تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بهد]:

صفحة 367 - الجزء 4

  فُلانٌ كثيرُ البُنُود، أَي كثيرُ الحِيَلِ.

  وذَكَرَ عن حاشِيَة التُّحفة للسيّد عُمر البَصْرِيّ: أَنَّ البَنْدَ يُطلَق على المحَابس الّتي تُجعَل بين حَبّات السُّبْحة ليُعلّم بها على المَحلّ الّذي يَقِفُ عنده المُسَبِّح عِند عُرُوضِ شاغِلٍ. قال: قلت: والظاهر أَنّه مُوَلَّد، بل مُحدَث.

  قلْتُ: وهو كذلِكَ فارسيٌّ معرب⁣(⁣١) وأَصل البَنْدِ العَقْدُ، ويُطلَق على تِلك العُقَد مَجازاً.

  والبَنْدُ: الّذي يُسْكَرُ مِنَ الماءِ. قال أَبو صَخْرٍ:

  وإِنّ مَعَاجِي لِلْخيامِ ومَوقِفي

  برَابِيَة البَنْدَيْنِ بالٍ ثُمَامُها

  يَعنِي أُلقِيَ عليها ثُمَامٌ وشَجرٌ.

  والبَنْد: ع. والبَنْد: بَيْدَقٌ مُنْعقِدٌ⁣(⁣٢) بفِرْزانٍ، فإِنّه يكون حينئذ كالحابِس والعاقِد للنَّفس.

  والبِنْد: بالكسْر: أُمّةٌ من الأُمَم، وهم إِخْوة السِّنْد بالبَحرين، ذكره ابن الكلبيّ في كتاب افتراق العرب.

  والبَنُّودَة، كسَفُّودة: علَمٌ على الدُّبُر، نقله الصاغانيّ.

  وعَوفُ بنُ بِنْدُويَةَ، بالكسر، هو عَوف بن أَبي جَبلَةَ⁣(⁣٣) الأَعرابيّ، واسم أَبيهِ بِندُويَةُ، يَروِي عن الحَسن، مشهور.

  ومُحَمَّد بن بِنْدُويَةَ الخُراسَانيّ من المُحدِّثِين، ذكرَهما الأَمير أَبو نصْر.

  [بنرد]: * ومما يستدرك عليه:

  بِنِرْدُ، بكسر الموحّدة والنون وسكون الرّاءِ وآخرُه دال: جَدّ عبد العزيز بن إِبراهِيمَ بنِ بِنِرْدَ الأَدميّ الشِّيرازيّ.

  [بود]: البَوْدُ، أَهملَه الجوهريّ، وقال الصاغانيّ: هو البِئرُ، كذا في التكملة.

  * ومما يستدرك عليه:

  باد الشيءُ بَواداً، لُغة في بدَا بمعنَى ظهَرَ، وسيأْتي في الياءِ.

  [بهد]: بَهْدَى كسَكْرَى، أَهمله الجوهريّ، وقال الصاغانيّ: هو ابن سعْد بن الحارث بن ثَعْلَبَة بن الحارث بنِ دُودانَ بنِ أَسَدٍ. م، أَي معروف.

  قلت: وفيه نَظرٌ.

  وأُمُّ بَهْدٍ بِنتُ رَبِيعَةَ بن سعْد بن لُجَيم، نقَلَه الصاغَانيّ.

  وبَنُو بَهْد: بطْنٌ في بني أَسدِ بن خُزَيمةَ، منهم سالِمُ بن وابِصةَ بن عُقْبَةَ الشاعرُ البَهْدِيّ، ذكرَه ابن السِّمعانيّ عن الدّارَ قطنيّ.

  والبَوَاهِد: الدَّوَاهي، نقله الصَّغانيّ.

  وبَهْدَى أَو ذو بَهْدَى: ع، موضع، والصّواب مَوضعانِ⁣(⁣٤)، وعلى الأخيرة اقتصرَ الصاغانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  بَهْدَادُ: لُغة في بَغْدَاد، نقلَه بعض شُرَّاح الفصيح عن الفرّاءِ، وقد مَرَّ ذلك.

  [بيد]: بادَ الشّيْءُ يَبِيدُ بَوَاداً، هكذا في اللِّسان - وقد أَنكَره شيخُنا بِناءً على أَنه لم يَذكره الجوهريّ ولا أَربابُ الأَفعال، ولا اقتضاه قِياس، وهذا منه عجيبٌ كما لا يَخفَى - وبَيْداً وبَيَاداً، بالفتح، وبُيُوداً، بالضّمّ، وبَيْدُودَةً، وهذه عن اللِّحيانيّ: ذَهَبَ وانْقَطَعَ. وبَادَ يَبيدُ بَيْداً، إِذا هَلَك.

  وبادَت الشَّمْسُ بُيُوداً: غَرَبتْ، حكاه سيبويه. وأَبادَه الله. أَهلَكَه. وفي الحديث: «فإِذا هم بدِيارٍ بادَ أَهلُهَا»، أي هَلكُوا وانقَرَضوا.

  والبَيْدَاءُ: الفَلَاةُ والمَفازةُ المَستويَةُ يُجرَى فيهَا الخَيْل، وقيل: مَفازةٌ لا شيْءَ فيهَا. وقال ابن جِنّي: إِنّمَا سَمِّيَت بذلك لأَنّهَا تُبيدُ مَن يَحلُّهَا. وعن ابن شُميل: البَيْداء: المَكانُ المُستوِي المُشرف، قليلةُ الشَّجَرِ جَرْداءُ تَقُودُ اليَوْمَ ونِصْفَ يومٍ، وأَقلّ، وإِشرافُها شيْءٌ قَليلٌ، لا تَراهَا إِلَّا


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فارسي معرّب، مقتضى كون معرّباً أن تكون العرب نطقت به بعد العجمة كسائر المعرّبات وهو ينافي كونه مولداً ومحدثاً.

(٢) في إِحدى نسخ القاموس: متعقِّدٍ.

(٣) في التكملة: ابن أبي جميلة.

(٤) كما في اللسان: بهدى وذو بهدى. وفي معجم البلدان: بهدى بوزن سكرى ويقال ذو بهدى قرية ذات نخل باليمامة ... وقيل هما موضعان متقاربان.