تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زوأ]

صفحة 169 - الجزء 1

  أُمِّه قالتْه تُرَقِّص ابنَها، فردَّه عليه أَبو محمد بنُ بَرِّيّ، ورواه هو وغيره على هذه الصُّورة، [قال:] وقالت أُمه ترُدُّ على أَبِيه:

  أَشْبِهْ أَخِي أَوْ أَشْبِهَنْ أَبَاكَا ... أَمَّا أَبِي فَلَنْ تَنَالَ ذَاكَا

  تَقْصُرُ أَنْ تَنَالَهُ يَداكَا

  وعبارةُ العُباب: قالت مَنفوسة بنتُ زيدِ الفوارِس بن حُصَينِ بن ضِرار الضَّبِّيِّ وهي تُرقِّص ابنَها حَكِيماً وتَرُدُّ على زَوْجِها قيسِ بنِ عاصمٍ المِنْقَرِيّ ¥.

  وزَنَأَ الظِّلُّ يَزْنَأُ: قَلَصَ وقَصُرَ ودَنا بعضُه من بعضٍ وظِلٌّ زَنَاءٌ: قَالِصٌ، قال ابنُ مُقْبِل يَصِف الإِبلَ:

  وَتُولِجُ فِي الظِّلِّ الزَّنَاءِ رُؤُوسَهَا ... وتَحْسَبُهَا هِيماً وَهُنَّ صَحَائحُ

  وزَنَأَ إِليه أَي الشيءِ يَزْنَأُ: دَنَا منه⁣(⁣١) وزَنَأَ للخمسين زَنْأً: دَنا لها وزَنَأَ: طَرِبَ وأَسرع، وزَنَأَ: لَزِقَ بالأَرض وخَنَق هكذا في النسخ، ولم أَجد من ذكره من أَئمة اللغة إِن لم يكن صُحّف على الكاتب من حَقَن وقد زَنَأَ بَوْلُه يَزْنَأُ زَنْأً وزُنُوءاً: احتَقَنَ.

  وأَزنأَه هو إِلى الأَمر إِزناءً أَلجأَه⁣(⁣٢) وأَزْنأَه في الجَبل صَعَّدَه، وأَزْنَأَه هو إِزناءً إِذا حَقَنَه وأَصله الضِّيق.

  والزَّنَاءُ، كسحابٍ هو القَصيرُ المُجْتَمِعُ يقال: رَجلٌ زَنَاءٌ، وظِلٌّ زَنَاءٌ، وفي الفائق: الزَّناءُ في الصِّفات نَظِير [براء]⁣(⁣٣) وجَوَادٍ وجَبَانٍ، وهو الضِّيقُ يقال: مَكانٌ زَنَاءٌ، وبئْرٌ زَنَاءٌ، والحاقِنُ لِبَوْلِه. ونهى رسولُ الله ÷ أَن يُصَلِّيَ الرجلُ وهو زَنَاءٌ⁣(⁣٤) أَي حاقن. والزَّنَاءُ ع.

  وقال ابنَ اعرابيّ: الزَّنِيءُ على فَعِيل: السِّقاءُ الصغيرُ.

  وَزَنَّأَ عليه تَزْنِئَةً أَي ضَيَّق قال شِهَابُ بنُ العَيِّف، ويروى للحارث بن العَيِّف⁣(⁣٥)، والأَوّل هو الصحيح، قال الصَّغانيُّ: وهكذا وجدْتُه في شِعر شِهابٍ بخطّ أَبي القاسِم الآمدِيّ في أَشْعارِ بني شَيْبَان.

  لَا هُمَّ إِنَّ الحارثَ بْنَ جَبَلَهْ ... زَنَّا عَلَى أَبِيهِ ثُمَّ قَتَلَهْ

  وَرَكِبَ الشَّادِخَةَ المُحَجَّلَهْ ... وَكَانَ فِي جَارَاتِه لَا عَهْدَ لَهْ

  فَأَيُّ أَمْرٍ سَيِّءٍ لا فَعلَهْ

  أَي لم يَفْعَلْه، قال: وأَصله زَنَّأَ على أَبيه، بالهمز، قال ابنُ السكّيت: إِنما ترك هَمزة ضَرورَةً. والحارث هذا هو الحارث بن أَبي شَمِرٍ الغَسَّانيُّ. وقد بُنِىَ ثُلاثيًّا، ومنه بُنِي اسمُ التفضيلِ في الحديث أَنه كان لا يُحِبُّ من الدُّنْيا إِلَّا أَزْنَأَها، أَي أَضيقَها، قاله شيخنا، قلت: ومنه أَيضاً حديث سعد بن ضَمْرَة: فَزَنَئُوا عليه الحجارة⁣(⁣٦) أَي ضَيَّقوا.

  * ومما يستدرك عليه:

  الزَّنَاءُ، كسحابٍ: القَبْرُ، قال الأَخطل:

  وَإِذا قُذِفَتُ إِلى زَنَاءٍ قَعْرُها ... غَبْرَاءَ مُظْلِمةٍ مِنَ الأَجْفارِ⁣(⁣٧)

  [زوأ] زَوْءٌ المَنِّية: ما يَحْدُث منها قال الأَصمعي: الزَّوْءُ بالهمز.

  وقال أَبو عمرو زَاءَ الدهْرُ به أَي انقلَبَ [به]⁣(⁣٨)، وهذا دليلٌ على أَنه مهموزٌ، قال أَبو منصورٍ: زَاءَ فَعَلَ من الزَّوْءِ⁣(⁣٩)، كما يقال من الزَّوْغ زَاغَ قال أَبو عَمْرٍو: فرِحْتُ بهذه الكلمةِ حيث وجدْتُها: قال أَبو ذُؤَيْبٍ:

  مَا كَانَ مِنْ سُوقَةٍ أَسْقَى عَلَى ظَمَاءِ ... خَمْراً بِمَاءٍ، إِذَا ناجُودُهَا بَرَدَا

  مِن ابنِ مَامَةَ كَعْبٍ ثُمَّ عَيَّ بِهِ ... زَوْءُ المَنِيَّةِ إِلَّا حِرَّةً وَقَدَا⁣(⁣١٠)

  وجاءَ في الحديث أَن النبي ÷ قال: «إِنَّ الإِيمَانَ بَدَا


(١) كذا بالأصل، وليست في القاموس.

(٢) في القاموس: وأزنأه ألجأه.

(٣) عن الفائق.

(٤) الفائق ١/ ١٢٤ المقاييس ٣/ ٢٧ والنهاية زنأ وفيه: لا يصلين أحدكم وهو زناء.

(٥) في اللسان (شدخ) كالأصل، وفي اللسان (زنأ): العفيف العبدي.

(٦) اللسان والنهاية: بالحجارة.

(٧) اللسان والمقاييس: الأحفار.

(٨) زيادة عن القاموس.

(٩) بالأصل: «الزوى» وأثبتنا ما في اللسان.

(١٠) في اللسان (زوى) ومعجم الشعراء ونسبا لمامة الإيادي أبي كعب.