تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عجن]:

صفحة 368 - الجزء 18

  قالَ الجَوْهرِيُّ: ورُبَّما سَمَّوا الغُبار عُثاناً.

  والعُثانُ: ع، ذكرَ في كتابِ بَني كِنانَةَ؛ قالَهُ نَصْر.

  وعُثانَةُ، كثُمامَة: ماءٌ لجَذِيمَةَ بن مالِكِ بنِ نَصْر في شعْبَةٍ مِن الثَّلَبوت؛ وقيلَ: هو بكسْرِ العَيْن ونُونَيْن؛ قالَهُ نَصْر.

  والعُثْنونُ، بالضَّمِّ: اللِّحْيَةُ كلُّها، أو ما فَضَلَ منها بعدَ العارِضَيْنِ⁣(⁣١) مِن باطِنِهما، ويقالُ لمَا ظَهَرَ منها السبَلَةُ.

  والعُثْنونُ: شُعَيْراتٌ طِوالٌ تَحْتَ حَنَكِ البَعيرِ؛ يقالُ: بَعِيرٌ ذُو عَثانِينَ، كما قالوا لمَفْرِقِ الرّأْسِ مَفارِق.

  والعُثْنونُ مِن الِّريحِ والمطرِ: أَوَّلُهُما؛ عن أَبي حَنيفَةَ، ¦؛ أو عامُّ المطرِ، أو المطرُ ما دامَ بينَ السَّماءِ والأرضِ، ج عَثانينُ.

  قالَ أَبو زيْدٍ: العَثانِينُ المطرُ بينَ السَّحابِ والأَرضِ، مِثْل السَّبَل، واحِدُها عُثْنونٌ.

  وعُثْنونُ السَّحابِ: ما وَقَعَ على الأَرضِ منها؛ قالَ:

  بِتْنا نُراقِبُه وباتَ يَلُفُّنا ... عِنْدَ السَّنامِ مُقَدِّماً عُثْنونا⁣(⁣٢)

  يَصِفُ سَحاباً.

  وعَثانِينُ السَّحابِ: ما تَدَلَّى مِن هَيْدَبِها.

  وعُثْنونُ الريحِ: هَيْدَبُها إذا هي أَقْبَلَتْ تَجُرُّ الغُبارَ جَرَّا؛ قالَ جرانُ العُودِ:

  وبالخَطِّ نَضَّاحُ العَثانِين وَاسِع

  والعُواثِنُ، بالضَّمِّ: الأَسَدُ الكثيرُ الشَّعَرِ.

  والمُعَثَّنُ، كمُعَظَّمِ: الضَّخْمُ العُثْنُون مِن الرِّجالِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ للرَّجلِ إذا اسْتَوْقَد بحطَبٍ رَدِيءٍ: لا تُعَثِّنْ علينا. وعُثْنونُ اللِّحْيةِ: طَرَفُها.

  والعُثْنونُ: شُعَيْرات عنْدَ مَذْبحِ التَّيْسِ.

  [عجن]: عَجَنَهُ يَعْجِنُهُ ويَعْجُنُهُ، مِن حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، عَجْناً، فهو مَعْجونٌ وعَجينٌ: اعْتَمَدَ عليه بِجُمْعِ كَفِّه يَغْمِزُه، كاعْتَجَنَهُ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  يَكْفِيك مِن سَوْداءَ واعْتِجانِها ... وكَرِّكَ الطَّرْفَ إلى بَنانِها

  ناتِئةُ الجَبْهةِ في مَكانِها ... صَلْعاءُ لو يُطْرَحُ في مِيزانِها

  رِطْلُ حديدٍ شالَ من رُحْجانها⁣(⁣٣)

  وعَجَنَهُ عَجْناً: ضَرَبَ عِجَانَه.

  وعَجَنَتِ النَّاقَةُ عَجْناً: ضَرَبَتِ الأَرضَ بيَدَيْها في سَيْرِها، فهي عاجِنٌ.

  وعَجَنَ فلانٌ: نَهَضَ مُعْتَمِداً على الأرْضِ بجُمْعِه كِبَراً أو سِمَناً؛ قالَ كثِّيرُ:

  رأَتْني كأَشْلاءِ اللِّجامِ بَعْلُها ... من المَلْءِ أَبْزَى عاجِنٌ مُتَباطِنُ⁣(⁣٤)

  ورَوَاه أَبو عُبَيْدٍ.

  مِن القَوْمِ أَبْزَى مُنْحَنٍ مُتَباطِنُ

  والعاجِنُ: هو الذي أَسَنَّ، فإذا قامَ عَجَنَ بيَدَيْه.

  يقالُ: عَجَنَ وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ⁣(⁣٥)، كُلّه مِن نعْتِ الكَبيرِ؛ قالَ الشاعِرُ:

  فأَصْبَحْتُ كُنْتيّاً وهَيَّجْتُ عاجِناً ... وشَرُّ خِصَالِ المْرءِ كُنْتٌ وعاجِنُ⁣(⁣٦)

  وفي حدِيثِ ابنِ عُمَرَ، رضِيَ الله تعالى عنهما: أَنَّه كانَ يَعْجِنُ في الصَّلاةِ فقيلَ له: ما هذا؟ فقالَ: رأَيْت


(١) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من نسخة الشارح. ونصها: «أو ما نَبَتَ على الذَّقَنِ وتَحْتَهُ سِنْلاً، أو هو طُولُها».

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) اللسان بدون نسبة.

(٤) اللسان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «زاد في اللسان: «وورّص».

(٦) اللسان والصحاح وفيها: وأصبحت بدل وهيجت.