تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يرض]:

صفحة 181 - الجزء 10

  وقال القُطامِيُّ:

  إِذَا ما قُلْتُ قَدْ حَبَرَتْ صُدُوعٌ ... تُهَاضُ وليس⁣(⁣١) لِلْهَيْضِ اجْتِبارُ

  ثمّ يُسْتَعارُ لِغَيْرِ العَظْمِ والجَناحِ، ومنه قولُ عُمرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ، وهو يدْعُو على يَزِيدَ بنِ المُهَلَّبِ لَمَّا كَسَر سِجْنَهُ وأَفْلَت: «اللهُمَّ إِنَّهُ قَدْ هَاضَنِي فهِضْه» أَي كَسَرَنِي وأَدْخَلَ الخَلَلَ عَلَيَّ فاكْسِرْه وجَازِه بما فَعَل.

  وقال اللَّيْثُ: الهَيْضَةُ: مُعَاوَدَةُ الهَمِّ والحُزْنِ، والمَرْضَةُ بعدَ المرْضَةِ. قلتُ: ويدخلُ فيه نُكْسُ المَرِيضِ، فإِنَّهُ مُعاوَدَةُ مَرَضٍ بعدَ الانْدِمَالِ.

  وقد هَاضَ الحُزْنُ القَلْبَ: أَصابَهُ مَرَّةً بعدَ أُخْرَى.

  ويُقَال: بِهِ هَيْضَةٌ، أَي به قُيَاءٌ، كغُرَابٍ، وقِيَام جَمِيعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقيل: هو انْطِلاقُ البَطْنِ فقطْ.

  ويُقَال: أَصابَتْ فُلاناً هَيْضَةٌ، إِذا لم يُوَافِقْهُ شيْءٌ يَأْكلُه، وتَغَيَّر طَبْعُه عليه، ورُبَّما لَانَ من ذلِك بَطْنُه، فكَثُرَ اخْتَلافُه.

  وقالَ اللَّيْثُ عن بَعْضِهِم: هَيْضُ الطّائِرِ: سَلْحُه، وقد هَاضَ يَهِيضُ هَيْضاً، قال:

  كَأَنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفيِّ ... مَهَائِضُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ⁣(⁣٢)

  قالَ الصّاغَانِيُّ: هذَا تصحيفٌ والصّوابُ: هَيْصُ، وهَاصَ، ومَهَائِص بالصَّادِ المُهْمَلَة⁣(⁣٣)، وقد تقدَّمَ.

  وانْهَاضَ، كما في الصِّحاح، وتَهَيَّضَ، كما في العَيْنِ: انْكَسَرَ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لرُؤْبَةَ:

  هَاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهَاضِ الفَكَكْ ... هَمُّ إِذا لَمْ يُعْدِهِ هَمٌّ فَتَكْ

  قال لأَنَّه أَشَدُّ لِوَجَعِه.

  والهَيْضَاءُ: الجَمَاعَةُ، كالهَضّاءِ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  كُلُّ وَجَعٍ فهو هَيْضٌ، يُقَال: هَاضَنِي الشَّيْءُ، إِذا رَدَّكَ في مَرَضِكَ.

  والهَيْضُ: اللِّينُ، وقد هَاضَهُ الأَمْرُ يَهِيضُه، وبه فَسَّرَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ حَدِيثَ عائِشَةَ، ^: «والله لو نَزَل بالجِبَالِ الرّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بأَبي⁣(⁣٤) لَهَاضَهَا» أَي أَلانها.

  ويُقال: تَمَاثَل المَرِيضُ فَهَاضَهُ كذا، أَي نَكَسَه، وهو مَجَازٌ.

  والمُسْتَهَاضُ: الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه، والسَّوْقِ له، فيَنْكَسر عَظْمُه ثَانِيَةً بعد جَبْرٍ وتَمَاثُلٍ، وقال ابنُ شُمَيْلٍ: المُسْتَهَاضُ: المَرِيضُ يَبْرَأُ فيَعْمَل عَمَلاً فيَشُقُّ عليه، أَو يأْكلُ طَعَاماً أَو يَشربُ شَرَاباً فيُنْكَسُ، ومنه الحَدِيثُ: «فإِنَّ هذَا يَهِيضُكَ إِلَى ما بِكَ» أَي: يَنْكُسُكَ إِلى مَرَضِك، وهو مَجَازٌ.

  ويُقَال: هَاضَةُ الكَرَى، وبه هَيْضَةُ الكَرَى: تَكْسيرُه وتَفْتيرُه، وهُوَ مَجَازٌ.

  ويُقَال: تَهَيَّضَهُ الغَرَامُ، إِذا عَاوَدَه مَرَّةً أُخْرَى، قال:

  وما عَادَ قَلْبِي الهَمُّ إِلاَّ تَهَيَّضَا

  وهو مَجَازٌ. وقال ابنُ بَرِّيّ: هَيَّضَهُ بمَعْنَى هَيَّجَهُ، قال هِمْيانُ بنُ قُحَافَةَ:

  فَهَيِّضُوا القَلْبَ إِلى تَهَيُّضِهْ

فصل الياء مع الضاد

  [يرض]: * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  من هذا الفصْلِ: اليَرِيضُ، كأَمِيرٍ: وَادٍ في شِعْر امْرِئِ القَيْسِ:

  أَصَابَ قُطَيّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَهُ ... فوَادِي البَدِيّ فانْتَحَى ليَرِيضِ


(١) التهذيب واللسان: تهاض وما لما هِيض.

(٢) الرجز في اللسان «نفى» ونسبه للأخيل. قال ابن سيده: هكذا أنشده أبو علي، وأنشده ابن دريد في الجمهرة (الجمهرة ٣/ ١٦١): كأن متنيّ، قال: وهو الصحيح لقوله بعده:

من طول إشرافي على الطويّ

(٣) الذي في التكملة: هيضة الطير وهيصتها: ذرقها وهي المهائض والمهائص. وبهامشها ذكر عبارة التاج ثم قال؛ ولعل هذه العبارة من العباب وإلا فكيف أثبتها هنا في ذيل تكملته.

(٤) الأصل والتهذيب واللسان وفي النهاية: «بي».