهَرِيّ، أَي من الغَمْضِ. وأَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشُّخُوصِ: إِذا لم تَظْهَرْ فيهَا لِتَغْيِيبِ الآلِ إِيَّاهَا وتَغَيُّبِها⁣(⁣١) في غُيُوبِهَا. وقال ذُو الرُّمَّة يَصفُ صَحْرَاءَ:

  إِذَا الشَّخْصُ فيها هَزَّهُ الآلُ أَغْمَضَتْ ... عَلَيْه كإِغْمَاضِ المُفَضِّي هُجُولُهَا

  أَي أَغْمَضَت هُجُولُهَا عَلَيْه، أَي يَدْخُل الشَّخْصُ في الهُجُول ولا يُرَى كما يُغْمِضُ الإِنْسَانُ على الشَّيْءِ.

  والهُجُولُ: جَمْع الهَجْل من الأَرْض، كما في اللِّسَان والعُبَاب.

  وفي اللسان⁣(⁣٢): أَغْمضَت المَفازَةُ عَلَيْهم: لم يَظْهَرُوا فِيهَا كَأَنَّمَا أَغْمَضَتْ عليهم أَجْفَانهَا، وهو مَجازٌ.

  وغَمَضَ الشَّيْءُ وغَمُضَ، من حَدِّ نَصَرَ وكَرُم، غُمُوضاً، فيهمَا، أَيْ خَفِيَ. وغَمَضَ الشَّيْءُ من حَدِّ نَصَرَ: صَغُرَ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وكُل مَا لَمْ يَتَّجِهْ عَلَيْكَ من الأُمُور فَقَد غَمَضَ عَلَيْك.

  ومُغْمِضَاتُ اللَّيْل: دَيَاجِيرُهَا⁣(⁣٣).

  وغَمُضَ الأَمْرُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ. قال اللِّحْيَانيّ: ولا يَكادُونَ يَقُولُون: فيه غُمُوضَةٌ.

  ويُقَال لِلرَّجلِ الجَيَّد الرَّأْيِ: قد أَغْمَضَ النَّظَرَ. وفي الأَساس: لمَنْ جاءَ برَأْيٍ سَدِيدٍ، وهو مَجازٌ. وفي المُحْكَم: أَغْمَضَ النَّظَرَ، إِذَا أَحْسَنَ النَّظَرَ، أَوْ جاءَ برَأْيٍ جَيِّدٍ. وقال ابنُ القَطّاع: أَغْمَضَ في النَّظَر: أَدَقَّ.

  ومَعْنًى غامِضٌ، أَي لَطِيفٌ.

  وما في هذَا الأَمْر غُمُوضَةٌ مثْل غَمِيضَةٍ، كما في اللّسَان⁣(⁣٤).

  والتَّغْمِيضُ: الرُّكُوبُ على العَمْيَاءِ. وقال مُنْتَجِعٌ لرَجُلٍ من أَهْل البادِيَةِ: أَيَسُرُّكَ كَذَا وكَذَا؟ قال: ويَكُون خَيْراً، قال: لا ولكنْ على المَغْمَضَةِ.

  [غنض]: * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  غَنَضَهُ غَنْضاً: جَهَدَهُ وشَقَّ عَلَيْه، هكَذَا أَوْرَدَه صَاحبُ اللّسَان، وقد أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ.

  [غيض]: غَاضَ الماءُ يَغِيضُ غَيْضاً ومَغَاضاً،: ومَغِيضاً: قَلَّ ونَقَصَ، أَو غارَ فذَهَبَ. وفي الصّحاح: قَلَّ فَنَصَبَ⁣(⁣٥).

  وفي حَديث سَطِيحٍ: «وغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ» أَي غَارَ مَاؤُهَا فذَهَبَ.

  وفي حَديث خُزيْمَةَ وذَكَرَ السَّنَةَ: «وغَاضَتْ لها الدِّرَّةُ» أَي نَقَصَ اللَّبَنُ، كانْغَاضَ، لُغَةٌ حِجَازيَّةٌ، قال رُؤْبَة:

  يَمُدُّه فَيْضٌ من الأَفْيَاضِ ... ليْسَ إِذا خُضْخِضَ بالمُنْغَاضِ

  وغَاضَ ثَمَنُ السِّلْعَةِ، أَي نَقَص، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  وغَاضَ المَاءَ وثَمَنَ السِّلْعَةِ يَغِيضُهما غَيْضاً، أَي نَقَصَهُمَا، إِشارة إِلى أَنَّه يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى. وقال الكِسَائيّ: غَاضَ ثَمَنُ السِّلْعَةِ وغِضْتُهُ أَنا، في باب فَعَلَ وفَعَلْتُهُ أَنا. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجِزِ وهُو من بَني عُكْلٍ:

  لا تَأْوِيَا للحَوْضِ أَنْ يَفِيضا ... أَنْ تَغْرِضَا خَيْرٌ من أَنْ تَغِيضَا

  يَقُولُ: أَنْ تَمْلَآهُ خَيْرٌ من أَن تَنْقُصَاهُ.


(١) في التهذيب: أو تغيبها.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي اللسان هكذا في النسخ، والصواب أن يقول: وفي الأساس».

(٣) اللسان: دياجير ظُلَمه.

(٤) زيد في اللسان: أي عيبٌ.

(٥) الصحاح: قلّ ونضب.