تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لطخ]:

صفحة 308 - الجزء 4

  أَي رَمِصَ.

  ولَخَّ فُلاناً: لَطَمَهُ. ولَخَّ في الجَبَل: اتَّبَعَه. ولَخَّ الخَبَرَ: تَخَبَّرَهُ واسْتَقْصَاه. ولَخَّ في الحَفْرِ: مالَ. ولَخَّ بالطِّيب: طَلَى به.

  ويقال فُلانٌ سَكْرَانُ مُلْتَخٌّ، أَي طافِحٌ مُختلِط لا يَفهم شيئاً، لاختِلَاط عَقْلِه، ولا تَقُلْ مُلْطَخٌّ⁣(⁣١)، لأنّه ليس بعربيّ، ونَسبه الجوهريّ إِلى العامّة.

  ويقال: الْتَخَّ عليهم الأَمرُ، أَي اخْتَلَطَ، ومنه أُخِذَ: سَكْرَانُ مَلَتخٌّ والْتَخَّ العُشْبُ: الْتَفَّ.

  وفي حديث معاويةَ قال: «أَيّ الناس أَفصحُ؟ فقال رجلٌ. قَومٌ ارْتَفَعوا عن لَخْلَخَانِيَّةِ العِراق».

  اللخْلَخَانِيَّة: العُجْمَة في المَنْطِقِ، قال أَبو عبيدةَ: وهو العَجْزُ عن إِرْداف الكلامِ بعْضِه ببعض، من قولهم لَخَّ في كلامه، إِذا جاءَ مُلتبِساً.

  ورَجُلٌ لَخْلَخَانيٌّ: غَيْرُ فَصِيحٍ وكذلك امرأَةٌ لَخْلَخَانِيّة، إِذا كانت لا تُفْصِحُ. وبه جَزَمَ الزّمَخْشَرِيّ وغيره. قالت البَعِيث:

  سَيَتْرُكُهَا إِنْ سَلَّم اللهُ جارَهَا

  بَنُو اللخْلَخَانِيَّاتِ وهْيَ رُتُوعُ

  وفي فقه اللُّغة للثعالبيّ أَنَّ ذلك يَعرِض في لُغَةِ أَعراب الشِّحر وعُمَانَ، كقولهم في ما شاءَ اللهُ: مَشَا الله، ونَاس يَنسْبونها للعِرَاق.

  ويقال امْرَأَةٌ لَخَّةٌ، إِذا كانَت قَذِرَة مُنْتَنِة⁣(⁣٢).

  ويقال وادٍ لاخٌّ، بتشديد الخاءِ ومُلْتَخّ. قال ابن الأَثير: أَثبَتَه ابن مُعين بالمعجمة وقال: مَن قال غير هذا فقد صَحَّف فإِنّه يُرْوَى بالمهمَلة أَي مُلتَفُّ المَضَايِقِ كثيرُ الشَّجَرِ مُؤتشِبٌ. ورُوِيَ عن ابن الأَعرابيّ أَنه قال: جَوفٌ لاخٌّ، أَي عَميقٌ، والجَوْف: الوادِي، ومعنَى قوله⁣(⁣٣) والوَادِي لَاخٌّ، أَي مُتضايِقٌ مُتَلَاخَّ⁣(⁣٤) لكثرةِ شجره وقِلَّة عِمَارَته. وقال الأَصمعيّ: وادٍ لاخٌّ ملتفٌّ بالشجر. وقال شَمِرٌ في كتابه: إِنما هو لاخٌ، بتَخْفِيف المُعْجَمة ذَهَبَ في أَخذه مِنَ الأَلْخَى، هكذا عندنا في النُّسخة بالأَلف المقصورة، والّذِي في الأُمّهَات من الإِلْخَاءِ، واللخواءِ للمُعْوَجِّ الفَمِ، وبالثلاثة المذكورة من الأَوجه رُويَ حَديثُ ابنِ عبّاسٍ ® في قِصَّة إِسماعِيلَ وأُمِّه هاجَرَ وإِسكانِ إِبراهِيم إِيّاه في الحَرَم، $ قال: «والوَادِي يَومَئذٍ لاخٌّ»، قال الأَزهريّ: والرِّوايَةُ لاخٌّ، بالتَّشديد.

  وأَصْلٌ لَخُوخٌ، كصَبورٍ: مَعْيُوبٌ، دَخَلَت اللَّخَّة فيه.

  ولَخْلَخَانُ: قَبِيلَةٌ، قيل: إِليهم نُسِبَت اللخْلَخَانيّة، أَو اسم ع، أَي موضع.

  واللخْلَخَةُ: طِيبٌ م، أَي معروف. وقد لَخْلَخَه، إِذا تَطيَّبَ به.

  * ومما يستدرك عليه:

  اللخَّة: الأَنْف. قال:

  حتّى إِذا قالَتْ له: إِيه إِيهْ

  وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنِّيهْ

  أَرادت: تُغنِّنُه، من الغُنّة. وعن الأَصمعيّ: نَظَرَ فُلانٌ نَظَرَ اللَّخْلَخانِيَّة، وهو نَظَرُ الأَعاجمِ.

  [لطخ]: لَطَخَهُ، كمَنَعَهُ، يَلْطَخُه لَطْخاً: لَوَّثَهُ فتَلَطَّخَ: تَلَوَّثَ.

  ولُصِخَ فلانٌ بِشَرٍّ، كعُنِيَ: رُمِي بِه، مُقتضاه أَنّه لا يُسْتعمل إِلّا مَبْنِيًّا للمجهول، وقَد استُعمل على بناءِ المعلوم أيضاً، ففي اللِّسان وغيره: لَطَخْت فُلاناً بِأَمرٍ قَبيحٍ: رَمَيْته به. وتَلَطَّخَ فُلانٌ بأَمرٍ قَبيحٍ تَدَنَّسَ به، وهو أَعمُّ من الطَّلْخ.

  وتَلَطَّخ بِشَرٍّ: فَعَلَهُ وفي حديث أَبي طَلْحَة «تَرَكَتْني حتّى تَلَطَّخْت» أَي تَنَجَّسْت وتَقذّرْت بالجِماع.

  وفي السَّمَاءِ لَطْخٌ من سَحَابٍ ونَحْوِهِ: قليلٌ مِنْه،


(١) الأصل والصحاح، وفي التهذيب واللسان: متلطخ.

(٢) وشاهده قول اللعين المنقري كما في التكملة:

ألست ابن سوداء المحاجر لخَّةٍ

لها علبة لخوى ووطب محزّمُ

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومعنى قوله، أي في الحديث الآتي: والوادي يومئذ لاخ، وكان الأولى ذكر هذه العبارة بعد ذكر الحديث كما في اللسان.».

(٤) في التهذيب: متلاحز.