تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سهف]:

صفحة 290 - الجزء 12

  سَوْفَ يُوجَدُ فيها الْمَاءُ، أو يُسَافُ مَاؤُهَا، فَيُكْرَهُ ويُعَافُ، وَالوَجْهَانِ ذَكَرَهما الزمَخْشَرِيُّ أَيضاً هكذا⁣(⁣١) (⁣٢).

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  سُئِفَ الرَّجُلُ، فهو مَسْئُوفٌ: أي فَزِعَ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ هنا، وسَيأْتِي للمُصَنِّفِ في الشِّين المُعْجَمَةِ، وهما لُغَتانِ.

  وَسَاوَفَهُ، مُسَاوَفَةً: مَاطَلَهُ، أَنْشَدَ سِيبَوَيْه لابنِ مُقْبِلٍ:

  لَوْ سَاوَفَتْنَا بِسَوفٍ مِنْ تَحِيَّتِها⁣(⁣٣) ... سَوفَ الْعَيُوفِ لَرَاحَ الرَّكْبُ قد قَنِعُوا

  انْتَصَبَ «سَوْفَ العَيُوفِ» علَى المَصْدَرِ المَحْذُوفِ الزِّيَادة.

  وَيقال: إِنّه لَمُسَوِّفٌ: أي صَبُورٌ، وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ:

  هذا ورُبَّ مُسَوِّفِينَ صَبَحْتُهُمْ ... مِنْ خَمْرِ بَابِلَ لَذَّةً للشَّارِبِ

  وَالتَّسْوِيفُ: التَّأْخِيرُ، وفي الحديثِ: أَنَّه «لَعَنَ المُسَوِّفَةَ مِن النِّسَاءِ»، وهي التي لا تُجِيبُ زَوْجَها إذا دَعاهَا إلى فِرَاشِهِ، وتُدَافِعُه فيما يُرِيدُ منها، وتقولُ: سَوْفَ أَفْعَلُ.

  وَسَاوَفَهُ: شَمَّهُ.

  وَالسَّائِفَةُ: الشَّطُّ مِن السَّنامِ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه⁣(⁣٤).

  وَأَسافَهُ الله: أَهْلَكَهُ.

  وَإِنَّهَا لَمُساوِفَةُ السَّيْرِ: أي مُطِيقَتُهُ.

  وَالسَّافُ: طائرٌ يَصِيدُ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وَمن مَجازِ المَجَازِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

  وَأَبْعَدِهِمْ مَسَافَةَ غَوْرِ عَقْلٍ ... إذا مَا الْأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالا

  كما في الأَسَاسِ.

  [سهف]: السَّهْفُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ علَى ما في النُّسَخِ، المُصَحَّحَةِ مِن الصِّحاحِ، وقد وُجِدَ في بَعْضِها علَى الهامشِ، وعَلَيهِ إِشارَةُ الزِّيادَةِ، قال اللَّيْثُ: هو تَشَحُّطُ الْقَتِيلِ، واضْطِرَابُهُ في نَزْعِهِ ونَصُّ العَيْنِ: يَسْهَفُ في نَزْعِهِ، واضْطِرَابِهِ، قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:

  مَا ذَا هُنَالِكَ مِنْ أَسْوَانَ مُكْتَئِبٍ ... وَسَاهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ قِصَمٍ⁣(⁣٥)

  وقال اللَّيْثُ أَيضاً: السَّهْفُ: حَرْشَفُ السَّمَكِ خَاصَّةً.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: السَّهَفُ، بالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ الْعَطَشِ، يُقَال: سَهِفَ، كَفَرِحَ، يَسْهَفُ، سَهَفاً، وهو سَاهِفٌ.

  ويُقَال: رَجُلٌ مَسْهُوفٌ: كَثِيرُ الشُّرْبٍ لِلْمَاءِ، لا يَكَادُ يَرْوَى، وَكذلك: رَجُلٌ سَاهِفٌ، ويُقَال: أَصابَهُ السُّهَافُ، كغُرَابٍ مِثْل العَطَاشِ سَواء.

  والسَّاهِفُ: الْهَالِكُ، وَيُقَال: الذي خَرَجَ رُوحُه، ويُقَال: الْعَطْشَانُ، كالسَّافِهِ⁣(⁣٦)، أَو مَن غَلَبَهُ الْعَطَشُ عِنْدَ النَّزْعِ، عِنْدَ خُروجِ رُوحِهِ، أو الذي نُزِفَ فَأُغْمِيَ عَلَيه، قال الأَصْمَعِيُّ: وَبكُلِّ ذلك فُسِّرَ قَوْلُ سَاعِدَةَ السَّابِقُ. ويُرْوَى بَيْتُ أَبي خِرَاشٍ الهُذَلِيِّ:

  وَإِن قد تَرَى مِنّي لِمَا قد أَصَابَنِي ... مِنَ الْحُزْنِ أَنِّي سَاهِفُ الْوَجْهِ ذُو هَمِّ⁣(⁣٧)

  أي: مُتَغَيِّرُهُ، قَالَه ابن شُمَيْلٍ، ويُرْوَى: «سَاهِمُ الوَجْهِ».

  ويقال: طَعَامُ فُلانٍ مَسْهَفَةٌ، وَمَسْفَهَةٌ، علَى القَلْبِ، إِذا كَان يَسْقِي الْمَاءَ كَثِيرًا، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قال الأَزْهَرِيُّ: وَأَرَى قَوْلَ الهُذَلِيِّ: «وسَاهِفٍ ثَمِلٍ» مِن هذا.

  واسْتَهَفَهُ، اسْتِهَافاً، اسْتَخَفَّهُ، وَكذلك: ازْدَهَفَهُ.


(١) وشاهد الركية المسوفة، كما في الأساس، قول جران العود:

فناشحون قليلا من مسوّفة ... من آجنٍ ركضت فيه العداميلُ

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ويعاف، يوجد في نسخ المتن المطبوع زيادة نصها: وكمُحَدِّثٍ: مَنْ يَصْنَعُ ما يَشاءُ لا يرُدُّهْ أحدٌ. وَاسْتَافَ: اشْتَمَّ، والموضِعُ مُسْتَافٌ. وسَاوَفَهُ: سَارَّهُ، والمرأَةُ ضَاجَعَها».

(٣) عن الديوان وبالأصل «من تجنبها».

(٤) زاد ابن سيده: هو من الواو لكون الألف عينا.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٢٠٤ برواية: «في صعدة حطم» وفسر شارحه الساهف بالعطشان، وهو ثمل بن الجراح.

(٦) عن التهذيب واللسان وبالأصل «كالسافة».

(٧) ديوان الهذليين ٢/ ١٥٢ برواية:

وَأن قد بدا مني ... ... من الحزن أني ساهم الوجه ذو همِّ