تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خيص]:

صفحة 279 - الجزء 9

  إِذا كَانَا ضَيِّقَيِ العَيْنِ، وإِذَا أَرَادُوا غُؤُورَ العَيْنِ فَهُوَ الخَوَصُ، بالخاء المُعْجَمَة.

  ورَوَى أَبُو عُبيْدٍ عنْ أَصْحَابِه: خَوَصَتْ عَيْنُه، ودَنَّقَتْ وقَدَّحَتْ، إِذا غارَتْ.

  والقاسِمُ بنُ أَبِي الخَوْصاءِ مُحَدِّثٌ حمْصِيٌّ، نقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والحَافِظُ. قُلْتُ: ويُقَالُ لَهُ: الخُوصِيُّ، نِسْبَةً إِلَى أَبِيهِ، وكَذَا ذَكَرَه مَحْمُودُ بنُ إِبرَاهِيمَ بنِ سميعٍ في كِتَابِ التّارِيخِ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  إِنَاءٌ مُخَوَّصٌ: فِيهِ عَلى أَشْكَالِ الخُوصِ.

  وتَخَاوَصَتِ النُّجُومُ: صَغُرَت للغُرُوبِ، وهو مَجَازٌ.

  والخُوصَةُ من الجَنْبَةِ، وهو من نَبَاتِ الصّيْفِ، وقِيلَ: هو ما نَبَتَ على أُرُومَةٍ، وقِيلَ: إِذا ظهرَ أَخْضرُ العَرْفجِ عَلى أَبْيَضِه فتِلْك الخُوصَةُ.

  ودِيبَاجٌ مُخوَّصٌ بالذَّهَبِ، أَيْ مَنْسُوجٌ بِهِ كهيْئَةِ الخُوصِ.

  وخَوَّصَ العَطاءَ، وخَاصَهُ: قَلَّلهُ، الأَخِيرَةُ عَنْ ابن الأَعْرَابِيّ. ويُقال: نِلْتُ مِنْ فُلانِ خَوْصاً خَائصاً، أَيْ مَنالةً يَسِيرَةً.

  وخُصْتُ الرَّجُلَ: غَضَضْتُ مِنْه.

  وخُصْتُه عَنْ حاجَتِه: حَبَسْتُه عَنْها.

  والخَوْصُ البُعْدُ.

  والخَوْصَاءُ: مَوْضعٌ، وقيل: نَاحِيَةٌ بالبَحْرَيْنِ.

  [خيص]: الخَيْصُ، والخائِصُ: القَلِيلُ من النَّوَالِ، والخَائِصُ: اسْمٌ قدْ يكونُ عَلَى النَّسَبِ، كمَوْتٍ مائِتٍ، وذلِكَ لأَنّه لا فِعْل لهُ، فَلِذلِكَ وَجَّهْنَاهُ عَلَى هذا، قالَهُ ابنُ سِيدَه، وقِيلَ: خَيْصٌ خائِصٌ عَلَى المُبَالَغَةِ، ومنه قَوْلُ الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:

  لعَمْرِي لَمَن أَمْسَى عَنِ القَوْمِ شاخِصَا ... لَقَدْ نالَ خَيْصاً مِنْ عُفَيْرَةَ خائِصَا

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ المُفَضَّلَ عَنْ قَوْلِ الأَعْشَى هذا: ما مَعْنَى خَيْصاً؟ فَقَالَ: العَرَبُ تَقُولُ فَلانٌ يَخُوصُ العَطِيَّةَ في بَنِي فُلانٍ، أَيْ يُقَلِّلُهَا، فَقُلْتُ: فكانَ يَنْبَغِي أَن يَقُولَ: خَوْصاً، فقَالَ: هي مُعَاقَبَةٌ يَسْتَعْمِلُهَا أَهْلُ الحِجَازِ يُسَمّون الصُّوّاغَ الصُّيّاغَ، ويَقُولُونَ الصُّيَّامَ للصُّوّامِ، ومِثْلُه كَثِير.

  وخَاصَ الشَّيْءُ يَخِيصُ: قَلَّ.

  ويُقَالُ: نِلْتُ مِنْهُ خَيْصاً خَائِصاً، أَيْ شَيْئاً يَسِيراً، ويُقَالُ أَيْضاً: خَوْصاً خائصاً.

  والخَيْصَاءُ: العَطِيَّةُ التّافِهَةُ، هكذا في الأُصولِ الصِّحاح، وفي بَعْضِ النُّسَخ: العَظِيمَةُ النّاقِهَةُ، ومثله نصُّ ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخيْصَاءُ مِن المِعْزَى: ما أَحَدُ قرْنَيْهَا مُنْتصِبٌ والآخَرُ مُلْتَصِقٌ برَأْسِهَا.

  ويُقَالُ: كَبْشٌ أَخْيَصُ، إِذا كَانَ مُنْكَسِرَ أَحَدِ القَرْنَيْنِ، وقَدْ خَيِصَ خَيَصاً، وعَنْزٌ خَيْصَاءُ كَذلِكَ.

  والخَيَصُ، مُحَرَّكَةً: صِغَرُ إِحْدَى العَيْنَيْنِ وكِبَرُ الأُخْرَى، والنَّعْتُ أَخْيَصُ وخَيْصَاءُ. وقيل: الأَخْيَصُ هُوَ الذي إِحْدَى أُذُنَيْهِ نَصْبَاءُ والأُخْرَى خَذْوَاءُ.

  ويُقَالُ: خَيْصَى مِنْ عُشْبٍ، أَي نُبَذٌ مِنْهُ، عن ابنِ عَبّادٍ، قالَ: وكَذلِكَ مِنْ رِجَالٍ.

  ويُقَال: خَيْصَانُ من مالٍ، أَيْ قَلِيلٌ مِنْهُ نقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  واجْتَمَعَتْ خَيْصاهُم: أَي مُتَفَرِّقُوهُم⁣(⁣١)، وانْضَمَّ بَعْضُهُم إِلَى بَعْضٍ، عَنِ أَبِي عَمْرٍو.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الخَيْصُ: البُعْدُ، كالخَوْصِ، وقالَ ابنُ فارِسٍ: وَعِلٌ أَخْيَصُ، إِذا انْتَصَبَ أَحَدُ قَرْنَيْهِ وأَقْبَلَ الآخَرُ على وَجْهِه.

فصل الدال المهملة مع الصاد

  [دأص]: دَئِصَ، كفَرِحَ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقالَ الباهِلِيُّ: أَيْ أَشِرَ وبَطِرَ، قال عُبَيْدٌ المُرِّيُّ:

  وغَادَرَ العَرْمَاءَ في نَبْتٍ وَصَى ... وَصَى لَهُنَّ فدَئِصْنَ دَأَصَا⁣(⁣٢)


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: متفرقهم.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «العرماء ههنا الغنم العظيمة، والوصي: