تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رعبلب]:

صفحة 27 - الجزء 2

  والرُّعْبُوبُ بالضَّمِّ الضَّعِيفُ الجَبَانُ.

  ومن المجاز: رَجُلٌ رَعِيبُ العَيْنِ ومَرْعُوبُهَا: جَبَانٌ لَا⁣(⁣١) يُبْصِرُ شَيْئاً إِلَّا فَزِعَ.

  والرُّعْبُوبَةُ بِهَاءٍ: أَصْلُ الطَّلْعَةِ، كالرُّعْبَبِ، كجُنْدَبٍ⁣(⁣٢).

  والأَرْعَبُ: القَصِيرُ وهُوَ الرَّعيبُ أَيضاً، وجَمْعُهُ رُعُبٌ ورُعْبٌ قالت امرأَةٌ:

  إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبَا ... وأُبْغضُ المُشَيَّئينَ الرُّعْبا

  وَرَاعِبٌ: أَرْضٌ منها الحَمَامُ الرَّاعِبِيَّةُ قال شيخُنا: هذه الأَرْضُ غيرُ معروفةٍ ولم يذكرها البَكْرِيّ ولا صاحب المراصد على كثرة غرائبه، والذي في المجمل وغيره من مصنّفات القُدَمَاءِ: الحَمَامَةُ الرَّاعِبِيَّةُ تُرَعِّبُ في صَوْتِهَا تَرْعِيباً، وذلك قُوَّةُ⁣(⁣٣) صَوْتهَا، قلتُ: وهو الصوابُ، انتهى.

  قلت: ومثلُه في لسان العرب، فإِنه قال: الرَّاعِبِيُّ جِنْسٌ مِنَ الحَمام⁣(⁣٤) جاءَ على لَفْظِ النَّسَبِ، وليس به، وقيلَ: هو نَسَبٌ إِلى مَوْضِعٍ لا أَعْرِفُ صِيغَةَ اسْمِهِ، وفي الأَساس: ومن المجاز: حَمَامٌ رَاعِبِيٌّ: شَدِيدُ الصَّوْتِ قَوِيُّهُ في تَطْرِيبِه يَرُوعُ بصَوْتِه أَو يملأُ به مَجارِيَه⁣(⁣٥)، وحَمَامٌ له تَطْرِيبٌ وتَرْعِيبٌ: هَدِيرٌ شَدِيدٌ.

  والرَّعْبَاءُ: ع، عنِ ابنِ دُريد، ولَيْسَ بِثَبَتٍ.

  وأَرْعَبُ: مَوْضِعٌ في قول الشاعر:

  أَتَعْرِفُ أَطْلَالاً بِمَيْسَرَةِ اللِّوَى ... إِلى أَرْعَبٍ قَدْ حَالَفَتْكَ بِهِ الصَّبَا

  كذا في المعجم.

  وسُلَيْمَانُ بن يَلبانَ الرَّعْبَائِيُّ بالفَتح: شاعِرٌ في زَمَن النَّاصِرِ بنِ العَزِيزِ.

  [رعبلب]: الرَّعْبَلِيبُ كزَنْجَبِيلٍ أَهمله الجوهريّ وصاحبُ اللسانِ وقال شَمِرٌ: هِي المَرْأَةُ المُلَاطِفَةُ لِزَوْجِهَا، وأَنشد للكميت يَصِفُ ذِئْباً:

  يَرَانِي في اللِّمَامِ لَهُ صَدِيقاً ... وشَادِنَةُ العَسَابِرِ رَعْبَلِيبُ

  شَادِنَةُ العَسَابِرِ: أَوْلَادُهَا وقال غيرُه: الرَّعْبَلِيبُ: هو الذي يُمَزِّقُ ما قَدَرَ عَلَيْهِ مِنَ الثِّيَابِ وغيرِها من رَعْبَلْتُ الجِلْدَ إِذا مَزَّقْتَه، فَعَلَى هَذَا الباءُ زائدةٌ، وقد ذُكِرَ أَيضاً في حَرْفِ اللامِ لهذِه العِلَّةِ، كَمَا قالَهُ الصاغانيّ.

  [رغب]: رَغِبَ فيهِ، كَسِمعَ يَرْغَبُ رَغْباً بالفَتْحِ ويُضَمُّ ورَغْبَةً ورَغْبَى على قياسِ سَكْرَى، ورَغَباً بالتَّحْرِيكِ.

  أَرادَهُ، كارْتَغَبَ فيه، ورَغِبَهُ، أَي مُتَعَدِّياً بنفسه، كما في المصباح فهو رَاغِبٌ ومُرْتَغِبٌ.

  ورَغِبَ عَنْهُ: تَرَكَهُ مُتَعَمِّداً وزَهِدَ فيه، ولَمْ يُرِدْهُ.

  ورَغِبَ إِلَيْهِ رَغْباً ورَغَباً مُحَرَّكَةً ورُغْباً بالضَّمِّ ورُغْبَى كَسَكَرَى ويُضَمُّ⁣(⁣٦)، ورَغْباءَ كصحْرَاءَ ورَغَبُوتاً ورَغَبُوتَى، ورَغَبَاناً، مُحَرَّكَاتٍ ورَغْبَةً ورُغْبَةً بالضَّمِّ، ويُحَرّكُ: ابْتَهَلَ، أَوْ هُوَ الضَّرَاعَةُ والمَسْأَلَةُ وفي حديثِ الدُّعَاءِ «رَغْبَةً ورَهْبَةً إِليْك».

  وَرَجُلٌ رَغَبُوتٌ مِنَ الرَّغْبَةِ وفي الحديث «أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبي بَكْرٍ ® قَالَتْ: أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي العَهْدِ الَّذِي كانَ بَيْنَ رَسُولِ الله وبَيْنَ قُرَيْشٍ، وهِي كَافِرَةٌ فَسَأَلَتْنِي، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ : أَصِلُهَا؟⁣(⁣٧) قَال: نَعَمْ» قال الأَزْهَرِيّ: رَاغِبَةً أَيْ طَامِعَةً⁣(⁣٨) تَسْأَلُ شَيْئاً يقالُ: رَغِبْتُ إِلى فُلَانٍ في كَذَا وكَذَا أَي سأَلْتُهُ إِيَّاهُ، وفي حديثٍ آخَرَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ» أَي كَثُرَ السُّؤَال، ومَعْنَى ظُهُورِ الرَّغْبَةِ: الحِرْصُ على الجَمْعِ مع مَنْعِ الحَقِّ، رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبَةً إِذَا حَرَصَ على الشيْءِ وطَمِعَ فيهِ، والرَّغْبَةُ: السؤَالُ والطَّلَبُ، وأَرْغَبَهُ في الشيْءِ غَيْرُهُ وَرَغِبَ إِليه ورَغَّبَهُ تَرْغِيباً: أَعْطَاهُ ما رَغِبَ، الأَخِيرَةُ عنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشد:


(١) الأساس: ما يبصر.

(٢) في إحدى نسخ القاموس: «كجُرْشَعٍ.

(٣) في المجمل: شدة.

(٤) بالأصل «اليمام» وأثبتنا ما في اللسان.

(٥) عن الأساس، وبالأصل «محاذيه».

(٦) في نسخة ثانية من القاموس: ورَغبى ورُغبى بالضم.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أصلها كذا بخطه بحذف همزة الاستفهام وفي التكملة أأصلها بهمزتين».

(٨) كذا بالأصل والنهاية، وفي اللسان: طائعة. تصحيف.