تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أوق]:

صفحة 13 - الجزء 13

  رَوْضَةٌ أَنِيقٌ في مَعْنَى مَأْنُوقَة: أَي مَحْبُوبَة، وأَنِيقَةٌ بمَعْنَى مُؤْنِقَة.

  والأَنَقُ، محرّكَةً: حُسْنُ المَنْظَرِ وإِعْجابُه إِيّاكَ، وقِيلَ: هو اطِّرادُ الخُضْرَةِ في عَيْنَيكَ⁣(⁣١)؛ لأَنَّها تُعْجِبُ رائِيَها.

  وتَأَنَّقَ فُلانٌ في الرَّوْضَةِ: إِذا وَقَعَ فِيها مُعْجَباً بها.

  وتَأَنَّقَ فِيها: تَتَبَّعَ مَحاسِنَها، وأُعْجِبَ بِها، وتَمَتَّعَ بها، وبه فُسِّرَ حدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ ¥: «إِذَا وَقَعْتُ في آلِ حم وَقَعْتُ في رَوْضاتٍ أَتَأَنَّقُهُنَّ» وفي التّهْذِيبِ: «فِي رَوْضَاتٍ⁣(⁣٢) أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ» أَي: أَسْتَلِذُّ قِراءَتَهُنَّ، وأَتَمَتَّعُ بمَحاسِنِهنَّ.

  ومن أَمْثالِهم: «لَيْسَ المُتَعَلِّقُ كالمُتَأَنِّقِ» ومَعْناهُ ليس القانِعُ بالعُلْقَةِ - وهي البُلْغَةُ من العَيْشِ - كالَّذِي لا يَقْنَعُ إِلّا بِآنَقِ الأَشْياءِ وأَعْجَبِها.

  ويُقالُ: هو يَتَأَنَّقُ: أَي يَطْلُبُ أَعْجَبَ الأَشْياءِ⁣(⁣٣).

  [أوق]: الأَوْقُ: الثِّقَلُ يُقال: أَلْقَى عَلَيْنا أَوْقَه: أَي ثِقَلَه، ومن سَجَعاتِ الأَساسِ: أَلْقَى عليهِ أَوْقَه، وبَرَكَ⁣(⁣٤) فَوْقَه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:

  إِلَيكَ حَتَّى قَلَّدُوكَ طَوْقَها ... وحَمَّلُوكَ عِبْأَهَا وأَوْقَها

  والأَوْقُ: الشُّؤْمُ.

  والأَوْق: ع⁣(⁣٥) وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ:

  تَمَتَّعْ مِنَ السِّيدانِ والأَوْقِ نَظْرَةً ... فقَلْبُكَ للسِّيدانِ والأَوْقِ آلِفُ

  وأَنْشَدَ الصّاغانِيُّ للقُحَيْفِ العُقَيْليِّ يصِفُ ناقَتَه:

  تَرَبَّعَت السِّيدانَ والأَوْقَ إِذْ هُما ... مَحَلٌّ من الأَصْرامِ والعَيْشُ صالِحُ

  وما يَجْزئ السِّيدانُ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى ... ولا الأَوْقُ إِلا أَفْرَطُ العَيْنِ مائِحُ

  وقالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ ¥:

  أَتاهُنَّ أَنّ مِياهَ الذُّها ... بِ فالمَلْحِ فالأَوْقِ فالمِيثَبِ

  وقالَ اللَّيْثُ: آقَ عَلَيْهِ فلانٌ: إِذا أَشْرَفَ.

  ويُقال: آقَ عَلَيْنا يَؤُوقُ: إِذا مالَ قالَ العُمانيُّ:

  آقَ عَلَيْنا وهو شَرُّ آيقِ

  وقِيل: آقَ عَلَيْهم أَوْقاً: إِذَا أَتاهُم بالشُّؤْمِ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَوْقَةُ: الجَماعَةُ يُقالُ: جاءَ القومُ بأَوْقَتِهمْ.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: الأُوقَةُ بالضّمِّ: الرَّكِيَّةُ، مثلُ البالُوعَةِ في الأَرْضِ خَلِيقَةٌ في بُطُونِ الأَوْدِيَة، وتكونُ في الرِّياضِ أَحْياناً، تُسَمَّى - إِذا كانَتْ قامَتيْنِ - أُوقَةً، فما زادَ، وما كانَ أَقَلَّ من قامَتَيْنِ فليْسَت بأُوقَةٍ، وفَمُها مثلُ فَمِ الرَّكِيَّةِ، وأَوْسَعُ أَحياناً، وهي الهُوَّةُ، قال رُؤْبةُ:

  وانْغَمَسَ الرّامي لها بَيْنَ الأُوَقْ ... في غِيلِ قَصْباءَ، وخِيسٍ مُخْتَلَقْ⁣(⁣٦)

  والأُوقَةُ: مَحْضَنُ الطّيْرِ عَلَى رُؤُوسِ الجِبالِ نقَلَه الصّاغانيُّ.

  والأُوقِيَّةُ بالضمِّ⁣(⁣٧): فُعْلِيَّةٌ من أَوَقَ قال الجَوْهَريُّ: وهي زِنَةُ سَبْعِ مَثاقِيلَ، وقيل: زِنَةُ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً، وهو في قَوْلٍ وإِن جَعَلْتَها أُفْعُولَة فَهِيَ من غَيْرِ هذا البابِ ويَأْتِي في «وق ي» إِنْ شاءَ اللهُ تعالى.

  ويَوْمُ الأُواقِ، كغُرابٍ: م مَعْرُوفٌ من أَيّامِ العَرَبِ، قالَ الصّاغانِيُّ: وهُوَ يَوْمُ يُؤْيُؤٍ وقد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ في الهَمْزَةِ.

  والأَواقِي، بالفَتْحِ: قَصَبُ الحائِكِ التي يَكُونُ فيها لُحْمَةُ الثَّوْب عن ابنِ عَبّادٍ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: أَوَّقَه تَأْوِيقاً: إِذَا قَلَّلَ طَعامَه وأَوَّقَه تَأْوِيقاً: حَمَلَه على المَشَقَّةِ والمَكْرُوهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنشَدَ لجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى الطّهَوِيِّ:

  عَزَّ على عَمِّكِ أَنْ تُؤَوَّقِي


(١) عن اللسان وبالأصل «عينك».

(٢) في التهذيب: روضاتٍ دمثاتٍ.

(٣) في التهذيب واللسان: أي يطلب آنق الأشياء إليه.

(٤) في الأساس: وركب فوقه.

(٥) في معجم البلدان: جبل لبني عُقيل.

(٦) في التهذيب: «ممتلق» بدل «مختلق» ويروى «محتلق» بالحاء المهملة.

(٧) نص صاحب اللسان على ضم الهمزة وتشديد الياء.