تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مجل]:

صفحة 685 - الجزء 15

  والمُثولُ: الزَّوالُ عن المَوْضِعِ، قالَ أَبو خِرَاش الهُذَليُّ:

  يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيْحُ لِمَا يَرى

  فمنه بُدُوٌّ تارَةً ومُثُولُ⁣(⁣١)

  وأَمْثَلَه: جَعَلَه مُثْلةً.

  وأَمْثَلَ السُّلطانُ فلاناً: أَرَادَه⁣(⁣٢).

  وتَمَثلَ بينَ يَدَيْه: قامَ مُنْتَصِباً.

  والعَرَبُ تقولُ: هو مُثَيْلُ هذا ومُثَيْلُ هاتِيا وهم أُمَيْثالُهم، يُرِيدُون أَنَّ المشبَّه به حَقيرٌ كما أَنَّ هذا حَقِير، كما في الصِّحاحِ.

  ومَثَوْلِي، بفتحِ الميمِ والثاءِ وكسْرِ اللامِ: مدِينَةٌ بالهِنْدِ.

  [مجل]: مَجَلَتْ يدُه، كنَصَرَ وفَرِحَ، مَجْلاً ومَجَلاً ومُجولاً، فيه لفٌّ ونشْرٌ غيرُ مرَتَّبٍ: نَفِطَتْ من العَمَلِ فَمَرَنَتْ وصَلُبَتْ وثَخُن جلْدُها وتَعَجَّر وظَهَرَ فيها ما يشْبِهُ البَثَرَ مِن العَمَلِ بالأَشْياءِ الصُّلْبةِ الخَشِنَة.

  وفي حدِيْث فاطِمَة، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنها: أَنَّها شَكَت إلى عليِّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، مَجْلَ يَدَيْها من الطَّحْن

  ؛ كأَمْجَلَتْ. وكذلِكَ: الحافِرُ إذا نَكَبَتْهُ الحِجارَةُ فرَهَصَتْه فَبَرِئَ وصَلُبَ واشْتَدَّ؛ قالَ رُؤْبَة: رَهْصاً ماجِلا.

  وقد أَمْجَلَها العَمَلُ، الضَّمِيْرُ راجِعٌ إلى اليَدِ دُوَن الحافِرِ.

  أَو المَجْلُ أنْ يكونَ بينَ الجِلْدِ واللَّحمِ ماءٌ بإصَابَةِ نار أَو مَشَقَّة أَو مُعالَجَة الشيءِ الخَشِن؛ قالَ:

  قد مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِينِ

  وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ⁣(⁣٣)

  أَو المَجْلَةُ: قِشْرَةٌ رَقيقَةٌ يَجْتَمِعُ فيها ماءٌ من أثَرِ العَمَلِ ج مِجالٌ، بالكسْرِ، ومَجْلٌ، بالفتحِ؛ ويقالُ: جاءَتِ الإِبِلُ كالمَجْلِ مِن الرِّيِّ أَي رِواءٌ مُمْتَلِئَةٌ كامْتِلاءِ المَجْلِ، وذلِكَ أَعْظَم ما يكونُ مِن رِيِّها. والرَّهْصُ الماجِلُ: الذي فيه ماءٌ فإذا بُزِعَ⁣(⁣٤) خَرَجَ منه الماءُ، من هذا قيلَ لِمُسْتَنْقَع كلّ ماءٍ في أَصْلِ جَبَلٍ أو وادٍ ما جِلٌ؛ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥)، هكذا رَوَاه ثَعْلَب عن ابنِ الأعْرَابيِّ، بكسْرِ الجيمِ غَيْر مَهْموزٍ؛ وأَمَّا أَبو عُبَيْد، فإنَّه رَوَى عن أَبي عَمْرو المَأْجَل، بفتحِ الجيمِ وهَمْزة قَبْلها، قالَ: وهو مِثْل الجَيْأةِ والجَمْعُ المآجِلُ، وقالَ رُؤْبَة:

  وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجِلا

  والمَاجِلُ أَيْضاً: ع ببابِ مكَّةَ يَجْتَمِعِ فيه ماءٌ يَتَحَلَّبُ إليه، هكذا ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ في هذا التَّرْكيبِ وزيَّفَه ابنُ فارِسَ فقالَ: هو مِن بابِ أجل والميمُ زائِدَةٌ.

  قالَ الصَّاغانيُّ: والذي ذَهَبَ إليه ابنُ فارِسَ هو قَوْلُ أَبي عَمْرو، وما ذَهَبَ إِليه ابنُ دُرَيْدٍ هو قَوْل ابنِ الأعْرَابيَّ، وكِلاهُما مُصِيبٌ، انتَهَى.

  وفي حدِيْث أَبي وَاقدٍ: «كنَّا نَتَماقَلُ في ماجِلٍ أَو صِهْريجٍ».

  قالَ ابنُ الأثيرِ: هو المَاءُ الكثيرُ المُجْتمعُ؛ وقيلَ: هو مُعَرَّبٌ، والتَّماقُلُ: التَّغاوُصُ في الماءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَجْلُ: انْفِتاقٌ في العَصَبَةِ التي في أَسْفَل عُرْقوبِ الفَرَسِ، وهو مِن حادث عيوب الخَيْلِ.

  وتَمَجَّلَ رأْسُه قَيْحاً ودَماً أَي امْتَلأَ.

  والمجولُ، بالضمِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الشَّرْقية.

  [محل]: المَحْلُ: المَكْرُ والكَيْدُ؛ ومنه المِحَالُ، بالكسْرِ على ما يَأْتي.

  والمَحْلُ: الغُبارُ، عن كراعٍ.

  والمَحْلُ: الشِّدَّةُ والجوعُ الشَّديدُ، وإن لم يكُنْ جَدْب.

  والمَحْلُ: الجَدْبُ وهو انْقِطاعُ المطرِ ويُبْسُ الأَرْضِ مِن الكَلَإِ، والجَمْعُ مُحولٌ.

  ويقالُ: زمانٌ ماحِلٌ، قالَ الشَّاعِرُ:


(١) ديوان الهذليين ٢/ ١٢٣ برواية: ومنه بدوّ مرةّ ومثول واللسان.

(٢) في اللسان: أقاده.

(٣) اللسان.

(٤) في اللسان: بُزغَ.

(٥) الجمهرة ٢/ ١١١.