تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدب]:

صفحة 407 - الجزء 1

  وبَنُو حَاجِبِ البَابِ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّين.

  وامْرَأَةٌ مُحَجَّبَةٌ، كمعظَّمة، شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ: كَمُخَدَّرَةٍ ومُخَبَّأَةٍ.

  والحَجَبِيُّونَ، مُحَرَّكَةً: بَنُو شَيْبَةَ لِتَوَلِّيهِم حِجَابَةَ البَيْتِ الشَّرِيفِ.

  وأَبُو حَاجِبٍ: سَوَادَةُ بنُ عَاصِمٍ العَنَزِيّ⁣(⁣١)، رَوَى عنه عاصِمٌ الأَحْوَلُ.

  والمُحَوْجِبُ: العَظِيمُ الحَاجِبِ.

  [حدب]: الحَدَبُ مُحَرَّكَةً هو خُرُوج الظّهْرِ ودُخُولُ الصَّدْرِ والبَطْنِ بخلافِ القَعَسِ، وقد حَدِبَ كفَرِحَ حَدَباً وأَحْدَبَ اللهُ زَيْداً، واحْدَوْدَبَ وتَحَادَبَ، قال العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ:

  رَأَتْنِي تَحَادَبْتُ الغَدَاةَ ومَنْ يَكُنْ ... فَتًى قَبْلَ عَامِ المَاءِ فَهْوَ كَثِيرُ

  وهُوَ أَحْدَبُ بَيِّنُ الحَدَبِ وحَدِبٌ الأَخِيرَةُ عن سيبويهِ. والحَدَبُ: حُدُورٌ وفي بعض النسخ: حُدُوبٌ بالبَاءِ الموحدة بدلَ الراءِ ورَجَّحَهُ شيخُنَا، وأَنْكَرَ الرَاءَ، وجَعَله تصحيفاً، مع أَنَّه الثابتُ في الأُصولِ المَقْرُوَّة، والنُّسَخِ الصحِيحَةِ المَتْلُوَّةِ، ومِثْلُهُ في لسان العرب وعبارتُه: والحَدَبَ: حُدُور فِي صَبَبٍ كَحَدَب المَوْجِ وفي بعض النسخ: الرِّيحِ والرَّمْلِ، والحَدَبُ: الغِلَظُ المُرْتَفِعُ منَ الأَرْضِ⁣(⁣٢) والجَمْعُ أَحْدَابٌ وحِدَابٌ، قال كعبُ بن زُهَير:

  يَوْماً تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ يَرْفَعُهَا ... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ

  والحَدَبَة، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعُ⁣(⁣٣) الحَدَب في الظَّهْرِ النّاتِئِ، قاله الأَزْهَرِيّ، ومِنَ الأَرْضِ: مَا أَشْرَفَ وغَلُظ وارْتفعَ، وَلَا تَكُونُ الحَدَبَةُ إِلَّا في قُفٍّ أَوْ غِلَظِ أَرْضٍ، وفي الأَساسِ: ومن المجاز: نَزَلُوا في حَدَبٍ منَ الأَرْضِ وَحَدَبَةٍ، وهِيَ⁣(⁣٤) النَّشْزُ ومَا أَشْرَفَ مِنْهُ⁣(⁣٤)، ونَزَلُوا في حِدَابٍ، وفي التنزيل {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}⁣(⁣٥) يُرِيدُ يَظْهَرُونَ مِنْ غَلِيظ الأَرْضِ ومُرْتَفِعِها، وقال الفرّاء: من كُلِّ أَكَمَةٍ، أَي⁣(⁣٦) من كُلِّ موضعٍ مُرْتَفِعٍ.

  والحَدَبُ مِنَ المَاءِ: تَرَاكُبُهُ وفي نسخة: تَرَاكُمُهُ فِي جَرْيِهِ وقِيلَ مَوْجُهُ، وقال الأَزهريّ: حَدَبُ المَاءِ مَا ارْتَفَع مِنْ أَمْوَاجِهِ، قال العجَّاج:

  نَسْجَ الشَّمَالِ حَدَبَ الغَدِيرِ

  قال ابن الأَعرابيّ: ويقال: حَدَبُ الغَدِيرِ: تَحَرُّكُ المَاءِ، وأَمْوَاجُه.

  ومن المجاز: جَاءَ حَدَبُ السَّيْلِ بالغُثَاءِ، وهُوَ ارْتِفَاعُهُ وكَثْرَتُهُ، ونَظَرَ إِلى حَدَبِ الرَّمْلِ، وهُوَ ما جَاءَ به⁣(⁣٧) الرِّيحُ فارْتَفَع.

  والحَدَبُ: الأَثَرُ الكَائِنُ فِي الجِلْدِ كالحَدَرِ، قاله الأَصمعيّ، وقال غيرُه الحَدَرُ: السِّلَعُ قال الأَزهريّ: وصوابُه بالجيم.

  والحَدَبُ: نَبْتٌ أَو هو النَّصِيُّ، وأَرْضٌ حَدِبَةٌ: كَثِيرَتُهُ أَي النَّصِيِّ.

  والحَدَبُ: مَا تَنَاثَرَ مِنَ البُهْمَى فَتَرَاكَمَ قال الفرزدق:

  غَدَا الحَيُّ مِنْ بَيْنِ الأَعَيْلَامِ⁣(⁣٨) بَعْدَ مَا ... جَرَى حَدَبُ البُهْمَى وهَاجَتْ أَعَاصِرُهْ

  قال ابن الأَعْرَابِيّ: حَدَبُ البُهْمَى: مَا تَنَاثَرَ منه فَرَكِبَ بعضُه بعْضاً كحَدَبِ الرَّمْلِ، وهو مَجَازٌ.

  والحَدَبُ مِنَ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ بَرْدِهِ يقال: أَصَابَنَا حَدَبُ الشِّتَاءِ، وهو مجازٌ، في الناموس: لكَوْنِهَا السَّبَب لِقعْدَةِ الأَحْدَبِ، قال شيخنا: وهَذَا السَّبَبُ مِمَّا يُقْضَى له العَجَبُ، وقال ابنُ أَحْمَرَ في صفة فَرَسِ:

  لَمْ يَدْرِ مَا حَدَبُ الشِّتَاءِ ونَقْصُهُ ... ومَضَتْ صَنَابِرُهُ ولَمْ يَتَخَدَّدِ


(١) عن تقريب التهذيب، وبالأصل «العتربي» قال: والعنزي بالنون والزاي. أبو حاجب البصري أخرج له مسلم.

(٢) اللسان: الغلظ من الأرض في ارتفاع.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «مواضيع».

(٤) في الأساس: «وهو .... منها.»

(٥) سورة الأنبياء الآية ٩٦.

(٦) في اللسان: «ومن» بدل «أي من».

(٧) في الأساس: جاءت به.

(٨) اللسان: الأعيلم.