تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حبتك]:

صفحة 538 - الجزء 13

  والحُبُكُ: أَيْضاً طَرَائِقُ الجَبَلِ قالَ رُؤْبَةُ:

  صعدكم في بيت نجم منسمك ... إلى المعالي طودر عن ذي حُبُكْ

  وحباكُ الثَّوْبِ؛ كفافُ عن الزَّمَخْشَرِيّ. وحباك اللبد: الخيُوطُ السُّودُ التي تُخَاطُ بها أَطْرَافُه عن ابنِ عَبَّادٍ.

  والحُبكَةُ: بالضم القَارُورَةُ الضَّيِّقَةِ الفَمِ والجَمْعُ حُبُكٌ.

  وحَبَكٌ محرَّكةً قَرْيةٌ بحَوْرَان منها العَلاءُ علِيُّ بنُ زِيَادَة بن عَبْدِ الرَّحْمنِ هكذا ضَبَطَه ابنُ قاضِي شُهْبَه في الطَّبَقَاتِ.

  وقُرِئَ: ذات الحِبِك بكسْرَتَيْن وبكسرٍ وضمٍ وبالعكْسِ، وصَرَّحُوا في الثاني أَنَّه مِنْ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْن، وفي الثالِثِ أَنَّه مُهْمَلٌ لم يُسْتَعْمَلْ، ومِثْلُ هذا كان وَاجِب التَّنْبِيْه أَشَارَ له شَيْخُنَا نَقْلاً عن الشَّهابِ في العناية.

  قلْتُ: وتَفْصِيلُ هذا في كتابِ الشواذِ لابنِ جني قالَ: قِرَاءَةُ الحَسَنِ الحُبْك بضمٍ فسكونٍ ورُوِيَ عنه الحِبِك بكَسْرِتَيْنِ ورُوِي عنه الحِبْك بكسر الحاءِ ووقفِ الباءِ، وكذلِكَ قَرَأَ أبو مالِكٍ الغَفَارِيِّ، ورُوِي عنه الحِبُكُ بكسرِ الحاءِ وضمِ الباءِ، ورُوِي عنه: الحَبَك بفَتْحَتَيْنِ، ورُوِيَ عنه: الْحُبُكِ بضمَّتَيْن، الوَجْهُ السَّادِسُ كقِرَاءَةِ الناسِ، ورُوِي عن عكْرَمَة وَجْهٌ سابِعٌ وهو الحُبَكُ بضمٍ ففتحٍ جَمِيْعُه هو طَرَائِقُ الغَيْمِ، وأَثَر حَسَن الصَّنْعَةِ فيه وهو الحَبِيْكُ في البيض ويُقالُ حَبِيْكَةُ الرَّمْلِ وحَبَائِكُ وكذلِكَ أَيْضاً حُبُكُ الماءِ لطَرَائِقِه. وأَمَّا الحَبْك فمخَفَّفٌ مِنَ الحَبَك وهو لغَةُ بنِي تَمِيْمٍ كرُسْل وعَمْدِ في رُسُل وعَمْدٍ وأَمَّا الحِبك ففعل وذلك قَلِيل منه ابل واطل وامرأة بلز أي ضَخْمَةَ وبأسْنَانِه حبر. وأمَّا الحبك فمخَفَّفٌ منه كاطل وابلُ. وأمَّا الحِبُكُ بكسرٍ فضمٍ فأَحْسَبُه سَهْواً وذلِكَ أَنَّه لَيْسَ في كَلامِهِم فِعُل أَصْلاً بكسرِ الفاءِ وضمِ العَيْنِ وهو المِثَالُ الثاني عَشَرَ مِنْ ترْكِيبِ الثلاثيِّ فإِنَّه ليْسَ في اسمٍ ولا فعلٍ أَصْلاً البَتَّة، ولعلَّ الذي قَرَأَ به تَدَاخَلَتْ عليه القِرَاءَتان بالكسرِ والضمِ فكأَنَّه كسَرَ الحاء يُرِيد الحبك فأَدْرَكَه ضَمُّ البَاء فجَمَع بَيْن أَوَّلِ اللَّفْظَةِ على هذه القِرَاءَةِ وبَيْن آخرِها على القِرَاءَةِ الأُخْرَى، وأَمَّا الْحُبُكِ فكأَنَّ واحِدَتها حُبْكةٌ كطُرْقةٍ وطُرُقٍ وعُقْبَةٍ وعُقُبٍ، وأَمَّا الحبكِ فعلى حبكة وحبك كطرفة وطرف وبرقة وبرق ولا يَجُوز أَنْ يكونَ حبك مَعْدولاً إليها على حبك تَخْفِيفاً إنَّما ذلِكَ شَيْءٌ يُسْتَسْهَلُ به في المُضَاعَفِ خاصَّةً كقَوْلِهم في جُدَد جدُدُ وفي سُرَر سرُرُ وفي قُلَل قُلُل انْتَهَى وبذلِكَ تَعْلَم ما في كَلامِ شَيْخِنَا مِن التَّسَاهُلِ، وفي عبَارَةِ المصنِّفِ مِنَ القُصُورِ الزائدِ فتأمَّلْ واللهُ أَعْلَمَ.

  [حبتك]: الحَبْتَكُ كجَعْفَرٍ وعُلابِطٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ قالَ ابنُ عَبَّادٍ: هو الصَّغيرُ الجِسْمِ كما في العُبَاب والتَّكْمِلة.

[حبرتك]:

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الحبَرْتكَ: كسَفرْجَلٍ الصَّغيرُ الجِسْمِ.

  [حبرك]: الحَبرْكَى القومُ الهَلْكَى كما في المُحْكَمِ وقال أبو زَيْدٍ: الحَبَرْكَى القُرادُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للخَنْسَاءِ:

  فلستُ بمُرْضع ثَدْيي حَبَرْكَى ... يُقالُ أَبُوه مِن جُشَم بن بَكْرِ⁣(⁣١)

  وهكذَا أَنْشَدَ الصَّاغَانيُّ أَيْضاً. وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ على غَيْرِ هذه الرِّوَاية:

  مَعَاذَ الله يَنْكَحُنِي حَبَرْكى ... قصِير الشِّبْرِ من جُشُمِ بن بَكْرِ⁣(⁣٢)

  وهي حَبَرْكاةٌ قالَ الجَوْهَرِيُّ: قالَ أبو عَمْرٍ⁣(⁣٣) والجَرميّ: وقَدْ جَعَلَ بَعْضعهم الأَلِفَ في حَبَرْكَى للتأْنِيْثِ فلم يَصْرِفْه، والحَبَرْكَى السَّحابُ المُتَكاتِفُ وأَيْضاً الرَّمْلُ المُتَراكِمُ وأَيْضاً الغَليظُ الرَّقَبَةِ الثلاثةُ عنِ الصَّاغَانيُّ وقالَ الليْثُ: الحَبَرْكَى الضَّعيفُ الرِجْلَيْنِ كأنه مُقْعَدٌ لضَعْفِهِما ونَصّ العَيْن: الذي كادَ يكونُ مُقْعَداً من ضَعْفِهِما.

  قلْتُ: وحَكَى السِّيرَافيّ عَن الجَرميّ عَكْسَ ذلك وأَنْشَدَ:


(١) اللسان والصحاح وعجزه فيهما:

أبوه من بني جشم بن بكر

(٢) وهي رواية الديوان ط بيروت ص ٧٧ وقد وردت في اللسان أيضاً.

(٣) الأصل واللسان وفي الصحاح: «أبو عمر».