تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نكخ]:

صفحة 322 - الجزء 4

  وفي التهذيب: النُّقَاخ: الخالصُ، ولم يُعيِّن شيئاً. وعن الفرّاءِ: هذا نُقَاخُ العربيَّةِ، أَي خالِصُهَا، وهو مَجاز. وروى عن أَبي عُبيدة: النُّقَاخ: الماءُ العَذْبُ. وأَنشد شَمِرٌ:

  وأَحمَقُ ممَّنْ يَلْعَق الماءَ قال لي:

  دَعِ الخمرَ واشْرَبْ من نُقَاخٍ مُبَرَّدِ

  وقال ابن شُميل: النُّقاخ الماءُ الكثير يَنْبِطه الرَّجلُ في المَوضع الذي لا ماءَ فيه.

  وفي الحديث «أَنَّه شرِبَ من رُومَةَ» فقال «هذا النُّقَاخُ»، هو الماءُ العَذْبُ⁣(⁣١) الذي يَنقَخ العَطَشَ، أَي يَكْسِرُهُ ببردِه. ورُومَةُ: بئرٌ بالمدينة.

  وقال أَبو العبّاس: النُّقَاخ: النَّوْمُ في العافيَةِ والأَمْنِ.

  والنُّقَاخُ: الضَّرْبُ على الرَّأْس بِشيْءٍ صُلْبٍ. نَقَخَ رأْسَه بالعصَا وبالسّيف، كمَنَع: ضَرَبَ. وقيل: هو الضَّربُ على الدِّماغِ حتّى يَخرجَ مُخُّه، يقال: نَقخَ دِمَاغَهُ ونَقَفَه: كَسَرَه.

  قال العجّاج:

  لعَلِمَ الأَقوامُ أَنِّي مِفْنَخُ⁣(⁣٢)

  لِهَامِهِمْ أَرُضُّهُ وأَنقَخُ

  وانْتَقَخَ المُخَّ ونَقَخَه: اسْتخْرَجَه.

  وعن أَبي عَمرو: ظَلِيمٌ أَنقَخُ، إِذا كان قَلِيل الدِّمَاغِ وأَنشد لطَلْق بن عَديّ⁣(⁣٣):

  حتَّى تَلاقَى دَفُّ إِحدَى الشُّمّخِ

  بِالرُّمْحِ من دُونِ الظّليمِ الأَنقخِ

  وناقةٌ نَقَخَةٌ، محرّكةٌ: تَثَّاقلُ في مشيها سمَناً.

  والنُّقَّاخ، كرُمّانٍ: مُقدَّمُ القَفَا من الأُذُنِ والخُششاءِ.

  [نكخ]: نَكَخَه في حَلْقِهِ نَكْخاً كمَنعهُ: لهزه، يمانيَة.

  [نوخ]: تَنَوَّخَ الجَمَلُ النّاقَةَ: أَبَركَها للسِّفادِ والضِّرَاب، كأَناخهَا ليَركَبها، فاستناخَتْ: بَرَكتْ، ونَوَّخهَا ف تَنَوَّخَتْ، واستناخ الفحْلُ النَّاقةَ وتَنوَّخَها: أَبرَكهَا ثم ضرَبَها. وعن ابن الأَعرابيّ: تَنوّخَ الفحلُ النَّاقةَ فاستَنَاخَتْ وتَنوَّخَت. ولا يُقَالُ نَاخَتْ ولا أَنَاخَتْ، قال شيخنا: وحكَى أَربابُ الأَفعالِ أَنَخْت الجَملَ: أَبرَكْته فأَنَاخَ الجَملُ نفسُه، وفيه استعمالُ أَفْعَل لازماً ومتعدّياً، وهو كثير، وقال ابن الأَعرابيّ: يقال أَناخَ⁣(⁣٤) رُباعيًّا، ولا يقال نَاخَ، ثُلاثيٍّا.

  والنَّوْخَة: الإِقَامَة.

  والمُنَاخُ، بالضَّم: مَبْرَكُ الإِبلِ، وهو المَوضع الّذي تُنَاخ فيه الإِبلُ.

  وفي الحديث «مَنًى مُنَاخٌ، منًى مَنزِل».

  وَروِيَ بفتح الميم أَيضاً. قال شيخُنَا: ويأْتي مَصدَراً كالإِناخَة، واسم مفعول على حقيقته، واسمَ زمان، لأَنّ المفعول من المَزيد يأْتي للوجوه الأربعة على ما عُرِف في مبادئ الصَّرْف.

  والمُنِيخُ: الأَسَد.

  والنَّائِخَة: الأَرضُ البَعِيدَة، أَو هي النّابخة بالموحّدة، وقد سَبقَ.

  ونَوّخَ اللهُ الأَرضَ طَروقةً للماءِ، أَي جَعَلَهَا مما تُطيقه، وهو مَجاز.

  وذُو مَنَاخٍ كَمَنَارٍ: لَهِيعَةُ بنُ عبدِ شَمْسٍ، قَيْلٌ من الأَقيال.

  وتَنُوخُ قبيلةٌ ذُكرَ في ت ن خ، ووَهِمَ الجوهريُّ، وقد مرَّ في الفوقيّة فلينظَرْ هناك.

  وفي الأَساس: ومن المجاز: أَناخَ به البَلاءُ والذُّلّ، وهذا مُنَاخُ سَوءٍ، للمكانِ غير المرضيّ.

فصل الواو مع الخاءِ المعجمة

  [وبخ]: وَبَّخَه بسُوءٍ تَوبِيخاً، إِذا لَامَهُ وعَذَلَهُ وأَبَّخَه لُغَةٌ فيه، عن ابن الأَعرابيّ، قال ابن سيده: أُرَى همزتَه بدلاً من الواو، وهو مذكورٌ في الهمزة.

  ووَبَّخه: أَنّبَهُ وهَدَّدَه.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله العذب، وفي اللسان زيادة: البارد».

(٢) روايته في الفاخر ص ٣٠٧:

سيعلم الجهال أني مُفنخ

لها مهم أرضها وأنقخ

(٣) ورد في اللسان (شندخ): طالق بن عدي.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يقال أناخ الخ فيه مخالفة لما تقدم قريباً، فتأمل.»