تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درخم]:

صفحة 237 - الجزء 16

  يقالُ: إنَّه قُتِلَ ولم يُدْرَكْ بثَأْرِهِ، فضُرِبَ به المَثَلُ: أَوْدَى دَرِمُ؛ يُضْرَبُ لِمَا لم يُدْرَكْ به؛ وقد ذَكَرَه الأَعْشَى فقالَ:

  ولم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى له ... كما قيلَ في الحَرْبِ: أَوْدَى دَرِمْ⁣(⁣١)

  أَي لم يَهْلِكْ مَنْ سَعَيْتَ له. أَو فُقِدَ كما فُقِدَ القارِظُ العَنَزيُّ، فصار مَثَلاً لكلِّ مَنْ فُقِدَ؛ وهو قوْلُ المُؤَرِّجِ، وقد نَقَلَ الجوْهَرِيُّ القَوْلَيْن.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وقالَ ابنُ حبيبٍ: كان دَرِمٌ هذا هَرَبَ مِن النُّعْمانِ فطَلَبَه فأُخِذَ فمَاتَ في أَيْدِيهم قبْلَ أَنْ يَصِلُوا به، فقالَ قائِلُهم: أَوْدَى دَرِمٌ، فصارَتْ مَثَلاً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الدَّرَمُ، محرَّكةً: عَظْمُ الحاجِبِ إذا لم يَنْتَسْبِرْ؛ قالَهُ اللّيْثُ، فهو أَدْرَمُ.

  والأَدرم أَيْضاً: مَنْ كانَ أَحَدُ لحْيَيْهِ أَصْغَرُ مِن الآخَرِ وبه لُقِّبَ تَيمٌ جَدُّ القَبيلَةِ فقيلَ له: تَيمُ الأَدْرَمِ.

  وقالَ ابنُ الجواني: الأَدْرَمُ الناقِصُ الذَّقْنِ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: ويقالُ للقَعُودِ إذا دَنا وقوعُ سِنِّه فذَهَبَتْ حِدَّةُ السِّنِّ التي تُريدُ أَنْ تَقَعَ: قد دَرِمَ وهو قَعُودٌ دَارِمٌ.

  ودَرِمَتِ الدابَّةُ، كفَرِحَ: دبَّتْ دَبِيباً.

  والأَدْرَمُ مِن العَراقِيبِ: التي عَظُمَتْ إبْرَتُه؛ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والمدارمَةُ: مَشْيٌ في ثقلٍ وعَجَلَةٍ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: والدَّرُومُ مِن النُّوقِ الحَسَنَةُ المِشْيَةِ.

  والدَّرَمُ، محرَّكةً: احْمِرارٌ في الشَّفَتَيْن عقيب الاسْتِياكِ، وأَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ:

  إنَّما سَلَّ فُؤَادِي ... دَرَمٌ بالشَّفَتَيْنِ⁣(⁣٢)

  ومِن المجازِ: عِزٌّ أَدْرَمُ: أَي سَمِينٌ غيرُ مَهْزولٍ، قالَ رُؤْبَةَ:

  يَهْوُونَ عن أَرْكانِ عِزٍّ أَدْرَما

  وبنُو دَرْماء: أَوْلادُ عَمْرو بن عَوْفِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ سلامانِ بنِ ثعلِ الطّائيّ، ودَرْماءُ أُمُّهم وهم بالشأمِ بقَلْعةِ الدَّارُومِ وما يُجاورُها.

  [درخم]: الدُّرَخْمينُ، كشُرَحْبِيلٍ: الدَّاهِيَةُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للراجزِ، واسْمُه دَلَم العَبْشَمِيُّ وكُنْيتُهُ أَبو زُغْبَةَ:

  أَنْعَتُ من حَيَّاتِ بُهْلِ كشحين ... صِلَّ صَفاً داهيةً دُرَخْمِينْ⁣(⁣٣)

  [دردم]: الدِّرْدِمُ، بالكسْرِ، كَتَبَه بالأَحْمر على أَنَّه مُسْتدركٌ على الجوْهَرِيّ وليسَ كَذلِكَ، بل ذَكَرَه في دَرَمَ: المرْأَةُ تَجِيءُ وتَذْهَبُ باللَّيلِ؛ كذا في المُحْكَمِ. وهي الدَّرُومُ أيْضاً كما سَبَقَ قَرِيباً.

  وأَقولُ إنَّه تَصْحيفُ الدَّرُومِ فإنَّ الواوَ قَريبُ الشَّبَهِ بالدالِ وفيه رَدٌّ لِمَا وَهَمه المصنِّف مِن جَعْلِه الدَّرُوم مِن صفَةِ الرِّجالِ، فتأَمَّل.

  والدِّرْدِمُ: النَّاقَةُ المُسِنَّةُ. ذَكَرَه الجوْهَرِيُّ في دَرَمَ. ثم إنَّهم صَرَّحُوا بأَنَّ مِيمَ الدِّرْدِمِ زائِدَةٌ لأنَّها المُتَكَسِّرَةُ الأسْنانِ.

  [درغم]: الدِّرْغِمُ، كزِبْرِجٍ، والغَيْنُ مُعْجَمَةٌ، كما في النسخِ، والصَّوابُ إهْمالُها: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: هو الرَّدِيءُ البَذِيُّ* كالدِّعْرِمِ؛ وسَيَأْتي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الدِّرْعِمَةُ: لُؤْمٌ وخبٌّ كالدِّعْرِمَةِ.

  [درقم]: الدِّرْقِمُ، كزِبْرِجٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي المُحْكَمِ: هو السَّاقِطُ.

  وأَيْضاً: اسمٌ للدَّجَّالِ، هكذا في النسخِ، وصَوابُه للرِّجالِ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٩٨ وفيه «في الحي» بدل «في الحرب» واللسان والتهذيب وعجزه في المقاييس ٢/ ٢٧٠ وجزء من عجزه فى الصحاح.

(٢) النبات لأبي حنيفة برقم ٨٦٣ وفيه: دارمٌ» والمثبت كاللسان.

(٣) اللسان والصحاح.

(*) كذا بالأصل، وبالقاموس: البَذِيءُ.