تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سدم]:

صفحة 338 - الجزء 16

  وقيلَ: هو اللَّيِّنُ المَسِّ الحَسَنُ من الثِّيابِ كالخَزِّ والقُطْنِ ونحوِهِ. يقالُ: هذا ثَوْبٌ سُخامُ المَسِّ؛ وريشٌ سُخامٌ، وقُطْنٌ سُخامٌ.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ؛ وليسَ هو مِن السَّوادِ؛ وأَنْشَدَ لجنْدَل الطُّهوِيّ يَصِفُ الثلْجَ:

  كأَنَّه بالصَّحْصَحانِ الأَنْجَلِ ... قُطْنٌ سُخامٌ بأَيادِي غُزّلِ⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ بَرِّي: صوابُه يَصِفُ سَراباً لأنَّ قبْلَه:

  والآلُ في كلِّ مُرادٍ هَوْجَلِ

  والسَّخْماءُ من الحَرَّةِ: التي اخْتَلَطَ السَّهْلُ منها بالغِلَظِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  السُّخْمَةُ: بالضمِّ: السَّوادُ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ وأَيْضاً: الغَضَبُ. وفي الحديْثِ: «مَن سَلَّ سَخِيمَتهُ في طَريقِ المُسْلِمين لَعَنَه اللهُ تعالَى»، كنى به عن الغائِطِ والنَّجْوِ.

  والسُّخامُ: الشَّعَرُ الأَسْودُ؛ ومن الطَّعامِ: اللَّيِّنُ.

  وبَنُو سُخَيْمٍ، كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ مِن حِمْيَرَ منهم: المجالدُ بنُ عميرَةَ بنِ مُرٍّ، له ذِكْرٌ، ضَبَطَه الحافِظُ.

  وسُخامُ، كغُرابٍ: اسمُ كَلْبٍ، وبه رُوِي بيتُ لَبيدٍ⁣(⁣٢) أَيْضاً.

  [سدم]: السَّدَمُ، مُحرَّكةً: الهَمُّ، أَو هو مع نَدَمٍ؛ وقيلَ: نَدَمٌ وحُزْنٌ، أَو غَيْظٌ مع حُزْنٍ؛ وقد سَدِمَ، كفَرِحَ، فهو سادِمٌ وسَدْمانُ.

  تقولُ: رأَيْتُه سادِماً نادِماً وسَدْمانَ نَدْمانَ، وقلَّما يُفْرَدُ السَّدَمُ مِن النَّدَمِ.

  وقالَ ابنُ الأنْبارِي في قوْلِهم رجُلٌ سادِمٌ نادِمٌ: قالَ قوْمٌ: السادِمُ معْناهُ المُتَغيِّرُ العَقْلِ من الغَمِّ، وأَصْلُه مِن قوْلِهم: ماءٌ سُدُمٌ إذا كانَ مُتَغيِّراً.

  وقالَ قومٌ: السادِمُ الحَزِينُ الذي لا يُطيقُ ذَهاباً ولا مَجيئاً. والسَّدَمُ أَيْضاً: الحِرْصُ.

  وأَيْضاً: اللهَجُ بالشَّيءِ والولُوعُ؛ ومنه الحدِيْثُ: مَن كانتْ الدُّنيا هَمَّه وسَدَمَهُ جَعَل اللهُ فقرَهُ بينَ عَيْنَيْه». وفَحْلٌ مَسْدومٌ وسَدَمٌ، مُحرَّكةً، وسَدِمٌ، ككَتِفٍ، ومُسَدَّمٌ مِثْلُ مُعَظَّمٍ: هائِجٌ، أَو هو الذي يُرْسَلُ في الإِبِل فيَهدِر بَيْنها، فإذا ضَبِعَتْ أُخْرِجَ عنها اسْتِهْجاناً لنَسْلِه، أي يرغبُ عن فِحْلَتِهِ فيُحالُ بَيْنه وبينَ أُلَّافِهِ، ويُقَيَّدُ إذا هاجَ، فيَرْعَى حَوْلَ الدارِ، وإِن صالَ جُعِل له حِجامٌ يمنَعُه عن فتْحِ فمِهِ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على المعْنَى الأَوَّل، وأَنْشَدَ للوليدِ بنِ عقبَةَ يخاطِبُ معاوِيَةَ بنِ أَبي سُفْيان، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِمِ المُعَنَّى ... تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ ولا تَريمُ⁣(⁣٣)

  وقد مَرَّ في ر ي م.

  أَو هو القَطِمُ المَمْنوعُ من الضِّرابِ بأَيِّ وَجْهٍ كان، فهو شَديدُ الغَمِّ والغَضَبِ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ؛ وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  وكلُّ رَباعٍ أَو سَديسٍ مُسَدَّمٍ ... يَمُدُّ بِذِفْرى حُرَّةٍ وجِرانِ⁣(⁣٤)

  والسَّدِيمُ، كأَميرٍ: الكثيرُ الذِكْرِ، ومنه قوْلُه: لا يَذْكُرونَ اللهَ إلَّا سدماً.

  وأَيْضاً: الضَّبابُ الرَّقيقُ، أَو عامٌّ؛ ومنه قوْلُ الشاعِرِ:

  وقد حالَ رُكْنٌ من أُحامِرَ دونَهُ ... كأَنَّ ذُراهُ حُلِّلَتْ بسَدِيمِ⁣(⁣٥)

  وماءٌ مُسَدّمٌ، كمُعَظّمٍ، وسَدِمٌ، ككَتِفٍ ونَدُسٍ وجَبَلٍ وعُنُقٍ: كلُّ ذلِكَ مُنْدَفِقٍ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  وكائِنْ تَخَطَّتْ ناقتي من مَفازَةٍ ... إليك ومن أَحْواضِ ماء مُسَدَّمِ⁣(⁣٦)

  ج أَسْدامٌ وسِدامٌ، بالكسْرِ، أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَواءٌ.


(١) اللسان والتكملة والصحاح والأساس منسوباً فيها لأبي النجم يصف سراباً.

(٢) تقدم في مادة سحم.

(٣) اللسان والتهذيب والصحاح.

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه واللسان.