تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عطلس]:

صفحة 368 - الجزء 8

  ونُقِلَ [عن] الأَصْمَعِيِّ أَنَّ المُرَادَ: قَبْلَ أَن أَسْمَعَ عُطَاسَ عاطِسٍ فأَتَطَيَّرَ منه، قال⁣(⁣١): وما قَالَهُ اللَّيْثُ لم أَسمعْه لثِقَةٍ يُرْجَع إِلى قَولهِ.

  والعاطِسُ: وما اسْتَقْبَلَكَ من أَمامِك من الظِّبَاءِ، وهو الناطِحُ، لكَونِه يُتَطَيَّرُ منه.

  والمُعَطَّسُ، كمُعَظَّمٍ: المُرْغَمُ الأَنْفِ، عن ابنِ عَبّادٍ، يقال: رَدَدْتُه مُعَطَّساً، أَي مُرْغَماً.

  واللُّجَمُ العَطُوسُ، كصُرَدٍ: المَوْتُ، وكذلِكَ اللُّجمُ العَاطِسُ، بفتح الجيم وضَمِّها، وأَصلُ اللُّجَم: جمع لُجْمَةٍ ولِجَامٌ، وهي الطِّيَرَةُ؛ لأَنَّهَا تُلْجِمُ عن الحَاجَةِ، أَي تَمْنَع، وذلِك أَنَّهُم يَتَطَيَّرُون من العُطَاسِ، فإِذا سافَرَ رجلٌ فسَمِع⁣(⁣٢) عَطْسَةً تَطيَّر ومَنَعَتْه عن المُضِيِّ، ثمّ استُعْمِل وَاحِداً، قاله الزَّمَخْشَرِيُّ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: تقول العَرَبُ: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ، أَي ماتَ، وقال الزَّمَخْشَرِيّ: أَي أَصابَتْه بالشُّؤْمِ وقال رُؤْبَةُ:

  قالَتْ لِماضٍ لم يَزَلْ حَدُوسَا ... ينْضُو السُّرَى والسَّفَر الدَّعوسَا

  أَلَا تَخَافُ اللُّجَمَ العَطُوسَا⁣(⁣٣)

  ويقال: هو عَطْسَةُ فُلانٍ، أَي يُشْبِهُه خَلْقاً وخُلُقاً، ويقُولون: كأَنَّه عَطْسَةٌ من أَنْفِه، ويقولون: خُلِقَ السِّنَّوْرُ مِن عَطْسَةِ الأَسدِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  العَطَّاس، ككَتَّانٍ: اسمُ فَرَسٍ لبعْضِ بنِي [عبد]⁣(⁣٤) المَدَانِ، قال:

  يَخُبُّ بِيَ العَطَّاسُ رافِعَ رأَسِهِ

  وقال الصّاغَانِيُّ: هو يَزِيد بنُ عبدِ المَدَانِ الحارِثِيُّ، وفي العبابِ: فيه يقُولُ:

  يَبُوعُ به العطّاس رافِعَ أَنْفِهِ ... لَه ذَمَرَاتٌ بالخَمِيسِ العَرَمْرَمِ

  وبَنُو العَطَّاس: بُطَيْنٌ من اليَمَنِ، من العَلَوِيِّين.

  ورَجلٌ عَطُوسٌ، كصَبورٍ، إِذا كان يَسْتَقْدِمُ في الحُروبِ والغَمَرَاتِ، كالدَّعوسِ.

  والعَطَّاسةُ: قَرْيَةٌ من الكُفُورِ الشَّاسِعة.

  [عطلس]: العَطَلَّس، كعَمَلَّسٍ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ درَيْدٍ: هو الطَّوِيلُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  العَطْلَسَةُ: عَدْوٌ في تَعَسُّفٍ، كالعَلْطَسة، نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  والعَطْلَسَةُ أَيضاً: كلامٌ غير ذِي نِظَامٍ، كالعَسْطَلَةِ، نقله الأَزهريُّ.

  [عطمس]: العَيْطَمُوس: التامَّةُ الخَلْقِ، من الإِبلِ والنِّسَاءِ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يقَال للنّاقَةِ إِذا كانَت فَتِيَّةً شابَّةً: هي القِرْطَاس، والدِّيباجُ، والعَيْطَمُوس. وقِيلَ: المَرْأَةُ الجَمِيلَةُ، عن شَمِرٍ. أَو هي الحَسَنَةُ الطَّوِيلَةُ، عن أَبِي عُبَيْد، وقيل: التارَّةُ ذاتُ أَلْوَاحٍ وقَوَامٍ من النِّسَاءِ، عن اللَّيْثِ، ومن النُّوقِ أَيضاً: الفَتِيَّةُ العَظِيمةُ الحَسْنَاءُ، وقالَ اللَّيْثُ: هي المرأَةُ العاقِرُ، ونَصُّ الأَزْهَرِيّ عن الَّليْثِ: ويقَال لهَا: عَيْطَموسٌ، في تلك الحالِ إِذا كانَت عاقِراً.

  كالعُطْموسِ، بالضمِّ في كُلِّ ما ذُكِر.

  وقال ابنُ الأَعرابيِّ: العَيْطَموس: الناقَةُ الهَرِمَةُ، فإِطْلاقُه عَلَيْهَا وعلى الفَتِيَّةِ، كما تَقَدَّم، من الأَضْدادِ، ولم يُنَبِّهْ عليه المصنِّف.

  ج عَطَامِيسُ، وقد جَاءَ في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ: عَطَامِسُ، وهو نادِرٌ قال الراجِزُ:

  يا رُبَّ بَيْضَاءَ من العَطَامِس ... تَضْحَكُ عَن ذِي أُشُرٍ عُضَارِسِ

  وكان حَقُّه أَن يقولَ: عَطامِيس، فحَذَفَ الياءَ لضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وتمامُه⁣(⁣٥) في الصّحاح والعُبَابِ.


(١) القائل هو الأزهري، كما في التهذيب.

(٢) الأساس: فسمع بعاطس يعطس تطير ومنعه ذلك من المضي.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: حدوساً: هو الذي يرمي بنفسه المرامي، كذا في التكملة».

(٤) زيادة عن التكملة، والأصل كاللسان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وتمامه الخ عبارة الصحاح: وكان حقه أن يقول: عطاميس، لأنك لما حذفت الياء من الواحدة بقيت عطموس، مثال كردوس، فلزمه التعويض؛ لأن حرف اللين رابعة، كما لزم في التحقير ولم تحذف الواو، لأنك لو حذفتها لاحتجت أيضاً إلى -