تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بهرمج]:

صفحة 302 - الجزء 3

  وفي اللسان، وشرح الحماسة عن ابن الأَعرابيّ: مَكَانٌ بَهْرَجٌ: غيرُ حِمًى، وقد بَهْرَجَه فَتَبَهْرَجَ.

  [بهرمج]: البَهْرَامَجُ، بالفَتْح: نَبْتٌ، وفي اللسان: هو الشَّجَرُ الذي يقالُ له الرَّنْفُ⁣(⁣١)، وهو من أَشجارِ الجِبال.

  وقال أَبو عُبَيْد، في بعض النسخ: لا أَعْرِف ما البَهرَامِجُ.

  وقال أَبو حنيفةَ: البَهْرامَجُ: فارسيّ وهو الرَّنَفُ، قال: وهو ضَرْبانِ: ضَرْبٌ منه أَحمَرُ مُشْرَبٌ لونُ شَعرِه حمرَةً ومنه أَخْضَرُ هَيَادِبِ النَّوْرِ، وكِلاهما طَيِّبُ الرّائِحَةِ وله خَواصُّ ومَنافعُ مُفَصَّلَةٌ في مَحالِّها.

  [بوج]: البَوْجُ والبَوَجانُ، محرّكةً: الإِعيَاءُ، قال ابن بُزُرْجٍ: وبَعِيرٌ بائِجٌ، إِذا أَعْيَا، وقد بُجْتُ أَنا: مَشَيْتُ حتى أَعْيَيْتُ، وأَنشد:

  قد كُنتَ حِيناً تَرتَجِي رِسْلَهَا ... فاطَّرَدَ الحَائِلُ والبائِجُ

  يعني المُخِفَّ والمُثْقِلَ.

  والبَوْجُ: تَكَشُّفُ البَرْقِ، كالتَّبَوُّجِ والتَّبْوِيجِ والابتِيَاجِ هكذا في النُّسخ، من باب الافتعال.

  والذي في اللّسَان وغيره: الانْبِيَاجُ من الانفعال، يقال: باج البَرْقُ يَبُوْجُ بَوجاً وبَوَجَاناً.

  وتَبَوَّجَ إِذا بَرَق ولمَعَ وتَكَشَّفَ.

  وانْباجَ البَرْقُ انْبِياجاً، إِذا تَكَشَّفَ، وفي الحديث: «ثُمّ هَبّت رِيحٌ سَودَاءُ فيها بَرْقٌ مُتَبَوِّجٌ» أَي مُتأَلِّقٌ برُعُودٍ وبُرُوقٍ.

  وتَبَوَّجَ البَرْقُ: تَفَرَّقَ في وَجْهِ السَّحابِ، وقيل: تَتَابَعَ لَمْعُه.

  والبَوْجُ: الصِّيَاحُ⁣(⁣٢).

  وبَوَّجَ: صَيَّحَ، ورَجلٌ بَوَّاجٌ: صَيَّاحٌ.

  والبَائِجَةُ: الدّاهِيَةُ، عن أَبي عُبَيدٍ، وهذا مَحلّ ذِكْرِهَا لا الهَمْز، وقد أَشرنَا هُنالك. قال أَبو ذؤيب:

  أَمْسَى وأَمسَينَ لا يَخْشَينَ بائِجَة ... إِلَّا ضَوارِيَ في أَعناقها القِدَدُ

  والجَمعُ البَوَائِجُ، وعن الأَصمَعِيّ: جاءَ فلانٌ بالبَائِجَةِ والفَلِيقَةِ، وهي من أَسماءِ الدّاهِيَة، يقال: باجَتْهُم البائِجَةُ تَبُوجُهم، أَي أَصابَتْهُم، وقد باجَتْ عليهم بَوْجاً، وانْبَاجَتْ بائِجَةٌ، أَي انْفَتَقَ فَتْقٌ مُنْكَرٌ وانْبَاجَتْ عليهم بوائِجُ مُنْكَرَةٌ، إِذا انْفَتَقَتْ⁣(⁣٣) عليهم دَوَاهٍ، قال الشّمّاخُ يرثي عمرَ بنَ الخطّابِ ¥:

  قَضَيْتَ أُموراً ثمَّ غادَرْتَ بَعدَها ... بَوَائِجَ في أَكْمَامِها لمْ تُفَتَّقِ⁣(⁣٤)

  والبائِجُ: عِرْقٌ في باطنِ الفَخِذِ، قال الرّاجز:

  إِذا وَجِعنَ أَبْهَراً أَو بائِجَا

  جمعُه البَوَائِجُ قال جَنْدلٌ:

  بالكاسِ والأَيْدِي دَمُ البَوائجِ

  يعني العُروق المُفتَّقة⁣(⁣٥).

  وقال ابن سِيده: البائِجُ: عِرْقٌ مُحيطٌ بالبَدَنِ كلِّهِ، سُمِّيَ بذلك لانتشاره وافْتِراقِه.

  وباجَةُ: د، بإِفْرِيقِيَّةَ بينها وبين القَيْرَوَانِ ثَلاثُ مَراحلَ منه أَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بن شريعةَ بن رِفَاعَةَ بنِ صَخْرِ بنِ سَماعةَ اللَّخْمِيّ، سكن إِشْبِيلِيَة، فَقِيهٌ مُحدِّث.

  والقاضي أَبُو الوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بنُ خَلَف بنِ سَعْدِ⁣(⁣٦) بنِ أَيُّوبَ: الإِمامُ المُصَنِّفُ، سمعَ بمكّةَ أَبا ذَرٍّ الهَرَوِيّ، وببغدادَ أَبا الطَّيِّبِ الطَّبَرِيّ، وأَلّفَ في الأُصولِ، وشرحَ المُوَطَّأَ، روى عنه ببغدادَ الخَطيبُ وغيرُه، قال شيخنا:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «الرنف بفتح أوله وتسكين ثانيه ويحرّك كما في القاموس».

(٢) وشاهده كما في التكملة:

يرمين أصوات الصدى البوّاج

(٣) اللسان والتكملة والصحاح، وفي التهذيب: تفتّحت.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قال الشماخ الخ تبع في ذلك اللسان، قال في التكملة: وليس للشماخ على هذا الروي شيء لكنه اتبع أبا تمام فإنه ذكره له في الحماسة. وقال أبو زياد (في التكملة: أبو رياش): إنه لمزرد أخي الشماخ وليس له، وقال أبو محمد الأعرابي: إنه لجزء أخي الشماخ وهو الصحيح ذكره المرزباني في ترجمته».

(٥) في التهذيب: «المتفتقة» واللسان فكالأصل.

(٦) في اللباب لابن الأثير: أسعد.