تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جول]:

صفحة 126 - الجزء 14

  وقالَ ابنُ سِيْدَه هو الرجُلُ التارُّ الغليظُ القَوِيُّ الشديدُ.

  [جول]: جالَ في الحَرْبِ جَوْلَةً وجالَ في الطَّوافِ جَوْلاً ويُضَمُّ وهذه عن الصَّاغَانيُّ وجُؤُولاً⁣(⁣١) كقُعُودٍ وهذه عن ابن سِيْدَه وأَنْشَدَ لأَبِي حَيَّة النُّمَيْرِيٌ:

  وجَالَ جُؤُولَ الأَخْدَرِيِّ بوافد ... مُغِدِّ قَلِيلاً ما يُنيخُ ليَهْجُدا⁣(⁣٢)

  وجَوَلاناً محرَّكةً اتَّفَقَ عَلَيه الأَزْهَرِيُّ وابنُ سِيْدَه والصَّاغَانِي والزَّمَخْشَرِيُّ.

  وجِيلالاً بالكسرِ وفي بعضِ النسخِ جِيلاناً. قالَ ابنُ عَبَّادٍ جِيلالٌ فَعْلَالٌ من جَالَ يَجُولُ.

  وجَوَّلَ تَجْوالاً عن سِيْبَوَيْه قالَ: والتِّفْعالُ بناءٌ مَوْضُوعٌ للكَثْرَةِ كفَعَّلْت في فَعَلْت.

  وفي العُبَابِ: جَالَ تَجْوالاً وفي التّهْذِيبِ: جَوَّلَ البِلادَ تجْوِيلاً أَي جَالَ فيها كَثِيراً واجْتَالَ وانْجَالَ طَافَ وجالَ القَوْمُ جَوْلَةً انْكَشَفُوا ثم كَرُّوا وكانَت لهم في الحربِ جَوْلَةً.

  وجَالَ التُّرابُ جَوْلاً ذَهَبَ وسَطَعَ كانجْالَ عن ابنِ سِيْدَه.

  وفي التَّهْذِيبِ: انجِيَالُ التُّرَابِ انْكِشَاطُه.

  وجَالَ الشيءَ جَوْلاً اخْتَارَهُ. قالَ أَبُو عَمْرٍو: جُلْتُ هذا من هذا أَي اخْتُرْتُه منه.

  والمِجْولُ كمِنْبرٍ ثَوْبٌ للنِّساءِ يُثْنَى ويُخَاطُ من أَحَدِ شِقَّيْه ويُجْعَلُ له جَيْبٌ تَجُولُ فيه المرْأَةُ كذا في المُحْكَمِ أَو المِجْوَلُ للصَغيرَةِ والدِّرعُ للمَرْأَةِ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

  إِلى مِثْلِها يَرْنوا الحَلِيمُ صَبَابَةً ... إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بين دِرْعٍ ومِجْوَل⁣(⁣٣)

  وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هو ثَوْبٌ تَلْبسُه الفتاةُ قَبْلَ التَّخْدِيرِ تَجُولُ فيه. وفي حدِيثِ عائِشَةَ، رَضِيَ الله تَعالَى عنها: إِنَّ النبيِّ كانَ إِذا دَخَلَ⁣(⁣٤) إِليها لَبِسَ مِجْوَلاً.

  قالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: المَجْوَلُ: الصُّدْرَةُ.

  وربَّما سَمَّوْا التُّرْسَ⁣(⁣٥) مِجْوَلاً كما في العُبَابِ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: المِجْوَلُ: الخَلْخَالُ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: المِجْوَلُ: الدِّرْهَمُ الصَّحيحُ. وأَيْضاً العوذَةُ وأَيْضاً الحِمارُ الوَحْشِيُّ وقالَ ثَعْلَبُ: المَجْوَلُ: الفِضَّةُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: هو هِلالٌ منها يكونُ في وَسْطِ⁣(⁣٦) القِلَادَةِ. وقالَ غَيرُه: المِجْوَلُ: ثَوْبٌ أَبْيَضُ يُجْعَلُ على يَدِ من تُدْفَعُ إِليه الأَيْسارُ القِداحُ إِذا تَجَمَّعُوا نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.

  والجَوْلانُ بالفتحِ جَبَلٌ بالشامِ قالَ النابغَةُ الذّبْيانيُّ يَرْثي أَبَا حجر الغَسَّانيّ:

  بَكَى حارِثُ الجَوْلان من فَقْدِ رَبِّه ... وحَوْرَانُ منه خاشِعٌ مُتَضائل⁣(⁣٧)

  ويُرْوَى: من هَلْكِ رَبِّه، والحارِثُ: قُلَّةٌ من قِلالِه. وفي التَّهْذِيبِ: جَوْلانٌ قَرْيةٌ من قُرَى الشامِ وسَيَأْتي في ض ل ل⁣(⁣٨).

  والجولان التُّرابُ تَجُولُ به الريحُ على وَجْهِ الأَرْضِ قالَهُ اللَّيْثُ. وفي بعضِ النسخِ: عن وَجْهِ الأَرْضِ كالجَوْلِ ويُضَمُّ نَقَلَهما الأَزْهَرِيُّ والجِيْلانِ وهذه عن ابنِ سِيْدَه، قالَ: والجَوْل والجَوْلانُ والجَيْلانُ الحَصَى تَجُولُ به الرِّيحُ والجَوَلانُ بالتَّحرِيكِ صِغارُ المالِ ورَديئُهُ عن الفرَّاءِ كما في المُحْكَمِ والعُبَابِ، إِلَّا أَنَّه وَقَعَ في نسخةِ المُحْكَمِ بِتَسْكِينِ الواوِ مَضْبُوطاً وكَأَنَّه غَلَطٌ.

  وأَجالَه إِجَالَةً به أَي أَدَارَهُ كجالَ به جَوْلاً عن الزَّجَاجِ، يقالُ في المَيْسِرِ أَجِلِ السِّهامِ.

  وتَجَاوَلوا جَالَ بَعْضُهم على بعضٍ في الحَرْبِ أَي


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: وجؤولاً قلت قول الشارح والمحشي: وجماعة لابل. وجماعة الخيل الخ لا تكرار فيه أصلا لأن الأول من معاني الجول بالضم والثاني من معاني الجول بالفتح ولا ثالث لهما هنا أصلاً فكأنهما تأملاه وهما نائمان وكثيراً ما يفعلان مثل هذا. ا هـ شنقيطي.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٤٧ من معلقته، واللسان وعجزه في الصحاح والمقاييس ١/ ٤٩٦.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كان إذا دخل إليها، عبارة اللسان إذا دخل علينا».

(٥) ضبطت في القاموس بالضم، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.

(٦) ضبطت في القاموس بالنصب، والسياق اقتضى جرها بحرف الجر.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٩١ برواية «موحش متضائل» واللسان.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية «قوله: في ض ل ل، لعله في ض أ ل».