تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عرفز]:

صفحة 100 - الجزء 8

  [عرفز]: اعْرنْفَزَ الرَّجلُ: مات، ذكرَه ابن القَطَّاع، وقد أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ: وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: كَادَ يَمُوت قُرًّا، أَي مِنَ البَرْد، نقله ابن مَنْظُور والصاغانّي.

  [عركز]: * وممّا يسْتَدْرَك عليه:

  عُرْكُز، كهُدْهُد من الأَعْلَام، قالَه ابنُ دُرَيْد⁣(⁣١)، واستدركه الصاغانِيّ على الجوهريّ وأَهمَلَه صاحِبُ اللّسَان أَيضاً كغَيْرِه.

  [عزز]: عَزَّ الرَّجلُ يَعِزّ عِزًّا وعِزَّةً، بكَسْرِهما، وعَزَازَةً، بالفَتْح: صار عَزِيزاً، كتَعَزَّزَ، ومنه الحديث قال لعائشة: «هل تَدْرِين لمَ كانَ قَوْمُك رَفَعُوا بابَ الكَعْبَةِ، قالت: لا، قال: تَعَزُّزاً لا يدخُلُهَا إِلاَّ مَنْ أَرادُوا»، أَي تَكَبُّراً وتَشدُّداً على الناس، وجاءَ في بعض نُسَخ مُسْلِم: تَعَزُّراً، بالرّاءِ بعد الزّاي من التَّعْزِير وهو التَّوقِيرُ. وقال أَبو زَيْد: عَزَّ الرَّجل يَعِزّ عِزّاً وعِزَّةً، إِذ قَوِيَ بعد ذِلَّةٍ وصار عَزِيزاً. وأَعَزّه الله تعالى: جَعَلَه عَزِيزاً وعَزَّزَه تَعْزِيزاً كذلك، ويقَال: عَزَزْتُ القَوْمَ وأَعزَزْتُهم وعَزَّزْتُهُم قَوَّيتُهُم وشَدَّدْتُهُمْ وفي التَّنزِيل: فَعَزَّزْنا {بِثالِثٍ}⁣(⁣٢) أَي قَوَّيْنَا وشَدّدَنا» وقد قُرِئَت: فعَزَزْنَا بالتَّخفِيفِ كقولك: شَدَدنا. والعِزّ في الأَصْل القُوَّةُ والشِّدّة والغَلَبَة والرِّفعة والامْتِنَاعُ. وفي البَصَائِر: العِزَّةُ: حالةٌ مانِعَةٌ للإِنْسَان من أَن يُغْلَبَ، وهي يُمْدَح بها تَارَةً، ويُذَمّ بها تَارَةً، كعِزَّة الكُفَّار {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي} عِزَّةٍ {وَشِقاقٍ}⁣(⁣٣) ووَجْهُ ذلك أَنَّ العِزَّةُ لله ولِرسُولِه⁣(⁣٤)، وهي الدّائِمَة البَاقِيَة، وهي العِزّة الحَقِيقِيّة، والعِزّةُ التي هي للكُفّار هي التَّعَزُّز، وفي الحَقِيقَة ذُلّ لأَنّه تَشَبُّع بما لم يُعْطَه، وقد تُسْتَعَار العِزّة للحَمِيَّة والأَنَفَة المَذْمُومة، وذلِك في قَوْله تَعَالى: {وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ} الْعِزَّةُ {بِالْإِثْمِ}⁣(⁣٥).

  وعَزَّ الشّيْءُ يَعِزّ عِزًّا وعِزَّةً وعَزَازَة: قَلَّ فلا يَكَادُ يُوجَد، وهذا جامِعٌ لكَلّ شَيْء، فهو عَزِيزٌ قَلِيلٌ. وفي البَصَائِر: هو اعْتِبَار بما قِيل: كُلّ مَوْجُودٍ مَمْلُولَ وكُل مَفْقُودٍ مَطْلُوبٌ، ج عِزَازٌ، بالكَسْرِ، وأَعِزَّةٌ وأَعِزَّاءُ. قال الله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} أَعِزَّةٍ {عَلَى الْكافِرِينَ}⁣(⁣٦)، أَي جَانِبهُم غَلِيظٌ على الكَافِرِين، لَيّنٌ على المُؤْمِنِين، وقال الشاعر:

  بِيضُ الوُجُوهِ كَريمَةٌ أَحْسَابُهُم ... في كلِّ نائِبَةٍ عِزَازُ الآنُفِ⁣(⁣٧)

  ولا يُقال عُزَزَاءُ، كَراهِيَةَ التَّضْعِيف، وامْتِنَاع هذا مُطَّرِد في هذا النَّحْو المُضَاعَف. قال الأَزْهَرِيّ: يَتَذَلَّلُون للمُؤْمِنين وإِن كَانُوا في شَرَفِ الأَحْسَاب دُونَهُم.

  وعَزَّ المَاءُ يَعِزُّ، بالكَسْر، أَي سَالَ وكَذلك هَمَى وفَزَّ وفَضّ. وعَزّت القَرْحَةُ تَعِزّ، بالكَسْر، إِذا سَالَ مَا فِيهَا ويقال: عَزَّ عَلَيَّ أَن تَفْعَلَ كذا، وعَزّ عليّ ذلِك، أَي حَقَّ واشْتَدّ وشَقّ، وكذا قَولهم: عَزّ عَلَيَّ أَن أَسوءَك، أَي اشتَدّ، كما في الأَسَاس، يَعِزّ ويَعَزّ، كيَقِلّ ويَمَلّ، أَي بالكسر وبالفَتْح، يقال: عَزّ يَعَزُّ، بالفَتْح، إِذا اشْتَدَّ.

  وعَزَزْتُ عليه أَعِزّ، من حَدّ ضَرَب، أَي كَرُمْت عليه، نقله الجوهريّ.

  وأُعْزِزْتُ بما أَصابَكَ، بالضّمّ، أَي مَبْنِيًّا للمَجْهُول، أَي عَظُم عَلَيّ. ويقال: أَعزِزْ عَلَيَّ بذلك، أَي أَعْظِمْ، ومعناه عَظُمَ عَلَيّ، ومنه حَدِيث عَلِيّ ¥ لمَّا رَأَى طَلْحَةَ قَتِيلاً قال: «أَعزِزْ عَلَيَّ أَبا محمَّد أَنْ أَرَاك مُجَدَّلاً تحتَ نُجُومِ السَّمَاءِ».

  والعَزُوزُ، كصَبور: النّاقَةُ الضَّيِّقَةُ الإِحْلِيل لا تَدِرّ حتى تُحلَب بِجهْد، وكذلك الشَّاة، ج عُزُزٌ، بضمَّتَيْن، كصَبُور وصُبُر، ويقولون: ما العَزُوز كالفَتُوح، ولا الجَرُور كالمَتُوح، أَي لَيْسَت الضَّيِّقَة الإِحْلِيلِ كالواسِعَتِه، والبَعِيدةُ القَعْرِ كالقَرِيبَتِه، وقد عَزَّتْ تَعُزُّ، كمَدَّ يَمُدُّ، عُزُوزاً، كقُعُود، وعِزَازاً، بالكَسْر، وعَزُزَت، ككَرُمَت، قَال ابنَ الأَعْرَابِيّ: عَزُزَت، الشَّاةُ والنَّاقَةُ عُزُزاً شَدِيداً، بضَمَّتَيْن، إِذا ضاقَ خَلِفُهَا⁣(⁣٨) ولها لَبَنٌ كَثِيرٌ. قال الأَزهَرِيُّ: أَظهَر التَّضْعِيف في


(١) الجمهرة ٣/ ٣٣٨.

(٢) سورة يس الآية ١٤.

(٣) سورة ص الآية ٢.

(٤) في المفردات للراغب زيد: وللمؤمنين.

(٥) سورة البقرة الآية ٢٠٦.

(٦) سورة المائدة الآية ٥٤.

(٧) ويروى:

بيض الوجوه ألبّة ومعاقلُ.

(٨) التهذيب واللسان: إحليلها.